الرمادي..
كنّا صغاراً على مقاعد الدراسة، وكان فقيراً.. تعلّمنا منه كيف يصير الإنسان نبيلاً وأميناً وشهماً وصادقاً.. علّمنا كيف نقاوم الظلم، ونعشق الحريّة.. وأن لا نخاف قولة حق في وجه سلطان جائر.. ما زالت كلماته ترنّ في أذنيّ، يقول:
في مسائل الوطن والمواطن ليس هناك طيف ألوان.. إمّا أبيض، أو أسود..
قرأت في جريدة الصباح أن أستاذنا الجليل تبوأ منصباً رفيعاً يضعه تماماً في موقع القرار، الاجتماعي والوطني.. قلت:
انتصر الوطن والمواطن..
حملت حماستي وسعادتي وتفاؤلي متعجلاً تقديم التهاني والتبريكات.. بعد أن عبرت حواجز "البادي جاردات"، والسكرتيرات، والحجّاب.. دخلت إلى صالون يشبه ما رأيته في أفلام أيام الباشوات..
هبّ من وراء مكتبه الوثير لاستقبالي.. لاحظت بكثير من الانبهار مجموعة ألوان صاخبة تضجّ بها الجدران والكراسي والطاولة وما عليها، لم أر بينها لا اللون الأسود ولا الأبيض..
ع.ك