الرئيسية | تقارير وحوارات | تقارير | إسرائيل من تقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في العالمين العربي والإسلامي
إسرائيل من تقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في العالمين العربي والإسلامي 16/10/2010 20:33

مركز"الدراسات العربي الأوروبي - باريس: أظهر إستطلاع للرأي أجراه مركز"الدراسات العربي الأوروبي" في باريس ان اسرائيل هي من تقف وراء اثارة الفتن الطائفية والمذهبية في العالمين العربي والإسلامي . وذكر المركز في بيان أنّ 58 في المئة من الذين شملهم الإستطلاع قالوا ان هدف اسرائيل هو تفتيت الدول العربية والاسلامية المحيطة بها وتحويها الى دويلات وحكومات صغيرة واقليات متناحرة متناثرة لتبقى اسرائيل الدولة الكبيرة المهيمنة في المنطقة . ووفق الإستطلاع فإنَّ 28.4 في المئة يرون أن رأوا ان القيادات السياسية العربية والاسلامية هي من تقف وراء اثارة الفتن الطائفية والمذهبية وذلك من خلال تسييس الدين مما جعل الانتماء لدولة المؤسسات والقانون ضعيف وغير كافي لقيام دولة متماسكة . وبرأيهم ان الأوضاع الاجتماعية ( العقائدية والسياسية والثقافية ) الموجودة والانتماءات المتعددة أكانت دينية أم طائفية أم عشائرية هي ايضا من ا أهم أسباب الصراعات والفتن في العالمين العربي والإسلامي .كما ذكر الإستطلاع أن 13.6 في المئة ان من يثير الفتن هم المتطرفون في كل مذهب والذين يبحثون عن أسباب اثارة الاطراف الاخرى ، ويستغلون وسائل الاتصال المختلفة التي تعطيهم الفرصة لنشر ما يرغبون ، كما ان ثقافة الاختلاف يتم زرعها بطريقة خاطئة في اذهان العامة مما يجعلهم ينجرفون خلف اولئك المتطرفين دون وعي للاضرار التي قد تنتج عن ذلك. وخلص المركز الى نتيجة مفادها : من الملاحظ ان الفتن الطائفية والمذهبية تنتقل بسرعة البرق في العالم العربي والأسلامي من دولة الى أخرى مستفيدة من المناخات العامة التي توفر لها كل الظروف المناسبة . ففي لبنان يدور حديث الأن عن احتمال نشوب فتنة سنية – شيعية على خلفية المحكمة الدولية المولجة بكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري والتي قد يصدر عنها قريباً قراراً ظنياً يوجه فيه الأتهام الى عناصر من حزب الله . وبما ان حزب الله محسوب على الشيعة والرئيس المغدور محسوب على السنة فقد تتحول المسألة من قضية قضائية الى قضية مذهبية . وفي مصر هناك من يشيع عوامل التفرقة بين المسلمين والأقباط حيث تتوتر الأجواء بين الفينة والأخرى على خلفية تباين في اجتهادات دينية او على خلفية صراعات عائلية في بعض القرى او على خلفية نزاعات ذات ابعاد اجتماعية . وفي السودان ، ورغم كل محاولات التهدئة إلا ان الإنقسام لا زال سيد الموقف بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم وقد يؤدي ذلك الى انفصال الجنوب عن الشمال . وفي العراق مسلسل التفجيرات والعمليات الأنتحارية ذات الخلفية المذهبية تحصد يومياً اعداداً كبيرة من الأبرياء . وفي باكستان صراعات دموية بين السنة والشيعة . يضاف الى ذلك بعض الأحداث الفردية ذات الخلفية الطائفية او المذهبية التي تظهر في دولة أو في أخرى والتي رغم محدودية فعلها إلا انها تترك أثراً سلبياً على التعايش بين الطوائف والمذاهب في هذه الدول . وبالمقابل هناك التنظيرات التي صدرت في الغرب وتحديداً كتابات صمويل هانتنغتون التي رأت ان مستقبل الحضارات هو مستقبل تصادم وليس تحاور وخاصة بين المسيحيين والمسلمين . وإذا اردنا التفتيش عن هوية من يثير كل هذه التفرقة ويعمل على اشعالها فإننا نجد ان السياسة هي المسؤولة بالدرجة الأولى . والمقصود بالسياسة يعني مصالح دول غربية ترى ان من المفيد اشعال فتنة طائفية او مذهبية في دولة ما لتحقيق اغراض معينة . او قد تكون مصالح انظمة في نفس الدول العربية والأسلامية والتي تجد في التفرقة تعزيزاً لقوتها وتبريراً لوجودها . وقد تكون منظمات ذات ايديولوجيات متطرفة تحمل مشاريع طائفية او مذهبية . وفوق ذلك كله هناك ضعف الوعي المسيطر على اوساط شعبية كبيرة والتي ثقافتها المحدودة تجعلها لا تميز ما بين الإنتماء الى حقيقة الدين وما بين الإنتماء الى المذهب بشكل بات وكأن المذهب هو الدين او ان الطائفة هي العقيدة بحد ذاتها . ويجب هنا عدم التغافل عن دور اسرائيل في إحداث تفرقة او في استغلال خلافات ما من اجل زيادة حدتها من منطلق انه كلما زادت الأنقسامات والخلافات في العالمين العربي والإسلامي كلما كان ذلك لمصلحة تفوق اسرائيل وتعزيز قدرتها على الهيمنة خاصة وأن لديها اطماع توسعية على حساب الدول المجاورة لها .