منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    حُبُّهُم إيمان /// أصحاب الرسول رضي الله عنهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أصحاب الرسول رضي الله عنهم

    حُبُّهُم إيمان


    حُبُّهُم إيمان تاريخ النشر:29 صفر 1436

    صحابة النبي صلّى الله عليه وسلم هم خير الناس بعد النبي عليه الصلاة والسلام وخير أتباع الرسل على الإطلاق، زكَّاهم الله تعالى في كتابه فقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «خيرُ النَّاسِ قرني...» (متفق عليه). بذلوا الأرواح والمهج للذب عن دين الله ورسوله فاستحقوا أعالي الجنان بصحبة النبي العدنان؛ فهم:


    أهلُ العبادةِ إن رأيتَ صلاتَهُمْ *** بالليلِ تَذْرِفُ مِنْهُمُ العينانِ
    أهلُ الفضائِلِ والشَّمائِلِ والنُّهى *** أهلُ المكارِمِ والتُّقى والشَّانِ
    أهلُ الحفاوةِ والنَّقاوةِ والرِّضا *** أهلُ المحبَّةِ والوِدادِ الثَّاني
    أهلُ التَّكاتفِ والتَّعاونِ والإخا *** أهلُ التَّناصرِ في رضى الرَّحمنِ


    والصحابة هم كل من "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، ولو تخلل ذلك ردة على الأصح" (النخبة لابن حجر). وفضلهم من الدين معلوم، ومكانتهم لا يقدح فيها إلا كل رافضي مذموم؛ فهم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعزروه، وهاجروا معه وآووه، وقاتلوا معه ونصروه، ونقلوا لنا الدين وحفظوه.

    وواجبنا –نحن المسلمين أهل السنة والجماعة- أن:
    - نحب الصحابة جميعهم بلا استثناء؛ فلا يكمل إيمان المرء إلا بحبهم؛ فحبهم إيمان وبُغضهم نفاق. ونحن نتقرَّب إلى الله سبحانه وتعالى بحُبِّهم. قال صلى الله عليه وسلم: «الأنصارُ لا يحبُّهم إلَّا مؤمنٌ، ولا يبغضُهم إلَّا منافقٌ، فمن أحبَّهم أحبَّهُ اللَّهُ، ومن أبغضَهم أبغضَهُ اللَّه» (متفق عليه).

    - الحذر من سبِّ الصحابة أو اتهامهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (متفق عليه)، وعن الإمام أحمد قال: "إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم بسوء، فاتَهِمْهُ على الإسلام ".


    - التيقن من عدالتهم وصدقهم وأن الله سبحانه وتعالى قد حفظ الدين بهم، وأنهم أمنة لهذه الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم: «النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النجومُ أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمنةً لأصحابي، فإذا ذهبتْ أتى أصحابي ما يوعدون. وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون» (مسلم).

    - الإعراض عمَّا وقع بينهم، وإمساك اللسان عن الخوض فيما شجر بينهم، وعدم التطرق لذلك؛ كما فعل الإمام أحمد حينما جاءه ذلك السائل يسأله عما جرى بين علي ومعاوية، فأعرض الإمام عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله! هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه فقال: "اقرأ: {تِلْكَ أُمّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:134]".

    - الدعاء لهم والترضي عنهم ونبذ شعور الغل نحوهم؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].

    - السير على جادتهم والاقتداء بهم، كما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: «عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ من بعدي عَضُّوا عليْها بالنَّواجذِ» (صححه الألباني).

    رضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم.







    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  2. #2
    وقفات منهجية تربوية - (3) تعريف الصحابي وفضل الصحابة

