منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الدوغمائية ومكانتها عربيًّا 1-2

    بقلم - صالح الأشقر:
    كلمة "الدوغمائية" أو الدوغما كلمة غربية قديمة وهي حديثة عربيًّا إلى حد ما ومتهمة بأنها تعوق أو تعرقل تطور المجتمعات العربية من خلال تحكمها بمسارات الحياة المختلفة في المجتمعات العربية، وتوصف بالجامدة لأنها تدافع عن أفكارها بشكل قوي وتحيط نفسها بسياج معتقداتي خاص بها يمنعها من إعادة النظر بما هو داخل هذا السياج المنيع الذي تحتمي به.
    والغرض من دفاعها المستميت عن أفكارها وتثبيت هذه الأفكار كحقائق لا تقبل النقاش يعود على أصحابها الذين يسعون للفائدة السياسية والاقتصادية والإعلامية خاصة عندما تصبح "الدوغمائية" شبه عادية بين عامة الناس باعتبارها حقيقة لدى المتلقين لها.
    ونظرا لهذا الاهتمام بـ "الدوغمائية" فإنه لا يجوز تبديلها أو القبول بغيرها خاصة عندما يحجم العقل عن توسيع مجال تفكيره ونشاطه والتوقف عند حدوده الروتينية الرتيبة غير القابلة للتوسع ويظل يتغذى على الأفكار المقولبة والأحكام الاستباقية لهذه "الدوغمائية".
    ويتفق المفكرون السياسيون أن الفكرة المتطرفة المنتشرة في عالمنا العربي والإسلامي تعتبر نموذجًا صارخًا من نماذج "الدوغمائية" التي تجعل من نفسها حامية الحرية والليبرالية حينما تكون في موضع متمكن وتنادي بإطلاق حريات الفكر والعمل في حين أنها تمثل الحالة الأشد تطرفا حينما تتمكن من قيادة فكرها.
    وعندما تتمكن القيادة "الدوغمائية" في دولة من الدول فإنها لا تعترف بوجود الآخر ولا تقبل بالحوار معه وتبالغ في إقصائه وعدم السماح له بالتعبير عن آرائه وأفكاره وخاصة إذا كانت أفكاره تضر وتتعارض مع مصالحها المعنوية والمادية.
    ولعل المثال الأبرز في جمهورية مصر العربية حاليا بعد انقلاب 30 يونيو وذلك عندما علت الأصوات بضرورة استبعاد كل الإسلاميين وإفناء أفكارهم وذواتهم ولا مجال لمخالف منهم في الحياة السياسية أو الاجتماعية لتمكين قيادة الانقلاب العسكرية من بسط نفوذها من جديد على الأوضاع المصرية.
    ولا يفوتنا أن نذكر بأننا قد حذرنا من خطر التوجهات الجديدة وذلك عندما ظهر على الساحة المصرية ذلك العسكري السيسي والمسيس ضد مصلحة شعبه مقابل مكرمة مشبوهة الأغراض والأهداف ما أدى إلى كشف سياسة السيسي العسكرية الانقلابية المتمثلة بالهيجان الذي يجتاح الشوارع المصرية منذ خمسة أشهر.
    هذا الهيجان الغاضب الذي يعم معظم شوارع المدن المصرية على الأوضاع المتردية وخاصة الأوضاع الاقتصادية التي كشفت عنها شركة الحديد والصلب المصرية عندما أعلنت مؤخرا عدم تمكنها من توزيع أرباح هذه السنة نظرًا للتدهور الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد بسبب عدم الاستقرار وتصاعد الاضطرابات .. معربة عن توقعها أن هذا التدهور يعتبر البداية لما هو أشد قسوة في المستقبل القريب.
    وحول نفس الموضوع طالب السيد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين للدستور المواطنين المصريين بالموافقة على الدستور الجديد لإنقاذ البلاد من المطب العميق الذي وقعت فيه.
