أجرام في سمائنا!
الشمس
هي نجم متواضع يبلغ متوسط قطره حوالي مليون ونصف المليون من الكيلومترات، وكثافته ربع كثافة الأرض تقريبًا (1.25حم/سم3) وكتلته ألفا مليون مليون مليون طن (أي 335 ألف مرة قدر كتلة الأرض)، والشمس كأي نجم عادي توجد على هيئة كرة ضخمة من غاز الأيدروجين الذي تكثف على ذاته بقدرة الله، فبدأت بداخله عمليات من الاندماج النووي التي تتحد به نوى ذرات الأيدروجين مع بعضها البعض مكونة غاز الهيليوم، وتتحد ذرات الهيليوم مكونة عناصر أعلى في وزنها الذري، ويكون غاز الإيدروجين حوالي 70% من كتلة الشمس، بينما يكون غاز الهيليوم حوالي 28% من كتلتها، ويغلب على الـ 2% الباقية عنصرا الكربون والأكسجين.
وتبلغ درجة حرارة سطح الشمس 6000م، ودرجة حرارة ألسنة اللهب الممتد منها إلى مليون درجة مئوية، وتزداد درجة الحرارة في اتجاه مركز الشمس؛ لتصل إلى حوالي 15 مليون درجة مئوية، ويزداد كل من الضغط والكثافة مع ازدياد درجة الحرارة في اتجاه مركز الشمس.
ويبلغ قطر قلب الشمس إلى 400.000 كم، يحيط به نطاق إشعاعي يبلغ سمكه حوالي 300.000 كم، ثم نطاق موصل يبلغ سمكه 200.000 كم، فنطاق الضوء (Photosphere) ويبلغ سمكه حوالي 500كم، فنطاق الألوان (Chromoshpere) الذي يمتد لآلاف الكيلومترات، وتنطلق منه هالة الشمس (the solar Corona) التي تمتد لملايين الكيلومترات، ومنها تصدر الرياح الشمسية (Solar Winds) ويمتد المجال المغناطيسي للشمس إلى ما بعد حدود المجموعة الشمسية، وتسمى منطقة هيمنة الشمس باسم النطاق الشمسي (Heliosphere).
وتفقد الشمس من كتلتها في كل ثانية ما يعادل 4.6 ملايين طن من المادة على هيئة الطاقة، مما يؤكد على حتمية فنائها بهذه الطريقة إن لم يقدر الله فناءها قبل ذلك.
المجموعة الشمسية:
الأرض أحد كواكب تسعة تدور حول الشمس، مكونة ما يسمى باسم المجموعة الشمسية، وهذه الكواكب تترتب في مدارات حول الشمس من الداخل إلى الخارج كما يلي: عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، وبلوتو، والكواكب الأربعة الأولى (عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ) تسمى بالكواكب الداخلة أو الصخرية (Inner Or Rocky Planets) بينا تسمى الكواكب الخمسة الأخرى بالكواكب الخارجة أو الغازية (Outer Or Gaseous Planets) لتكون أغلبها من الغازات.
وتتراوح المسافة بين الشمس والكواكب السيارة حولها بين 58 مليون كم و5900 مليون كم، وعطارد والزهرة هما الكوكبان الوحيدان في مجموعتنا الشمسية اللذان لا يدور حولهما أقمار، وكوكب الزهرة هو الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يدور في عكس اتجاه دوران الأرض، وهو أعلى كواكب المجموعة الشمسية حرارة؛ حيث يبلغ متوسط درجة حرارته 465م.
والنهار والليل يتعاقبان على كل الكواكب في المجموعة الشمسية في مدد متفاوتة حسب حجم كل منها، وسرعة دورانه حول محوره، وسنة كل من هذه الكواكب التسعة هي المدة التي يستغرقها لكي يتم دورة كاملة حول الشمس، فيوم عطارد مثلًا يستغرق معظم سنته، ويوم الزهرة أطول من سنتها، ويوم المريخ يساوي تقريبًا يوم الأرض، وفصوله المناخية أطول كثيرًا من فصول الأرض.
والمشتري هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية؛ حيث يقارن حجمه بضعف حجم بقية الكواكب الأخرى مجتمعة، ويدور حوله 16 قمرًا على الأقل، بينما يدور حول زحل أكثر من عشرين قمرًا، بالإضافة إلى بلايين النجوم الصغيرة والمرتبة في حلقات متمركزة حول ذلك الكوكب.
وسنة المشتري تعادل 11.9 سنة أرضية، بينما تعادل سنة كل من زحل، وأورانوس، ونبتون، وبلوتو على التوالي 29.5، 84، 165، 284.5 سنة أرضية، ومن هنا يتضح رحمة الله بنا أن خلقنا على الأرض.
وبالإضافة إلى كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها فإن بداخل تلك المجموعة أعدادًا من الكويكبات والمذنبات، فهناك حزام من أجرام صغيرة نسبيًّا تدور حول الشمس خارج مدار المريخ، ويطلق عليها اسم حزام الكويكبات التي يبلغ قطر أكبرها 920 كم وأصغرها في حجم ذرات الغبار.
والشمس تهيمن بقوة جاذبيتها على حركة كافة أجرام المجموعة الشمسية، وهي مصدر كل من الحرارة والنور على أسطح تلك الأجرام بما تشعه من طاقة، ويعتقد بأن كافة نجوم السماء لها توابع من الكواكب والكويكبات والأقمار والمذنبات مكونة مجموعات شمسية مشابهة لمجموعتنا الشمسية التي تجري لتتم دورة كاملة حول مركز المجرة في 200 مليون سنة.
المجرة (Galaxy):
هي تجمع نجمي يضم عشرات البلايين من النجوم مثل شمسنا، والمجرة التي تتبعها مجموعتنا الشمسية تضم أكثر من أربعمائة ألف مليون نجم تحتشد على هيئة قرص مفرطح يبلغ قطره نحو مائة ألف سنة ضوئية، وارتفاعه نحو عشر ذلك، وتقع مجموعتنا الشمسية على بعد 30.000 سنة ضوئية من مركز المجرة، و 20.000 سنة ضوئية من أقرب أطرافها، وتختلف نجوم المجرة في أعمارها وفي أحجامها، ودرجات حرارتها ودرجات لمعانها، وفي غير ذلك من صفاتها الطبيعية، وفي تركيبها الكيماوي وفي دورات حياتها فمنها النجوم العادية المفردة والمزدوجة والعماليق الحمر، والنجوم الزرقاء والنجوم القزمة البيضاء والبنية والسوداء، ومنها المستعرات وفوق المستعرات، ومنها النجوم النيوترونية النابضة وغير النابضة، ومنها النجوم الخانسة الكانسة (Black Holes)، ومنها أشباه النجوم (Quasars) وغيرها مما يتخلق باستمرار من الدخان الكوني المعروف باسم السدم(Nebulae).
ومن المجرات ما هو حلزوني مثل مجرتنا، ومنها ما هو بيضوي (إهليلجي) ومنها ما هو غير منتظم الشكل، ومنها ما هو أكبر من مجرتنا بكثير، وما هو في حجمها وما هو أصغر منها، وقد يتجمع عدد من المجرات على هيئة عنقود مجري (Galactic Cluster) أو على هيئة عنقود مجري عملاق (Galactic Super Cluster) قد يتكون من عدد من العناقيد المجرية التي تضم عشرات الآلاف من المجرات.
والمجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات قد تقترب من سرعة الضوء في بعض الأحوال، وتتخلق المادة لتملأ الفراغات الناشئة من حيث لا يعلم الإنسان كما سبق وأن أشرنا.
وللنجوم في داخل المجرات دورات حياة، تبدأ بالميلاد من الدخان الكوني في داخل السدم، ثم الطفولة والشباب والكهولة، والموت بالانفجار، والعودة مرة أخرى إلى مادة الدخان الكوني.
وكافة العناصر المعروفة لنا تتخلق في داخل النجوم بعملية الاندماج النووي حتى تصل إلى الحديد الذي يتحرك إلى ما هو أعلى في وزنه الذري من العناصر باصطياد الجسيمات الأولية (Elementary Particles) أثناء رحلته في صفحة السماء.
وكل ما نراه في صفحة السماء هو جزء من السماء الدنيا التي وصفها الحق تبارك وتعالى بقوله: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح.…" الملك:5.
لأن وسيلتنا في إدراك السماء هي النجوم، والنجوم هي زينة السماء الدنيا، أما باقي السموات فعلمها عند خالقها، ولما كانت المجرات في تباعد مستمر بسرعات هائلة، ولما كان الكون الذي نحيا فيه دائم الاتساع فإن الإنسان في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه لا يستطيع بكل ما أوتي من تقنيات أن يدرك إلا جزءًا يسيرًا من السماء الدنيا، وهذا الجزء اليسير الذي أدركه العلماء يعترفون أن المعلوم لنا فيه أقل من 10% في زمن تقدم فيه علم الفلك وتقنياته كما لم يتقدم علم آخر، وصدق الله العظيم إذ يقول: "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" الحاقة: 38،39.
ويقدر علماء الفلك أن الجزء المدرك من الكون يبلغ قطره ستة وثلاثين ألفًا من ملايين السنين الضوئية، ولما كان الكون دائم الاتساع فلا يمكن للإنسان أن يحيط حتى بهذا الجزء من السماء الدنيا إحاطة كاملة.