    عبد العزيز بن محمد السدحان

    تعريف الصحابي:
    الصحابي في اللغة مشتق من الصحبة التي هي مطلق المرافقة؛ فإن كل من صحب غيره ينطبق عليه اسم الصاحب والصحبة، وإن قلت المدة.
    واختلف العلماء في حد الصحابي اصطلاحا من هو على أقوال عديدة، ولعل الراجح من الأقوال ما قاله ابن حجر في (النخبة) حيث قال إن الصحاب هو "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، ولو تخلل ذلك ردة على الأصح". وهذا التعريف أشمل في حد الصحابي، لأنه يُدخل من لقيه وطالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يروِ عنه، ومن غزا أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالأعمى والأكمه.
    الأدلة على فضل الصحابة:
    وهي كثيرة جدًا جاءت في المعقول والمنقول، ومنها:
    1- التزكية الإلهية لهذا الرعيل، والآيات في هذا الباب كثيرة ومنها قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].
    2- التزكيات النبوية: سواء كانت لجميعهم أو لبعض لجماعتهم، أو لبعض آحادهم؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...» (متفق عليه). وكذا قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه» (رواه مسلم).
    3- الدليل الثالث من المقول: انعقاد الإجماع على عدالة الصحابة جميعًا دون استثناء، فلهم فضل الصحبة، ولهم سابق الديانة والإسلام.
    4- الدليل الرابع من المعقول والفطرة: أما المعقول: فيُقال: إن العقول السليمة توجب عدالتهم، كما أوجبتها النقول الصحيحة، لأنهم قوم آثروا ولم يستأثروا، وقدموا أنفسهم وأموالهم وهجروا أوطانهم ابتغاء مرضاة الله تعالى ونصرة نبيه عليه الصلاة والسلام، فالعقول توجب عدالة مثل هؤلاء القوم. كذلك الفطر السليمة تطمئن إلى سلامتهم، وفضلهم وعدم المساس بأحدٍ منهم.
    أقسام الناس في الصحابة:
    اختلف الناس من أهل الملة في الصحابة رضي الله عنهم:
    - فمنهم من زكاهم عامة واستثنى أهل الجمل وصفين، كبعض أهل المعتزلة.
    - ومنهم من قدح في أكابرهم؛ بل وفي جميعهم، كأكثر شراذم الرفض.
    - وقوم نقيض هؤلاء قدحوا في آل البيت وهم النواصب.
    وهؤلاء الفرق الخائضة كلها على ضلال، وقد وفق الله تعالى أهل السنة والجماعة إلى الاعتدال والإنصاف فتوسطوا بين الغلاة والجفاة، وقد نص الإمام الطحاوي على معتقد أهل السنة في الصحابة بقوله: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الحق يذكرهم. ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان واحتساب، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان" (انظر شرح العقيدة الطحاوية).

    ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.






    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  3. #3
    عدالة الصحابة


    اتخذ الطعن في السنة أشكالاً متعددة، وطرقاً متنوعة، فتارة عن طريق الطعن في حجيتها ومكانتها، وتارة عن طريق الطعن في الأسانيد والتقليل من شأنها، وتارة عن طريق الطعن في منهج المحدثين في النقد والجرح والتعديل، وتارة عن طريق الطعن في المرويات بالتشكيك فيها وادعاء التناقض والتعارض بينها، إلى غير ذلك من مطاعن سبق الحديث عنها في مواضيع سابقة.

    ومن تلك الوسائل التي اتخذها أعداء الإسلام للطعن في السنة وإسقاط الثقة بها، الطعن في حَملة الأحاديث ورواة السنن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى شككوا في عدالة الصحابة عموماً، وكالوا التهم والافتراءات لبعضهم على وجه الخصوص، وغرضهم من ذلك تقويض صرح الإسلام، وزعزعة الثقة بأصوله، فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين أبلغونا هذا الدين، وإذا زالت الثقة عنهم أصبح كل الذي بين أيدينا مشكوكاً فيه، ورحم الله الإمام أبا زرعة الرازي حين قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم الزنادقة" (أهـ).

    فقد نسب المستشرقون الوضع في الأحاديث إلى رجال الإسلام القدامى، ويعنون بذلك جيل الصحابة، يقول المستشرق اليهودي (جولد زيهر): "ولا نستطيع أن نعزو الأحاديث الموضوعة للأجيال المتأخرة وحدها، بل هناك أحاديث عليها طابع القدم، وهذه إما قالها الرسول أو هي من عمل رجال الإسلام القدامى"، ثم قال: "وقد اعترف أنس بن مالك الذي صاحب الرسول عن قرب عشر سنوات، عندما سئل عما يحدث عن النبي، هل حدثه به فعلاً فقال: ليس كل ما حدثنا به سمعناه عن النبي ولكننا لا نكذب بعضنا"، وطالب من تبعهم من المستغربين بعدم تمييز الصحابة عن غيرهم، ووضعهم في ميزان النقد والجرح والتعديل كما يوضع غيرهم.

