بسم الله الرحمن الرحيم
الكمون
أحياناً يصف لك عطاراً أو طبيباً الكمون كعلاج فلا يجد هذا الوصف مكاناً في ذاكرتك ليحفظ
هذه النصيحة الطبية مردداً عبارة أن الكمون لايخلوا منه المنزل ولا يخلوا طعاماً منه كتابل
وبالمحصلة التي ترسخت بذهن المريض انه لافائدة ترجى من الكمون في العلاج
وهو يغفل عن أمر هام جداً أن أغلب العلاجات هي في المنزل ومن المنزل
حيث أننا لودققنا قليلا في حياتنا اليومية لوجدنا إن المنزل يعتبر صيدلية متكاملة سواء على
مستوى التغذية في نوعية الطعام ووقته وعلى المستوى النفسي لأن الحالة النفسية تشكل أكثر
من نصف العلاج وحيث أن المودة القائمة بين الزوج والزوجة والأولاد لها دور كبير
أثناء تناول الطعام فلا يوجد خيار ثالث إما إن يكون الطعام نافعاً بسبب تلك المودة
أو نفس الطعام يكون ضاراً بسبب التوتر وسوء العلاقة في الأسرة
وليس هذا فحسب بل الإنسان إذا كان مرتاحاً في بيته سينعكس ذلك على عمله فتجده منتجاً محباً
لعمله وربما كان مبدعاً لنفس السبب ومن ساءت علاقته بأسرته كانت النتيجة عكسية
عدم تركيز بالعمل إهمال وتوتر دائم حيث الفشل يسود في كل علاقاته مع العمل وربما مع زملائه
وأيضا ينعكس ذلك على تنشئة الأطفال وتكوين شخصيتهم فتكون سوية وناجحة إذا ساد الود العلاقة بين
الزوجين وتكون شخصيتهم ضعيفة وفاشلة على كل الأصعدة إذا كانت العلاقة بين الزوجين سيئة
ومن خلال تعاملي في الواقع الاجتماعي أعرف أطفالاً بل شباباً ًكانوا يمتلكون قدرات عالية من الذكاء
حصدوا الفشل في حياتهم الدراسية والعملية وعلى العكس أعرف اولاداً متوسطي الذكاء استطاع الأبوين
بالود والمحبة إن يصنعوا من هذا الإنسان فاعلا وناجحاً في دراسته وحياته العملية والاجتماعية
وأرجع إلى الطعام الذي هو سبب أغلب الأمراض فكلما كان الطعام هادئاً وبسيطاً كان صحياً
وكلما كان كثيراً ومتنوعا ومتوتراً يحمل العصبية في تكوينه من حلويات مصنعة ودهون
وهذا الطعام كخضراء الدمن
قيل يارسول الله وما خضراء الدمن قال صلى الله عليه وسلم المرأة الحسناء في المنبت السيئ
فعند تناولنا لتلك الأطعمة التي يصعب هضمها يحصل لدينا سوء الهضم والتلبكات المعوية الكثيرة
فهي تماماً كمن تزوج من امرأة لجمالها فقط فيستمتع فترة من الزمن لتبدأ المتاعب
وتكون تلك المتاعب معقدة إن كان هناك أطفال فلا يجد حلا إلا الطلاق وهو الحل الذي له
من الآثار السيئة أكبر بكثير من عدمه
وكذلك الاستمرار على هذه الأكلات المعقدة عند ذلك لاينفع معها دواء
لأن الكمون يتدخل في العلاج عدة مرات ولكن ليس بالإصرار على السلوك الغذائي
السيئ
والحقيقة لايخلو مرجع قديم أو حديث الا وتوقف عند الكمون كعلاج فالقدماء
أكدوا على أدواره المهمة في معالجة الجهاز الهضمي من سوء هضم ويزيل التخمة
ولضيق النفس وللمغص ولقروح العين والرمد وجرب العين
ويستخدم ضمادات للآلام المتنوعة وذهب الكثير منهم على أنه السنوت الذي ورد فيه حديث للرسول صلى
