منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

العرض المتطور

  1. #1
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497

    الدكتور المهدي المنجرة عالم المستقبليات يرحل في صمت



    الدكتور المهدي المنجرة عالم المستقبليات يرحل في صمت






    مشهد حي جلل يوحي بأكثر من دلالة
    أدناها : فضل الله تعالى عليه بتوليه،
    وصرف الإعلام الساقط عن الالتفات إلى حدث موته
    إمحاضا لما يستحق من علي رعايته، وصفي عنايته.
    رحمه الله وجعل عليين مثواه.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






    http://www.aljazeera.net/news/pages/...0-24d18ed7ad35
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  2. #2
    صيدلانية وكاتبة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    دمشق
    المشاركات
    479
    تشيّع اليوم بمقبرة الشهداء بالعاصمة المغربية الرباط جنازة المفكر وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة الذي وافته المنية أمس الجمعة عن سن يناهز 81 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
    وكانت مجموعة من طلبته ومحبيه وأصدقائه قد أطلقوا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة لمساندة الفقيد في محنته مع المرض والإقصاء، خاصة بعد دخوله مرحلة صحية حرجة فقد معها القدرة على الكلام والحركة.
    ويعتبر الراحل أحد أبرز المفكرين الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية في العصر الحديث نظرا لدفاعه المستميت عن القيم الإنسانية ومساندته المقهورين في كل أنحاء العالم، وتبنيه القضايا الفكرية والسياسية المناهضة للعنف والإقصاء والتجبر وتسخير البشر من أجل المصلحة الشخصية.
    وعانى المنجرة بسبب مواقفه هذه حصارا كبيرا دون أن يلين أو يتراجع عن مواقفه.
    مسيرة حافلة
    واشتهر الراحل بمقالاته وكتبه الرصينة التي نظرت لمجموعة من الطروحات والقراءات المستقبلية للآفاق السياسية والاجتماعية في العالم العربي الإسلامي، وكان من القلائل الذين تنبؤوا بسقوط بعض الأنظمة العربية، وبقيام انتفاضات شعبية في بلدان العالم العربي قبل عقدين من الزمن من حدوث الربيع العربي.
    "من أبرز مؤلفات المنجرة كتاب "نظام الأمم المتحدة" و"من المهد إلى اللحد" و"الحرب الحضارية الأولى" و"حوار التواصل" و"انتفاضات في زمن الذلقراطية" و"الإهانة في عهد الميغا إمبريالية"، وآخرها كتاب "قيمة القيم""
    ولد المهدي المنجرة سنة 1933 بالرباط، وتابع دراسته بالولايات المتحدة ثم التحق بجامعة كورنيل بنيويورك بين 1950 و1954 حيث حصل على الإجازة في العلوم السياسية، وانتقل إلى مدرسة لندن للاقتصاديات والعلوم السياسية التابعة لجامعة لندن بين 1954 و1957، ومنها حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس كأول أستاذ محاضر مغربي بكلية الحقوق.
    وشغل المهدي المنجرة بعد ذلك عدة مناصب علمية دولية، منها: مستشار أول في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة خلال الفترة (1958-1959)، وأستاذ محاضر وباحث بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة (1961-1979)، وشغل إلى جانب ذلك منصب منسق لمؤتمر التعاون التقني بين الدول الأفريقية (1979-1980)، وخبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلومات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات.
    وترأس المفكر الراحل الفدرالية العالمية للدراسات المستقبلية (1976-1981) ثم شغل عضوية لجنتها التنفيذية، وترأس الجمعية الدولية للمستقبليات (فوتوريبل)، وشغل عضوية الجمعية المغربية للمستقبليات، والمجلس التنفيذي للجمعية العالمية للتنمية (1985-1988)، وأكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية العالمية للفنون والعلوم، والأكاديمية الأفريقية للعلوم، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، والجمعية العالمية للمستقبل، والاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين، ومنتدى العالم الثالث، ونائب رئيس جمعية الصداقة بين المغرب واليابان.
    وحاز المفكر الراحل عددا من الجوائز والأوسمة، منها: جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كورنيل (1953)، ووسام الاستقلال بالأردن (1960)، ووسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)، والجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984)، ووسام الشمس المشرقة باليابان (1986)، وجائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت آنشتاين الدولي.