    والحقيقة أن البلاد المصرية لم ولن تقع بإذن الله في المطبات التي تَحدّث عنها موسى الذي يطالب الشعب المصري بالموافقة على ما يرضيه ويرضي السيسي وعصابته، وموسى والسيسي وغيرهما يعرفون جيدا المطالب المشروعة التي يريدها الشعب المصري قبل الانقلاب العسكري، ما قام به السيسي لم تجن منه المحروسة سوى الاضطرابات والفتن اليومية في معظم المدن المصرية.
    والدوغمائية تستغل من قبل كبار المسؤولين في الأنظمة الديكتاتورية لغرض الترويج لفكرة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية مفيدة لترغيب المواطنين بها ثم بعد ذلك تصبح مفروضة لا يجوز مخالفتها لدى ذلك المجتمع الذي قام بالترويج لها إعلاميا بواسطة كبار المسؤولين في الوقت الذي تُبذل جهود كبيرة لتثبيتها وجعلها حقيقة لا تقبل التغيير أو المراجعة في ذلك المجتمع.
    وقد أخذت تنتشر وتسيطر "الدوغمائية" على الأفكار خاصة في المجتمعات العربية حيث تقوم الأنظمة بتسويق ونشر فكرة إعلامية دعائية لخدمة النظام قد تكون غير صحيحة أو مبالغًا فيها ولكن الهدف الترويج لها واعتمادها وإنكار غيرها بهدف ترسيخها على أنها حقيقة غير قابلة للجدل أو النقاش بهدف الاستفادة منها لصالح المسؤولين في تضخيم الأمور.
    وعلى سبيل المثال عندما يعلن أنصار "الدوغمائية" أن المشروع الفلاني في بلادهم سوف يدر أرباحًا قدرها 100 مليار دولار سنويا ولكن الحقيقة أنه لن يتعدى 50 مليار دولار في أحسن الأحوال مثلا .. ومع ذلك يظل كبار المسؤولين في ذلك النظام في صراع متواصل للدفاع بأن رأيهم هو الصحيح في ذلك المشروع.
    وربما تنطلق هذه "الدوغمائية" من اتهام يسوقه البعض إلى الآخرين ممن لا يشاركونهم نفس الأفكار أو المعتقدات ليبرهنوا بهذا الاتهام على أن رأيهم هو الأصلح من غيره والأقدر على قيادة العمل السياسي والتنموي على مستوى الدولة والوزارات وكل المؤسسات الكبيرة والصغيرة.
    وعلى مستوى الدول يتخذ الرؤساء في الدول الكبرى مواقف تنسجم مع مواقف دولهم ويبذلون كل ما لديهم إمكانيات سياسية وإعلامية وغيرها للترويج لموقفهم الذي يعتبرونه الصحيح ويدافعون عنه بقوة وصلابة ويحاولون إيهام غير المطلعين على مثل هذا الموقف بأنه الحقيقة ويستحيل التنازل عنه مهما كانت قوة المواقف الأخرى في إصابة الحقيقة.
    وتعمل العقلية "الدوغمائية" بصورة روتينية وفق نظام التقليد والامتثال والاجترار فينتج عنها تفكير اجتراري رتيب معروفة نتائجه مسبقا لدى المتابعين من رفيعي الثقافة السياسية بما لا يستدعي أية توقعات بإمكان حدوث أي تغيير أو تبديل ما يؤكد أن الإصرار على تأكيد هذه "الدوغمائية" من البعض يستند إلى القاعدة المستهدفة من وراء هذا الترويج قد تكون الفائدة من ذلك سياسية أو اقتصادية أو أية فائدة قد تعود على مثل تلك الدولة.
    كاتب قطري
    http://www.raya.com/news/pages/ca60c...4-f5dc488c6d57

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: الدوغمائية ومكانتها عربيًّا 1-2

    هذه طريقة تفكير ، مسيرة عمل، منهج ، علينا تغييره.
    شكرا لك.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. ‏السنة‬ ومكانتها في التشريع الإسلامي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-19-2014, 01:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •