نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الموريسكيون
لم تكن مصيبة الأمة الإسلامية في الأندلس تنتهي بزوال سلطانهم السياسي، وسقوط آخر معقل إسلامي بيد سلطات إسبانية النصرانية المتحدة، بل إن مصيبة جديدة تبدأ، إنها مأساة الأمة هناك. مأساة تمثل فيها الثبات والتصارع ضد الفناء الذي كان يريده لهم الحكم الإسباني، لإفناء الأفراد، بل قبله فناء وإفناء العقيدة وإلغاء كل ما يتصل بذلك. وبقي المسلمون يقاومون ما يزيد على القرن دفاعا عن عقيدتهم متمثلة في وجودهم، في وقت شددت محاكم التفتيش الخناق عليهم، وتقود كل هذا وتنجزه بروح صليبية، تأخذ من تبدو عليه أية صلة بالإسلام، أو يضبط متلبسا يؤدي الشعائر، أو يترسم عادة من العادات أو يحمل شارة من شارته، حتى الملابس والاغتسال اعتبرت دليلا عليه. فكان من جراء ذلك أن أظهر عدد من المسلمين النصرانية، وأبطنوا الإسلام. وأطلق على هؤلاء اسم "المورسيكيون (Los Moriscos): المسلمون الصغار".