    فقال أبو رية في كتابه (أضواء على السنة المحمدية): "إنهم -أي العلماءقد جعلوا جرح الرواة وتعديلهم واجباً تطبيقه على كل راوٍ مهما كان قدره، فإنهم قد وقفوا دون عتبة الصحابة فلم يتجاوزوها، إذ اعتبروهم جميعاً عدولاً لا يجوز عليهم نقد، ولا يتجه إليهم تجريح، ومن قولهم في ذلك: إن بساطهم قد طوي، ومن العجيب أنهم يقفون هذا الموقف على حين أن الصحابة أنفسهم قد انتقد بعضهم بعضاً".

    وقال أيضاً: "إذا كان الجمهور على أن الصحابة كلهم عدول، ولم يقبلوا الجرح والتعديل فيهم، كما قبلوه في سائر الرواة، واعتبروهم جميعاً معصومين من الخطأ والسهو والنسيان، فإن هناك كثيراً من المحققين لم يأخذوا بهذه العدالة المطلقة، وإنما قالوا كما قال العلامة المقبلي: (إنها أغلبية لا عامة)، وأنه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من الغلط والنسيان والسهو، بل والهوى، ويؤيدون رأيهم بأن الصحابة إن هم إلا بشر يقع منهم ما يقع من غيرهم، مما يرجع إلى الطبيعة البشرية، وأن سيدهم الذي اصطفاه الله صلوات الله عليه -والله أعلم حيث يجعل رسالتهقد قال: «فإنما أنا بشر أصيب وأخطىء» (صححه الألباني بصحيح الترمذي)، ويعززون حكمهم بمن كان منهم في عهده صلوات الله عليه من المنافقين والكاذبين، وبأن كثيراً منهم قد ارتد عن دينه بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، بل ما وقع من الحروب والفتن التي أهلكت الحرث والنسل، ولا تزال آثارها ولن تزال إلى اليوم وما بعد اليوم، وكأن الرسول صلوات الله عليه قد رأى بعيني بصيرته النافذة ما سيقع من أصحابه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فقال في حجة الوداع: «لا تَرجِعوا بعدي كفارًا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ» (رواه البخاري)، وروى البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم تحشرون حفاة عراة، وإن ناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة:117]».

    وقال أحمد أمين في (فجر الإسلام): "وأكثر هؤلاء النقاد -أي نقاد الحديثعدلوا الصحابة كلهم إجمالا وتفصيلاً، فلم يتعرضوا لأحد منهم بسوء، ولم ينسبوا لأحد منهم كذباً، وقليل منهم من أجرى على الصحابة ما أجرى على غيرهم.."، إلى أن قال: "وعلى كلٍّ، فالذي جرى عليه العمل من أكثر نقاد الحديث -وخاصة المتأخرينعلى أنهم عدلوا كل صحابي، ولم يرموا أحداً منهم بكذب، ولا وضع، وإنما جرحوا من بعدهم"، وقال في موضع آخر: "ويظهر أن الصحابة أنفسهم في زمنهم كان يضع بعضهم بعضاً موضع النقد، وينزلون بعضاً منزلة أسمى من بعض، فقد رأيت قبل أن منهم من كان إذا روي له حديث طلب من المحدثين برهاناً" (أهـ)، وللجواب على هذه الشبهة نقول: إن تعديل الصحابة رضي الله عنهم وتنزيههم عن الكذب والوضع، هو مما اتفق عليه أئمة الإسلام ونقاد الحديث من أهل السنة والجماعة، ولا يعرف من طعن فيهم وشكك في عدالتهم، إلا الشذاذ من أصحاب الأهواء والفرق الضالة المنحرفة، ممن لا يلتفت إلى أقوالهم، ولا يعتد بها في خلاف ولا وفاق.

    كيف وقد عدلهم الله في كتابه، وأثنى عليهم ومدحهم في غير ما آية، فقال جل وعلا: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ..} [الفتح:29]، وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، وقال: {لَـٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة: 88]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تزكيهم، وتشيد بفضلهم ومآثرهم، وصدق إيمانهم وإخلاصهم، وأي تزكية بعد تزكية الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟!

    كما عدلهم رسوله صلى الله عليه وسلم وبين منزلتهم، ودعا إلى حفظ حقهم وإكرامهم، وعدم إيذائهم بقول أو فعل، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، وقال: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (أخرجاه في الصحيحين)، وقال أيضاً: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» (رواه الترمذي)، وأجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم، وإليك طرفاً من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم..

