أموال غزة للعمار وليس للاستثمار

[د. فايز أبو شمالة]

أموال غزة للعمار وليس للاستثمار
د. فايز أبو شمالة
الأموال تزيغ العقول، والأموال تنيخ الذلول، والأموال تفتح الشهية للطمع والسرقة والنهب والتدليس، والأموال التي لا تخضع للمحاسبة والمسائلة والمراقبة والتدقيق يسهل السطو عليها، والتغطية على كل أشكال النصب بتقارير أو فواتير مزورة، ولعل تجربة الثورة الفلسطينية من أغنى تجارب الشعوب في هذا المضمار، وهنالك مئات قضايا الفساد المالي الذي بلغت عشرات المليارات من الدولارات المفقودة، والتي لم تستطع أن تلاحقها لجنة مكافحة الفساد، ولم تستطع أن تسترد منها سنتاً، وهنالك مئات الهاربين بأموال الشعب الفلسطيني، ومنهم من يوظف مال الشعب لمحاربة الشعب، والتآمر عليه.
الأموال المقدمة للشعب الفلسطيني مخصصة لعمار غزة، لأن المؤتمر الذي عقد في القاهرة خصص لإعادة اعمار غزة، فكيف تحول نصف المال المجلوب إلى ميزانية السلطة في رام الله، ليكون نصيب غزة المنكوبة النصف فقط؟ إن هذا التطفل على مال اعمار غزة، وحرفه عن مساره، ليعطي إشارات تحذير كبيرة، وليفرض على حركات المقاومة في غزة أن ترفع صوتها عالياً، ولاسيما أن اللجنة العليا لعمار غزة تتضمن شخصيات من الضفة الغربية، وهذا أولاً، أما ثانياً، فقد تأكد أن الوفد الفلسطيني الذي حضر مؤتمر القاهرة لا يمثل ألوان الطيف السياسي.
الأموال المقدمة لعمار غزة خط أحمر، لقد دفعنا مقابلها دم أولادنا، وزهوة حياتنا، وعليه فإن الرقابة على أوجه صرف الأموال يجب أن تكون شعبية ورسمية وتنظيمية وأهلية وعربية ودولية، فنحن شعب شكاك بحكم التجربة، ونريد أن نطمئن على مستقبل شعبنا، ولاسيما أن رقابة المجلس التشريعي على أوجه الصرف لما تزل غائبة، ورقابة الضمير الثوري ثبت زيفها، بعد أن تحولت أموال المانحين طوال سنين إلى حساب شخصيات لما تزل تمارس الحكم والسياسة.
لن يفوتني في هذا المقام أن أهنئ أخي وحبيبي طارق ابن الرئيس محمود عباس، الذي اشترى فندن فور سيزونز الفاخر في عمان بمبلغ 28 مليون دينار أردني فقط.

[د. فايز أبو شمالة]

معادلات عباسية
سئل محمود عباس:
متى سيتوجه الشعب الفلسطيني إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني على جرائمهم؟
ج/ بعد أن أوقع على اتفاقية روما!
سؤال: ومتى ستوقع على اتفاقية روما؟
ج/ سأوقع على اتفاقية روما إذا فشل الطلب الذي سنتقدم فيه إلى مجلس الأمن لأقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الاحتلال في فترة زمنية، مدتها سنتان.
سؤال: ومتى ستتقدمون بطلبكم هذا إلى مجلس الأمن؟
أجاب محمود عباس على سؤال الإعلامي المصري خيري رمضان، عبر فضائية سي بي سي: سنتقدم بطلبنا هذا إلى مجلس الأمن بعد تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل حقيقي.
سؤال: ومتى تتحقق المصالحة الفلسطينية بشكل حقيقي؟
ج/ لا تتحقق المصالحة بشكل حقيقي إلا بعد نزع سلاح المليشيات في قطاع غزة.
من الحوار السابق يمكننا الاستنتاج بأن نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة هو الشغل الشاغل لرئيس السلطة، وما عدا ذلك، فكل حديث عن التوجه إلى مجلس الأمن، وعن التوقيع على اتفاقية روما، وعن الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية، هو حديث باطل، وللتسلية السياسية.