    الأكاديمية زهور كرام: لنحول حزننا عليه إلى جعل مساره خيارا لنا جميعا (الجزيرة)
    ألف المهدي المنجرة العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا ومختلف قضايا التنمية، ومن أهم مؤلفاته: "نظام الأمم المتحدة" (1973)، و"من المهد إلى اللحد" (1981)، و"الحرب الحضارية الأولى" (1991) و"حوار التواصل" (1996)، و"عولمة العولمة" (1999)، و"انتفاضات في زمن الذلقراطية" (2002) و"الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" (2004)، وآخرها كتاب "قيمة القيم" (2007).
    وصرحت الباحثة والأديبة زهور كرام بأنه "في زمن التباس اللحظة العربية يرحل المفكر المغربي الكبير المهدي المنجرة الذي كان يناضل بأفكاره من أجل تعليم منتج وليس فلكلوريا، وتنمية اقتصادية ترقى بكرامة الإنسان، واستثمار التكنولوجيا لصالح المجتمع".
    وأضافت الباحثة أن المنجرة "كان يناضل بفكره، وهو الذي خبر المنظمات الدولية وعرف مواقفها الحقيقية، وانتقدها في كتاباته"، وأنه "كان نموذجا للمثقف العضوي المنخرط في المجتمع بمواقفه وآرائه".
    المصدر : الجزيرة
    رحمه الله