    قال ابن عبد البر رحمه الله كما في الاستيعاب: "قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول"، وقال ابن الصلاح في مقدمته: "ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحساناً للظن بهم، ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة" (أهـ).

    وقال الإمام الذهبي: "فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي، وإن جرى ما جرى..، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل، وبه ندين الله تعالى"، وقال ابن كثير: "والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة"، ثم قال: "وقول المعتزلة: الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً قول باطل مردود"، ثم قال: "وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً –وسموهم فهذا من الهذيان بلا دليل".

    على أنه كما قال الخطيب في الكافي لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكر، لأوجب الحال التي كانوا عليها من الهجرة، وترك الأهل والمال والولد، والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج وقتل الآباء والأبناء في سبيل الله القطع بتعديلهم واعتقاد نزاهتهم وأمانتهم، وأنهم كانوا أفضل من كل من جاء بعدهم.

    والطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في مقام النبوة والرسالة، فإن كل مسلم يجب أن يعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة وبلغ الرسالة، وقام بما أمره الله به، ومن ذلك أنه بلغ أصحابه العلم وزكاهم ورباهم على عينه، قال عز وجل: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2]، والحكم بعدالتهم من الدين، ومن الشهادة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بما أمره الله به، والطعن فيهم يعني الطعن بإمامهم ومربيهم ومعلمهم صلى الله عليه وسلم، كما أن الطعن فيهم مدخل للطعن في القرآن الكريم، فأين التواتر في تبليغه؟ وكيف نقطع بذلك إذا كانت عدالة حملته ونقلته مشكوكاً فيها؟!

    وأما الزعم بأن أكثر النقاد عدَّلوا الصحابة مغالطة وتلبيس، لأن النقاد كلهم قالوا بتعديل الصحابة وليس أكثرهم، والذين تكلموا في الصحابة ليسوا من نقاد الحديث، بل من أصحاب الميول المعروفة في التاريخ الإسلامي بالتعصب والهوى والابتداع في الدين، لتمرير بدعهم وترويج انحرافهم، حيث لم يجدوا لذلك سبيلاً إلا بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    صحيح أن الصحابة رضي الله عنه كانوا بشراً، وليسوا بالمعصومين، لكنهم كانوا في القمة ديناً وخلقاً، وصدقاً وأمانة، والذين قالوا: "إن الصحابة عدول، لم يقولوا قط إنهم معصومون من المعاصي، ولا من الخطأ والسهو والنسيان، وإنما أثبتوا لهم حالة من الاستقامة في الدين تمنعهم من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى الذين أقيم عليهم حدٌّ أو قارفوا ذنباً وتابوا منه، لا يمكن أن يتعمدوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء قلة نادرة لا ينبغي أن يغلب شأنهم وحالهم على حال الألوف المؤلفة من الصحابة، الذين جانبوا المآثم والمعاصي لا سيما الكبائر منها.

    وأما الذين لابسوا الفتن فكانوا مجتهدين يعتقد كل منهم أن الحق معه وعليه أن يدافع عنه، والمجتهد مأجور على اجتهاده أخطأ أم أصاب، ومع ذلك فهم قليل جداً بالنسبة لأكثر الصحابة الذين اعتزلوا هذه الفتن، كما قال محمد بن سيرين: "هاجت الفتن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما خف لها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين"، ولا يلتفت إلى استشهاد أبو رية بكلام (المقبلي) لأن (المقبلي) نشأ في بيئة اعتزالية المعتقد، هادوية الفقه، شيعية تشيعاً مختلفاً، يغلظ فيه أناس ويخف آخرون، فجاء حكمه متأثراً بتلك الأجواء التي عاشها، والبيئة التي تربى فيها، وقد بين ذلك العلامة المعلم يرحمه الله في الأنوار الكاشفة.

    ونحن حينما نصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هم له أهل، فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم، وثبتوا على إيمانهم، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق، فالمنافقون الذين كشف الله سترهم، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام، وماتوا على ردتهم، هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقاً، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبداً، وهم بمعزل عن شرف الصحبة، وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة: "إنهم عدول"، وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء، حيث عرفوه بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك.

