في الطريق إليك..
ملف مرفق 1663
**************
زاغت أحرف ُ الكتاب أمامها ..وتراقصت بهدوء ٍ وروية ٍ وجمال..ماكانت في حالة ٍ من النعاس ولا اليأس ولا دخلتْ في دوامة ِ جديدة ٍ ولا استثنائية...
لقد كانت وحدةً فرضتها على نفسها وتلذذت بثناياها...
ذلك أنها لا تتأفف..ولا تريد أن تلفها الأسلاك الشائكة بحال ..ولا تنادي وتصرخ دون أن يسمعها أحد...
ذلك لأنها كلما مدت رأسها من النافذة . قرض منها أحد قطعة..فلم تعد لتستنشق الهواء إلا ماتسرب من ثغراته الضائعة ...
كانت تنتظره كل يوم ..دون أن تنبس ببنت شفة, ذلك لأنها عرفت كيف يكون الحرف غالٍ وطاهرٍ. فلا تريد تلويثه بكل من هب ودب ولا بحرفٍ ضل طريقه...
تعرف أنه سيتشعب يوما ما .. فلم العجلة؟.
تريد الخلاصة اللامعة وكفى..الجدية الصارخة في أعماقها تتعبها .. لا تهدأ إلا بهدوء اليقين العارف بملامح الطريق...
لم تعد تشربُ من المياه العامة , لأن طعمها كان دماً وريحها النتنة كانت قد تسلقت الجدران...لاسيفاً مصقولاً معها ولا خنجر..
كأن الحقيقة باتت متخفية بمائةِ ملاءة ٍ وملاءة...
كانت تحيكها بدموعها بدم قلبها..بجوهر فكرها الذي أنهكها صقلهُ...ولأن منزلها وسقفه عالٍ جدا..بات تسلقه أصعب.
*********
لقد زاغت أحرف الكتابة..عندما باتت تقرأها وحدها..تكتب ُ وتدفن ُ تحت تراب الوطن ماهو أغلى من الوطن..فربما وجده يوما ما عابر سبيل ..قد يكون مخلصاً ..لكنها قالت كلمتها وانتهت فسمعتها السماء..
سنرجع يوماً إلى حينا..ونهنأ بصافيات المنى..ونعرف سراً ماعرفه أحد قبلنا..سنرجع مهما كلف الزمان...
ريمه الخاني 29-4-2012