[غالب الغول]

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ولا تعليق , فيكفي ما قرأنا , لك الشكر والتحية د فايز ,

[د. فايز أبو شمالة]

مدينة رام الله، يوم الخميس 16/10
مأثورات محمود عباس أمام وفد من رجال الأعمال
قطاع غزة هو موضوع النكبة التي حصلت في 2008 و2012 و2014، وهو الذي كان عنوانا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني،
قمنا بجهود كبيرة إلى أن وصلنا حد القوة مع من يريد أن يزج الضفة الغربية في انتفاضة، كان هناك محاولات كثيرة في كل الحروب السابقة بأن تزج الضفة الغربية أيضا، ولكننا رفضنا وبإصرار مع ألمنا الشديد لما يحصل في غزة، ولكن اذا استطاعوا أن يدمروا قطاع غزة، فلا أريد أن أتيح لهم الفرصة ليدمروا الضفة الغربية.
تذكرون في العامين الماضيين أن الصحافة الاسرائيلية كانت تستجدي انتفاضة ثالثة، أين الانتفاضة؟ لأنهم لا يريدون للشعب أن ينمو ويتطور بل يريدون أن يدمروا ولا يعمروا ولذلك فاتت عليهم كل الفرص.
السماح ببناء الميناء، وإعادة بناء المطار هذه طلبات لا يمكن تحقيقها أو أن ترضخ إسرائيل لها،
نحن نعرف حجمنا ونعرف وزننا، ونعرف أنه لا يمكننا مواجهة أمريكا ولا أي دولة في العالم، ولا أريد الاصطدام مع أحد!.
نحن نريد دولتنا ونريد الذهاب إلى مجلس الأمن، فإذا رفضوا سنذهب إلى كافة المؤسسات الدولية، ثم مجموعة من الاجراءات التي لا تتضمن عنفا ولا استعمالا للسلاح.

[د. فايز أبو شمالة]

في رسالة عتاب وجهها قادة تنظيم حركة فتح في قطاع غزة إلى اللجنة المركزية للحركة يقولون فيها:
حركة فتح لم تكن حركه هامشيه في الحرب على غزة، حركة فتح قدمت من أبنائها اكثر من 860 شهيداً، واكثر من 4200 جريحاً.
إذا كان هذا العدد من الشهداء يتبع حركة فتح التي يرفض رئيسها المقاومة، ويبصق في خطاباته على لحية المقاومين، فكم يبلغ شهداء الحركات الفلسطينية التي تعشق المقاومة، وشاركت في التصدي للصهاينة المجرمين؟.
الأرقام السابقة تشير إلى أن عدد شهداء العدوان الأخير على قطاع غزة قد تجاوز المليون شهيداً، وأن عدد الجرحى أقل قليلاً من سبعة مليون جريح!.
أتمنى لحركة فتح أن يتصدر أبناؤها قائمة عدد الشهداء بحق، وأتمنى لحركة فتح أن يتصدر أبناؤها عدد الصواريخ التي تطلق غلى الصهاينة، وأن يتصدر أبناؤها عدد أنفاق المقاومة التي يصل بعضها إلى المقاطعة في رام الله.
أتمنى لحركة فتح أن تستعيد تاريخها الذي غمسه الشهداء بالعزة والكرامة.

[د. فايز أبو شمالة]

ال لي:
أثناء الحرب على غزة، التقيت مع نائب الرئيس السوداني، وكان قد شاهدك على فضائية الأقصى، عشية استشهاد ولدك حازم، فسألني:
هل يشبه حال الفلسطينيين الذين يقدمون أولادهم شهداء، وتدمر بيوتهم، حال الدكتور فايز أبو شمالة؟
قال له المهندس إبراهيم ماضي الذي يعمل في السودان ضمن بعثة الأمم المتحدة:
نعم، هذا هو حال الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن وطنه.
قال نائب الرئيس السوداني:
الآن عرفت لماذا تعجز إسرائيل ـ رغم جبروتهاـ عن تصفية القضية الفلسطينية.