    وأما الزعم بأن الصحابة -أنفسهم في زمنهم كان يضع بعضهم بعضاً موضع النقد، وينزلون بعضاً منزلة أسمى من بعض، وهو يعني بعض المراجعات التي كانت تدور بينهم حول بعض الأحاديث، فلم يكن ذلك عن تكذيب منهم للآخر كما جاء عن أنس رضي الله عنه: "لم يكن يكذب بعضنا بعضا" (إسناده صحيح على شرط الشيخين)، بل كانت الثقة متوفرة بينهم، ولكنهم بشر لم يخرجوا عن بشريتهم، فلا يمنع أن يراجع بعضهم بعضاً في بعض الأمور والأحكام، إما للتثبت والتأكد، لأن الإنسان قد ينسى أو يسهو أو يغلط عن غير قصد، ومن ذلك ما ثبت من مراجعة الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لبعض الصحابة في بعض مروياتهم، وطلبهم شاهداً ثانياً، فلم يكن ذلك منهم عن تهمة ولا تجريح، وإنما هو لزيادة اليقين والتثبت في الرواية، وليقتدي بهم في ذلك من بعدهم، وليس أدل على ذلك من قول عمر رضي الله عنه، لأبي موسى الأشعري، وقد طلب منه أن يأتي بمن يشهد معه على سماعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إني لم أتهمك ولكنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

    وقد تكون هذه المراجعة لأنه ثبت عند الصحابي ما يخالف الحديث، أو ما يخصصه أو يقيده، أو لأنه رأى مخالفته لظاهر القرآن، أو لظاهر ما حفظه من سنة إلى غير ذلك، وما دار بينهم من مراجعات مدون ومحصور في كتب الحديث، ومشفوع بأجوبته، وهم فيها بين مصيب له أجران، ومخطئ له أجر واحد.

    فليس من الإنصاف إذاً أن تُجعل هذه المراجعات دليلاً على اتهام الصحابة بعضهم لبعض، وتكذيب بعضهم لبعض كما يزعم المرجفون، إذاً فتعديل الصحابة رضي الله عنهم أمر متفق عليه بين المسلمين، ولا يطعن فيهم إلا من غُمص في دينه وعقيدته، ورضي بأن يسلم عقله وفكره لأعدائه، معرضاً عن كلام الله وكلام رسوله وإجماع أئمة الإسلام.
    _________________

    المراجع:
    دفاع عن السنة د. محمد أبو شهبة.
    منهج المدرسة العقلية الأمين الصادق الأمين.
    السنة ومكانتها في التشريع د.مصطفى السباعي.
    الحديث والمحدثون محمد أبو زهو.

    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  4. #4
    حكم بغض الصحابة.

