قال الزركلي في ترجمته للسيد محمد رشيد رضا في :«الأعلام»6: 126:«زار بلاد الشام، واعترضه في دمشق، وهو يخطب على منبر الجامع الأموي، أحد أعداء الإصلاح».
قلت: أفاد العلَّامة الشيخ يوسف النَّبْهَاني في حاشيته على ديوانه «العقود اللؤلؤية في المدائح المحمدية» ص381 بأن الشيخ صالحاً الشَّرِيف التُّونسي والشيخ عبد القادر أبا الفرج الخطيب هما اللذان اعترِضا على رشيد رِضا في جامع بني أمية.
ثم كيف يوصف العلامة التونسي بعدو الإصلاح، فهذا تهور من الزركلي فعدو الإصلاح الحقيقي هو رشيد رضا الذي ترك بلده وقدم إلى مصر متابعا لأفكار محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ولكن ولله الحمد كان لبعض علماء مصر جهود مشكورة في الرد عليه وفي مقدمتهم الإمام يوسف الدجوي.
وعدو الإصلاح هذا في رأي الزركلي يقول عنه الشيخ مخلوف في ترجمته له في كتابه «شجرة النور الزَكية» ص425 ما نصُّه : «علامة الزمان، وأحد الأقران المشار إليهم بالبنان في المعارف والبيان ... كانت له في العلم منزلة عالية مع همة سامية، غيوراً متين الدين، شديد الحرص على مصالح المسلمين .... ونجب عليه جماعة صاروا من أعيان المدرسين وأعاظم النابغين منهم: الشيخ محمد الطّاهِر ابن عاشور، والشيخ محمد الخضر بن الحُسَين ...، ولما قامت الحرب على ساق بطرابلس بين تركيا وإيطاليا سنة 1329هـ، كان في صف المجاهدين...» .
فكيف يوصف مثل هذا الشيخ بأنه عدو الإصلاح؟!
فالشكر الكبير للمحامي السيد علي الرضا على جهوده المشكورة في تعريفنا بهؤلاء العلماء الأجلاء الذين قدموا الخدمات الكبيرة لهذا الدين الحنيف وهاجروا من بلادهم نصرة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.