05/02/2009 10:08:19 صسرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان شيوعا
طاعون جديد يهدد 1.5 مليار مدخن
نيويورك – العرب أونلاين: سيكون الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ملزما ليس فقط باحترام تعهده لزوجته بعدم التدخين وإنما أيضا على القيام بتصرف عملي لنشر برامج مكافحة التدخين عالميا والحد من انتشار مرض سرطان الرئة الخطير الذي يحصد أرواح الملايين من البشر سنويا.
وأكد الرئيس الأمريكي باراك اوباماأنه لم يدخن سيجارة واحدة في البيت الأبيض منذ انتقاله إليه في 20 كانون الثاني/يناير الماضي. وهو أمر طلبته زوجته ميشيل في مطلع 2007 وقالت يومها انها لن توافق على ترشحه للرئاسة إلاّ إذا تعهد برؤية ابنتيه مرة في الأسبوع خلال الحملة الانتخابية والتوقف عن التدخين.
ويمكن ان يكون التزام أوباما بعدم التدخين إحدى الطرق الوقائية ضد انتشار أكثر الأمراض فتكا بالانسان في العصر الحديث باعتباره يمثل قدوة للملايين من الامريكيين غير أن المراهن على "نجومية" أوباما وجاذبيته لن تكون مجدية لتحسيس العالم بخطورة التدخين وآثاره المدمرة مستقبلا.
وعلى الرغم من أن الأرقام لعام 2008 في أمريكا قد سجلت انخفاضا في نسبة المدخنين وصلت الى حدود 21 بالمائة من الأميركيين مقارنة مع 28 بالمائة في عام 1988 الا أن الأرقام على المستوى العالمي تبدو أكثر من قاتمة.
ومؤخرا قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان"IARC"، ناقوس الخطر، بعد أن سلط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل.
ووضع التقرير قضية التدخين في مقدمة الأسباب المؤدية لمرض السرطان، وخاصة في الثمانينات والتسعينات، مشيرا إلى أن عدد المدخنين في العالم وصل إلى حوالي 1.5 مليار شخصا، ويتوقع أن يصل إلى الذروة مع حلول عام 2030، علما أن القاتل الأول لغالبيةالمرضى، هو سرطان الرئة.
ويعد سرطان الرئة من اكثر انواع السرطانات شيوعا اذ وفق احصائيات منظمة الصحة العالمية يتسبب هذا المرض الخطير في حصد أرواح نحو مليون ونصف من المرضى متفوقا بذلك على سرطانات المعدة والكبد والقولون والثدي.
وعموما يهدد مرض السرطان بأن يتحول الى طاعون العصر حيث أصبح من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. وتشير التقديرات حسب تقرير وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية الى احتمال بلوغ عدد الوفيات جراء المرض 84 مليون شخص بين عامي 2005 و2015 والى 27 مليون حالة اصابة جديدة بحلول العام 2030.
وتلقي وكالة أبحاث السرطان التابعة لنفس المنظمة بالمسؤولية الكبرى على التدخين في ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان والوفيات الناجمة عنه. غير أن ذلك لا يحجب وجود مخاطر أخرى مؤدية لهذا المرض القاتل مثل شيوع السمنة المسببة لسرطان القولون والصدر والرحم والكلى والمرىء والبنكرياس والكبد.
وتشير منظمة الصحة العالمية الى ان تناول الخضر والفواكه بكمية قليلة والاصابة بفيروس التهاب الكبد وفيروس الرحم الحليمي البشري وتعاطي الكحول والعدوى المنقولة وتلوث الهواء والتعرض للدخان الناجم عن حرق الوقود، كلها عوامل رئيسية أيضا وراء الإصابة بالسرطان خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وسجلت هذه الدول بالذات أعلى نسبة وفيات ناجمة عن مرض السرطان قدرت بـ75 بالمائة خلال عام 2007 من مجموع 9ر7 مليون نسمة توفو بسبب المرض. ويعزى ذلك الى افتقاد هذه الدول لأجهزة التشخيص والأدوية حتى لتلك السرطانات القابلة للعلاج او الوقاية.
وأحصى تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان 29 دولة افريقية لا تسمح باستيراد المورفين وغيره من المخدرات، و30 دولة أخرى لا تمتلك أجهزة الأشعة اللازمة لعلاج آلام العظام.
وخشية أن يتحول السرطان الى طاعون حقيقي يهدد البشرية ناشدت عدة منظمات صحية دولية الى الجمعية الأمريكية للسرطان "ACS" الرئيس الأمريكي باراك أوباما العمل على توفير اللقاح الواقي من السرطان لجميع الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، ونشر برامج مكافحة التدخين عالميا، وتشجيع أبحاث السرطان الهادفة إلى الحد من انتشار هذا المرض الخطير.