    الإسلام سؤال وجواب


    حكم بغض الصحابة


    كنت في حوار مع أحد الأشخاص حول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، وقال لي : إنه يمكن لأي منَّا أن يكره أيّاً من الصحابة دون أن يتناقض ذلك مع الإسلام ، وقال : ربما أن ذلك ( أي : كره الصحابة ) يخرج صاحبه من دائرة الإيمان ، ولكنه يظل في دائرة الإسلام . وعليه : نرجو من فضيلتكم توضيح وبيان هذا الأمر .
    الحمد لله
    لاشك أن من الخذلان الكبير وعدم التوفيق من الله تعالى للعبد أن يجعل من نهجه وسعيه الوقوع في صحابة خير الخلق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضي عنهم أو الخوض فيما وقع بينهم بدلاً من أن يشغل عمره بما ينفعه في أمر دينه ودنياه
    وليس هناك أي وجه لأحدٍ أن يسب أو يبغض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، ففضائلهم كثيرة متعددة ، فهم الذين نصروا الدين ونشروه ، وهم الذين قاتلوا المشركين ، وهم الذين نقلوا القرآن والسنَّة والأحكام ، وقد بذلوا أنفسهم ودماءهم وأموالهم في سبيل الله ، وقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يسبهم ولا يبغضهم إلا منافق لا يحب الدين ولا يؤمن به .
    عن البراء رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الأنصار : لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " .
    رواه البخاري ( 3572 ) ومسلم ( 75 ) .
    فإذا كان الإيمان ينتفي عن رجل يبغض الأنصار ويثبت له النفاق : فكيف بمن يبغض الأنصار والمهاجرين والتابعين لهم بإحسان ويشتمهم ويلعنهم ويكفرهم ، ويُكفِّرُ من يواليهم ويترضى عليهم ، كما تفعل الرافضة ؟ لاشك أنهم أولى بالكفر والنفاق ، وانتفاء الإيمان .
    قال الطحاوي – في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة - :
    ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم ، وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .
    قال الشيخ صالح الفوزان :
    ومذهب أهل السنة والجماعة : موالاة أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام .
    وأما النواصب : فيوالون الصحابة ، ويبغضون بيت النبي عليه الصلاة والسلام ، ولذلك سموا بالنواصب ؛ لنصبهم العداوة لأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام .
    والروافض : على العكس ، والوا أهل البيت بزعمهم ، وأبغضوا الصحابة ، ويلعنونهم ويكفرونهم ويذمونهم ...
    ومن يبغض الصحابة فإنه يبغض الدين ؛ لأنهم هم حملة الإسلام وأتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فمن أبغضهم فقد أبغض الإسلام ؛ فهذا دليل على أنه ليس في قلوب هؤلاء إيمان ، وفيه دليل على أنهم لا يحبون الإسلام ...
    هذا أصل عظيم يجب على المسلمين معرفته ، وهو محبة الصحابة وتقديرهم ؛ لأن ذلك من الإيمان ، وبغضهم أو بغض أحد منهم من الكفر والنفاق ؛ ولأن حبهم من حب النبي صلى الله عليه وسلم ، وبغضهم من بغض النبي صلى الله عليه وسلم .
    " شرح العقيدة الطحاوية " .
    وقد فصَّل بعض أهل العلم في " بغض الصحابة " فقالوا : إن كان قد وقع في بغض بعضهم لأمرٍ دنيوي فلا يقع في الكفر والنفاق ، وإن كان لأمرٍ ديني باعتبار كونهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في كفرهم .
    وهو تفصيل حسن لا يخالف ما قدمناه ، بل يبينه ويؤكده .
    قال أبو زرعة الرازي : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاعلم أنه زنديق .
    وقال الإمام أحمد : إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء : فاتهمه على الإسلام .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
    وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك ، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم .
    وأما من لعن وقبح مطلقاً فهذا محل الخلاف فيهم ، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد.
    وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً ، أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره ، لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفره مثل هذا فإن كفره متعين ، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وأن هذه الآية التي هي { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وخيرها هو القرن الأول ، كان عامتهم كفاراً أو فساقاُ ، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها ، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام .
    ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال ، فإنه يتبين أنه زنديق ، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم ، وقد ظهرت لله فيهم مثلات ، وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات ، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك ، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب ، وما جاء فيه من الإثم والعقاب .
    وبالجملة فمن أصناف السابة من لا ريب في كفره ومنهم من لا يحكم بكفره ، ومنهم من تردد فيه .
    " الصارم المسلول على شاتم الرسول " ( ص 590 - 591 ) .
    وقال تقي الدين السبكي :
    وينبني على هذا البحث سب بعض الصحابة فإن سب الجميع لا شك أنه كفر وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي ; لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في كفر الساب ، وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي " وبغضهم كفر " فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر , وأما إذا سب صحابيا لا من حيث كونه صحابيا بل لأمر خاص به وكان ذلك الصحابي مثلا ممن أسلم من قبل الفتح ونحن نتحقق فضيلته كالروافض الذين يسبون الشيخين ، فقد ذكر القاضي حسين في كفر من سب الشيخين وجهين .
    ووجه التردد ما قدمناه فإن سب الشخص المعين قد يكون لأمر خاص به , وقد يبغض الشخص الشخص لأمر دنيوي وما أشبه ذلك فهذا لا يقتضي تكفيرا , ولا شك أنه لو أبغض واحدا منهما لأجل صحبته فهو كفر بل من دونهما في الصحبة إذا أبغضه لصحبته كان كافرا قطعا .
    " فتاوى السبكي " ( 2 / 575 ) .
    والله أعلم .


    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

المواضيع المتشابهه

  1. شهادة خميني في أصحاب رسول الله
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-11-2014, 06:40 AM
  2. سنة يأس الرسول من إيمان الكفار
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 05:56 PM
  3. يا أصحاب الرسوم المسيئة إليكم الحقيقة بقلم:نجلاء نصير
    بواسطة نجلاء نصير في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-09-2010, 12:37 PM
  4. لا تقربوا أسوار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أسعد الأطرش في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-26-2010, 06:05 PM
  5. احاديث عن ال البيت رضي الله عنهم
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-05-2006, 08:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •