قصة واق واق
من قصص التراث الشعبي الفلسطيني
بقلم : أ / تحسين يحيى أبو عاصي * غزة فلسطين *
6 / 7 / 2007 م
كان يا ما كان يا سعد الكرام في يوم من الأيام على مرّ الدهور والأعوام وعلى رسول الله أزكى الصلاة والسلام كان الملك يعيش مع وزيره في سعادة وأمان
سأل الملك وزيره : هل الكرم جهود أم من الموجود ؟
أجاب الوزير : من الموجود .
قال الملك لا بل هو جهود
أراد الملك أن يعلم وزيره درسا عمليا حيّا كيف يكون الكرم جهوداوليس من الموجود
خرجا معا يتفقدان الرعية فوجدا في طريقهما تاجرا غنيا وما غني بحق إلا الله ، نزل كلاهما ضيفين عزيزين عند التاجر الذي قدّم لهما أفخم الطعام والشراب وما يصلح لملك ووزيره .
سأل الملك وزيره : هل الكرم جهود أم من الموجود ؟
أجاب الوزير بنفس إجابته السابقة : بل من الموجود يا ملك الزمان ، فلو لم يكن موجود عند التاجر هذا الخير كله لما قدّمه إلينا .
استمر الاثنان برحلتهما ، ولكن هذه المرة متخفيين ، وفي الطريق قابلهما بيت من الشَّعَر لأعرابي فقير .
قالا له نحن ضيوفك . قال الأعرابي بل انتم ضيوف الرحمن ، ذبح لهما شاة ليتناول بصحبتهما الطعام ، قال الملك : انا لا أريد هذه الشاة ، أريد الشاة الثانية ، ذبح الأعرابي الشاة الثانية ، فقال الوزير : وأنا أريد هذه الشاة فذبحها الأعرابي ؛ ليقدم لهم طعاما عبارة عن ثلاثة من الشياة .
سأل الملك وزيره بعد أن تناولا الطعام : هل الكرم جهود أم من الموجود ؟
أجاب الوزير بل من الموجود يا ملك الزمان .
سأل الملك الأعرابي : يا رجل هل تعرف من نحن ؟
أجاب الأعرابي ؟ لا .
سأله الملك : ماذا تملك من مال حتى تذبح لنا ثلاثة من الشياة ؟
قال الأعرابي : لا املك غير ما ذبحت لكما من الشياة الثلاثة ، أبيع وأشرب لبنهن كل يوم فأعتاش وأسرتي عليهن ، وهنا أقرّ الوزير أن الكرم جهود وليس من الموجود .
. طلب الملك من الأعرابي أن يأتي إليه يوم الجمعة في أكبر مساجد المدينة ،ليغدق عليه من المال مكافأة له على كرمه وحسن ضيافته .
وفعلا جاء الأعرابي إلى المسجد ؛ ليجد الملك يرفع يديه إلى الله يسأله حاجته وقد وقف بالناس خطيبا وإماما .
قال الأعرابي :
لا تسألن بُنيّ آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تُغلقُ
ألله يغضب إن تركت سؤاله وبُنيّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ
عاد الأعرابي إلى بيته وقد استحى من ربه أن يطلب من مخلوقه شيئا .
قال الأعرابي لزوجته : هيا بنا نرحل من هذا المكان إلى مكان آخر فيه الخصب والكلأ والماء ، بدا الأعرابي بنصب مضربه المعهود من الشَّعر ، وعندما كان يدق في الأرض وتدا لخيمته عثر على جرة من المال .
بنى الأعرابي قصرا كبيرا فاخرا وجعله سبيلا للمحتاجين يقدم فيه الطعام والشراب واللباس والنوم وكل ما يلزم للراحة .
انتظر الملك ووزيره الأعرابي طويلا وركبا الخيل وأخذا يبحثان عنه حتى اهتديا إليه .
سأل الملك وزيره : لمن هذا القصر ؟ وهل هنا في مملكتي قصر آخر غير قصري ؟ هل يوجد في مملكتي ملك غيري ؟
أجاب الوزير : لا يا ملك الزمان .
قال الملك : لمن هذا القصر ؟
وصل الملك وبصحبته الوزير إلى القصر ، وقرع الوزير الباب ، فإذا بالأعرابي يخرج إليهما بلباسه البالي القديم وبطيبته المعهودة .
سأل الملك الأعرابي : من أين لك كل هذا الملك والخير والمال ؟
أجاب الأعرابي بما حدث معه صادقا .
قال الوزير للملك : إن المال الذي عثر عليه هو مال المملكة يا ملك الزمان ونحن الذين وضعناه في القدر وأخفيناه هنا .
مرّ من فوق الثلاثة طير يقول ؟ كاك .... كاك .... كاك ....
طلب الملك من وزيره أن يفسر له ماذا يقول الطير لكنه لم يعرق .
نظر الملك إلى الأعرابي وقال : ماذا يقول الطير يا رجل ؟
قال الأعرابي : أعطني الأمان يا ملك الزمان .
قال الملك لك الأمان .
قال الأعرابي : كاك الأولى معناها : سبحان من رزق العباد من غير شَيء
وكاك الثانبة سبحان من جعل الأعمى يمشي من غير ضَوء
وكاك الثالثة لعنة الله على من كان محضره محضر سَوء .
انتهت القصة
عن العضو تحسين