  3. #3

  4. #4

  5. #5
    شكرا دكتور لتقديرك هذه الشخصية العملاقة وشكرا دكتورة نورا اظن ان هذا المقال هام للدكتور المنجرة رحمه الله:
    الاستلاب مفهوم ملتبس
    تاريخية دلالة/دلالات مفهوم الاستلاب
    يعد مفهوم الاستلاب من المفاهيم الأكثر استعمالا وتداولا في خطابنا العربي المعاصر لتوصيف علاقة المثاقفة الواصلة بيننا وبين الغرب. ولفظ الاستلاب دال مفهومي يستعمل، خاصة من قبل الاتجاه الناقد لتقليد الغرب، وذلك للدلالة على حالة التبعية الثقافية ونقدها.
    ولفظ الاستلاب هو من حيث الأصل مقابل ترجمي للفظ الأجنبي (alienation) الذي يرجع إلى اللفظ اللاتيني (alienatio).
    غير أن هذا المفهوم، مثل غيره من المفاهيم المستعملة في حقل الدراسات والعلوم الإنسانية، لا نجد له –سواء في حقل الفلسفة أو الأنثروبولوجيا- تحديدا دقيقا متفقا عليه، يسمح بوضع اليد على معناه و"ما صدقه".
    وأريد منذ البدء أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أكيدة وهي أن غموض المفهوم والتباس دلالته ليسا محصورين في المجال التداولي العربي، بل نجد غموضه حاضرا في المجال التداولي الغربي. بل أزعم أن حالة التباسه دلاليا في الغرب أكثر من حالته في المجال التداولي العربي كما سأبين في ختام هذا المقال.
    الاستلاب مفهوم ملتبس
    "ريكور يقدم سؤالا طريفا: إن الاستفهام الذي يُطرح بصدد هذا المريض (الاستلاب) هو هل يجب قتله أم علاجه؟"، ومن حسن حظ المفهوم أن اختار الخيار الثاني، أي العمل على علاج هذا المفهوم المريض من أدوائه العديدة المتراكمة، بدل قتله."
    وهذا الالتباس، الذي يسم المفهوم في استعمالاته المتداولة داخل المجال الثقافي الغربي، هو ما دفع بيير جاني في كتابه "المعالجات السيكولوجية" إلى وصفه بكونه لا يستحق أن يكون "مفهوما علميا". بل ذهب إلى حد وصف الاستعمال السائد بكونه يعكس "أسلوبا عاميا في التعبير".
    ونفس الموقف النقدي نجده حاضرا عند ألتوسير وإتيان بالبيار، حيث يذهبان، في كتابهما المشترك "قراءة الرأسمال"، إلى أن مفهوم الاستلاب ليس له أي قيمة أو مرتبة علمية.
    وفي نفس السياق الناقد للميوعة الدلالية التي أصابت اللفظ سيذهب الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، في مقالته عن الاستلاب في "الموسوعة الشاملة" (Encyclopedia Universalis)، إلى حد وصف اللفظ بأنه كيان "مريض"، محددا علة مرضه في ما يسميه بـ"الإثقال السيمانطيقي" (surcharge semantique )، بمعنى أنه مثقل بالمعاني والدلالات إلى درجة أن أصبح يعني كل شيء، حتى كاد لا يعني شيئا.
    ويقدم ريكور سؤالا طريفا حيث يقول: "إن الاستفهام الذي يُطرح بصدد هذا المريض هو هل يجب قتله أم علاجه؟"، ومن حسن حظ المفهوم أن بول ريكو اختار الخيار الثاني، أي العمل على علاج هذا المفهوم المريض من أدوائه العديدة المتراكمة، بدل قتله.
    فكيف يؤسس لهذا العلاج؟ وهل هو بالفعل علاج أم تمويت للمفهوم؟
    إن العلاج الذي يقترحه ريكور يرتكز على محاولة تسييج دلالة مفهوم الاستلاب ومنع تعديدها وتوسيعها، وذلك عن طريق اختزال معانيه إلى عدد محدود من المدلولات مأخوذ من استعمالات المفكرين الذين أسسوا لهذا المفهوم.
    وفي سياق استحضاره لهؤلاء المؤسسين، يقدم ريكور ملحوظة مفادها أن لفظ الاستلاب كان محدد الدلالة قبل جون جاك روسو، وهو بذلك يشير إلى وضعية اللفظ في اللسان اللاتيني، حيث كان المجال التداولي للمفهوم يكاد ينحصر في المجال القانوني كدال على انتقال الملكية الخاصة سواء بالشراء أو بالعطاء. لكن ابتداء من نظرية "العقد الاجتماعي" لروسو سيتم تحويل اللفظ إلى حقل التداول السياسي. ومنذ هذا التحويل سيبدأ التراكم الدلالي لمعانيه.
    ويشير ريكور إلى أن هذا الاستعمال السياسي للفظ الاستلاب عند جون جاك روسو يجد ارتكازه في فلسفة توماس هوبز في كتابه الأشهر "التنين".
    صحيح أن هوبز لم يستعمل لفظ الاستلاب، لكن ثمة معنى في كتابه هو ما سيتم استثماره من قبل روسو والدلالة عليه بلفظ الاستلاب. هذا المعنى برز عند هوبز عند حديثه عن لحظة الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة (المدنية)، بوصفها انتقالا من العيش وفق قانون الغاب والحرب واللاأمن، إلى العيش تحت سلطة سياسية تضمن الأمن.
    ولم تتحقق هذه النقلة في الحياة البشرية إلا عندما تنازل الفرد عن قسط من حريته لسلطة الحاكم. وهذا التنازل هو ما سيسميه روسو بالاستلاب، جاعلا منه أساس تكوين السلطة السياسية، وإن اختلف مع هوبز اختلافا شديدا في تحديده الاستبدادي لطبيعة العقد الاجتماعي السياسي.
    "محاولة ريكور القاصدة إلى اختصار معاني مفهوم الاستلاب، ظانا بأنه بذلك يعالج التباسه وميوعه الدلالي، هي محاولة تخلص إلى عكس ما تقصده، الأمر الذي يسقط المفهوم في نفس الداء، أي "الإثقال السيمانطيقي" الذي يزعم ريكور أنه بصدد علاجه."