الله عليه وسلم عليكم بالسنا والسنوت
المعاصرون قالوا بعد تحليل ثمار الكمون إنها تحتوي على زيت طيار يسمى الكوميتول ويتكون الزيت
من الدهيد الكمون اضافة إلى الفيلاندرين والبيتين والسميين والداي بينين وغيرها
كما تحتوي الثمار على مواد عفصية وراتنجية
أما الاستعمال فهو طارد للغازات ومسكن للمغص وفاتح للشهية ومنبه للمعدة ومضاد للحميات
وللسعال والربو اقول تقريبا النتائج متشابهة بين ماتوصل إليه القدماء من خلال تجاربهم
وبين المعاصرون بمنهجهم العلمي
وأنتقل معكم كالعادة لتجاربي مع الكمون والحقيقة نادراً أصف الكمون لوحده لأني
في الحقيقة أجده غير كافي في السيطرة على الحالة المرضية
وحتى لو دققنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالسنا والسنوت
وضع السنا مكة مع الكمون وهو العلاج الرائع لسوء الهضم والإمساك والمساعدة في
التنحيف بل إن كثيراًمن الناس اعتمد في النحافة على هذين النباتين ووصل من خلالهما
على الوزن المثالي خلال ثلاثة شهور
من طحن 200غ من الكمون مع 50غ من السنا مكة
وسف ملعقة صغيرة قبل كل وجبة بنصف ساعة مع تخفيف السكريات
واليكم بعض من الخلطات المجربة بقيادة الكمون
شهوة أكل الطين عند الأطفال وحتى عند الكبار
وذلك بسبب نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم
فالكمون مع الشمرة وزهر البابونج
كميات متساوية مثل الشاي
للأطفال حسب العمر من فنجان قهوة إلى كأس شاي قبل كل وجبة لمدة
15يوم تنتهي المشكلة بإذن الله
فيما يتعلق بسوء الهضم والغازات
200غ كمون
100غ شمرة
100غ كراوية
100غ يانسون
50غ بذار قطونة
تطحن الكمية وتمزج ويسف منها ملعقة متوسطة على الريق وملعقة صغيرة قبل الغداء وملعقة
صغيرة قبل العشاء
وهذه الخلطة مفيدة جداً للكولون وان كان هناك إمساك نضيف على الخلطة 25غ سنا مكة
25غ نخالة قمح
وان كان هناك إسهال نضيف على الخلطة 100غ قشر الرمان
وتعتبر هذه الخلطة من أفضل العلاجات والوقاية للأطفال من عمر يوم إلى 5 سنوات وهي
مضادة للمغص وتلبكات الأمعاء وإزالة أعراض البرد وهي على الشكل التالي
100غ كمون -75غ يانسون -75غ شمرة نقوم بتحميص الثمار على الشكل التالي نضع الإناء على النار حتى يحمّر بطن الوعاء
وننزلها من النار فنضع الخلطة ونحركها بالملعقة لدقائق وبعد ذلك نقوم بجرشها
ونغلي منها حسب الحاجة مثل الشاي ونعطي الأطفال من كأس شاي باليوم إلى ثلاث كاسات شاي موزعة على مدار النهار طبعاً تحلى ليتقبلها الطفل والاستمرار بهذه الخلطة الشهر الأول كل يوم تشكل عند الطفل مناعة لكثير من الامراض
وبعدها عند الحاجة
والخلطة المدرة للحليب والفاتحة للشهية
100غ كمون -100غ كراوية -100غ حلبة -50غ حبة سودة -50غ شمرة تطحن هذه المواد وتمزج ويسف منها ملعقة متوسطة على الريق وصغيرة قبل الغداء وصغيرة قبل العشاء كل ذلك بزمن لايقل عن ربع ساعة قبل تناول الطعام
طبعا الكمون كتابل معروف وإني أفضله لوحده مع السمك
والله الشافي