    إن أساس العقد الاجتماعي عند جون جاك روسو هو الاستلاب، إذ لولاه لما انعقد العقد. يقول روسو مختزلا دلالة هذا المفهوم "إن الفرد يهب ذاته للجميع ولا يهبها لأي أحد".
    لكن هذا الانتقال الأول للفظ الاستلاب من حقل الاستعمال القانوني إلى حقل الاستعمال السياسي، حيث أصبح دالا على عملية تأسيس الدولة/السلطة السياسية، سيكون لحظة انطلاق لتحولات دلالية وتوسيعات مجالية لاحقة.
    ولهذا نرى أن محاولة ريكور القاصدة إلى اختصار معاني المفهوم، ظانا بأنه بذلك يعالج التباسه وميوعه الدلالي، هي محاولة تخلص إلى عكس ما تقصده، حيث لا تؤكد تعدده الدلالي فقط، بل تضاده واختلافه، الأمر الذي يسقط المفهوم في نفس الداء، أي "الإثقال السيمانطيقي" الذي يزعم ريكور أنه بصدد علاجه.
    ويكفي النظر في المتن الفلسفي ليتضح أن تاريخ التطورالدلالي للفظ الاستلاب يجعله لفظا ملتبسا.
    تاريخية دلالة/دلالات مفهوم الاستلاب
    في الفلسفة الألمانية يستحضر هيغل في كتابه "مبادئ فلسفة الحق"، تأسيس روسو لنظرية العقد منتقدا تمديد معنى الاستلاب بنقله من مستوى الحق المجرد إلى المستوى السياسي، محددا للمفهوم معنى جديدا. حيث يتحدث هيغل عن أن استلاب الوعي يتحقق في لحظة انغماسه في الطبيعة، إذ بذلك يفقد الوعي حريته.
    وسيطور اليسار الهيغلي مفهوم الاستلاب ليحول دلالته من هذا المستوى الفلسفي إلى مستويات توزعت بين المجالين اللاهوتي والسياسي:
    ففي الجانب اللاهوتي قدم فيورباخ تحليلا مغايرا رائيا في الاستلاب فاعل التأسيس للظاهرة الدينية ومفهومها وطقسها الشعائري أيضا.
    وبذلك لم يعد الاستلاب –مع اليسار الهيغلي الفيورباخي- انغماسا للوعي في الطبيعة، بل تحدد معناه في ارتحال الوعي إلى الماوراء بسبب التدين.
    وفي نفس التيار أي تيار اليسار الهيغلي يندرج الإسهام الماركسي، لكنه لن يبقي على الدلالة الفيورباخية، بل سينتج مدلولا جديدا يختزل معنى المفهوم في الوضع الاقتصادي:
    فقد قدم ماركس طرحا مغايرا واستعمالا دلاليا جديدا سيفتح أمام اللفظ مجالا للتداول بشكل أوسع داخل النقاش الفكري والأيديولوجي الذي سيشهده القرن العشرون.
    ومعلوم أن للفظ الاستلاب في التأليف الماركسي حضورا لافتا سواء في بواكير كتابات ماركس أو في أواخر كتبه، حيث يرد لفظ الاستلاب في "مخطوطات 1844" وكتاب "الأيديولوجيا الألمانية"1845، كما يرد في كتاب "الرأسمال" أيضا.
    وإذا كان روسو قد تحدث عن الاستلاب في المجال السياسي، فإن ماركس سيبلور استعمالا جديدا للمفهوم كاستلاب اقتصادي، مؤسسا معناه على تحليل لبنية النظام الرأسمالي بناء على مفهوم "فائض القيمة"، منتهيا إلى أن العامل يصنع الأشياء/السلع، ولكن هذه الأشياء تصبح هي ذاتها أداة التحكم فيه واستعباده.
    "إذا كان الفلاسفة الغربيون يتساءلون عن كيفية التخلص من التعدد الدلالي لمفهوم الاستلاب، فإن هاجس الوعي العربي الإسلامي هو كيفية التخلص من الاستلاب ذاته كتبعية حضارية"
    وسيطور لوكاتش الدلالة الماركسية للاستلاب ليجعل منه دالا على "التشييئ".
    هذه باختصار واختزال هي تاريخية تطور دلالة مفهوم الاستلاب في المجال الفلسفي والثقافي الغربي، ومنه يلاحظ أن استعماله متعدد متكثر من حيث المعاني إلى درجة الاختلاف الشديد.
    لكن رغم هذا التعدد يمكن أن نقول في سياق المقارنة بين الوضع الدلالي لمفهوم الاستلاب في الفكر العربي ووضعه في الثقافة الأوروبية، إن استعماله في هذه الأخيرة كاد ينحصر في المجال الفردي أو الطبقي.
    فإذا استثنينا بعض الاستعمالات التي شهدها المفهوم في حقلي السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا يمكن أن نقول إن العلاقة الاستلابية لم تطرح في الفكر الفلسفي الغربي كعلاقة مع الآخر المغاير حضاريا.
    بينما الملاحظ في استعماله في المجال الثقافي العربي والإسلامي، هو أنه لم يتداول بمعناه الاقتصادي الماركسي، ولا بمدلوله السياسي كمرتكز نظري لتفسير العقد الاجتماعي، وإنما استعمل للدلالة على علاقة أعم هي علاقة المثاقفة بين مجتمعين أو ثقافتين أو حضارتين.
    إنه دلالة على انسلاخ من الذاتية الثقافية وخضوع للتبعية للآخر كحضارة أو ثقافة. ويكاد يكون هذا المعنى هو المدلول الوحيد الذي يستعمل به المفهوم، ومن ثم جاز القول إن دلالته غير ملتبسة في المجال التداولي العربي، اللهم إلا من حيث غموض آليات وكيفيات التخلص من الظاهرة الاستلابية.
    لكن إذا لم يكن لدينا مشكلة دلالية في المفهوم، فلا يجب أن ننسى أن لدينا ما هو أكبر من إشكالات قاموسية أو معجمية، لدينا الاستلاب ذاته بمدلوله كتبعية للآخر/الغرب باستمداد مفاهيمه ورؤاه.
    بمعنى إذا كان الفلاسفة الغربيون يتساءلون عن كيفية التخلص من التعدد الدلالي لمفهوم الاستلاب، فإن هاجس الوعي العربي الإسلامي هو كيفية التخلص من الاستلاب ذاته كتبعية حضارية.

  6. #6
    أشكرك أخي ناجي على هذا الرابط
    بداية رحم الله الدكتور المنجرة وأسكنه فسيح جناته وأحسن إليه وجعل قبره روضة من رياض الجنة إن شاء الله، وقد كتبت كلمة على ما تقدم به الدكتور العزيز عبد الرزاق على صفحته على الفيس بوك، وبخصوص المقالة الخاصة به المتعلقة بمصطلح الاستلاب فقد ذكرتني بما كتبته عام 2005 في بحث لي بعنوان: "المجازر الصهيونية التطبيق العملي للعقيدة اليهودية"، وما أضفته قبل حوالي شهر على ما كتبته في تقديمي لمحاضرة بعنوان" الدولة المدنية والدينية .. إشكالية المعنى والمضمون"، أنشره هنا رداً على مقالة الدكتور رحمه الله:
    العلاقة بين الدين والإيمان
    كتب بول رينكو: "الدين هو استلاب الإيمان". وعلق عليها روجيه جارودي: ذلك أن كل دين هو الإيمان المُعَبر عنه في لغة ثقافة ما. وأن ما نُطلق عليه أزمة الدين، هو في الواقع أزمة الثقافة التي يُعبِر الدين عن ذاته من خلالها. وانتهى إلى القول: "أن العقيدة هي طريقة في التفكير، وأن الإيمان هو طريقة في العمل". ومالك بن نبي قال: أن أزمة أي مجتمع هي أزمة ثقافة، وقد عرفت المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة؛ الثقافة: "أنها الإسلام حين يصبح الحياة"! والله تعالى جعل العمل قرين الإيمان بقوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات). والرسول صلَ الله عليه وآله وسلم قال: (ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل). ذلك معناه أنه لا يصح الفصل بين الإيمان والعمل لا في الإسلام ولا أي دين أو أيديولوجية لأن الأيديولوجيات تحل محل الدين لدى أتباعها، ويعبر عن نفس المعنى فيها بمصطلح "العلاقة بين النظرية والتطبيق"!
    ومن باب العلم فقط: أن العقيدة اليهودية هي التي لا تشترط العمل لصحة الإيمان، لذلك اليهودية لا تُعتبر دين ولا أيديولوجيا، وقد عرفتها "دائرة المعارف العبرية": "اليهودية ليست عقيدة أو نظاماً من العقائد يتوقف مع قبولها الفداء أو الخلاص في المستقبل ولكنها نظام للسلوك البشري"! أي أنها كما قالت الكاتبة اليهودية روبرتا ستراوس: مجموعة من الأخلاقيات لا يمكن اعتبارها دين بالمعنى الصحيح للكلمة! وقد كانت هذه النقطة هي جوهر الاختلاف بين مارتن لوثر وكالفن اليهودي الأصل وكلاهما من مؤسسي المذهب البروتستانتي، فلوثر اشترط العمل لصحة الإيمان ودخول الجنة، وكالفن اسقط العمل واكتفَ من الإيمان النطق باللسان فقط! وبتقديري أن تعدد المدلول لمعنى الاستلاب في الغرب من السياسة إلى الاقتصاد وغيرها راجع إلى ضعف اللغة العلمية والثقافية في الغرب بصفة عامة في بداية عصر النهضة وكذلك إلى محاولات استخدام المصطلح من المفكرين والفلاسفة في الغرب كل في مجاله في الوقت الذي المصطلح غالباً له علاقة بالثقافة والدين أكثر من غيره، وهو أوضح فيما من غيره وخاصة في مفهومه ودلالته في اللغة العربية كما تفضل الدكتور في نهاية مقالته رحمه الله

المواضيع المتشابهه

  1. أنا المهدي المنتظر!
    بواسطة أ.د. محمود نديم نحاس في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2013, 02:51 PM
  2. عالم الآثار البارز الأستاذ الراحل/الدكتور فوزي رشيد
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-24-2011, 06:23 PM
  3. المفكر المغربي الراحل/الدكتور المهدي بن عبود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-15-2011, 10:58 AM
  4. عالم الآثار الكبير /الراحل/الاستاذ الدكتور دوني جورج
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-14-2011, 02:32 AM
  5. قصيدة دمشق للشاعر الدكتور عالم آل ياسين
    بواسطة آداب عبد الهادي في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-23-2010, 12:44 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •