إحياء علوم الدين
المؤلف
أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي
أهمية الكتاب
كتاب عجيب من كتب الدين الجامعة في علوم الشريعة و أعمال القلوب و لطائف التصوف و الأخلاق و التربية و الوعظ و الارشاد, وفيه من التأثير العجيب والفعل السريع في توجيه النفوس واصلاحها ، وفيه دراسة وافية لواقع المسلمين الاجتماعي من جوانبه المتعددة ، وفيه ذكر لقضية جهل المسلمين وقضية ترتيب الواجبات . أنار الغزالي الطريق للشعور باللذة الروحية وهي المعرفة من المعرفة بالله ومحبة الله والناس والصحب وأوضح طريق فقه النفوس وكيفية مداواوة عيوبها لترويضها على حب الخير . وفي الكتاب بيان لانحرافات الصوفية و التحذير منها و بيان الطريق المستقيم ، و أسهب الغزالي في الكلام على قواعد الأخلاق و قوانين المعاملة . والكتاب من أقدم مراجع فن التعليم و تأريخه ، وبالغ العلماء قديماً في الإعجاب بهذا الكتاب حتى قال الإمام النووي: كاد الإحياء أن يكون قرآناً ، و قال الشيخ الكازروني: لو محيت جميع العلوم لاستخرجت من الإحياء ، وقال علي السقاف: لو قلب أوراق الإحياء كافر لأسلم ففيه سر خفي يجذب القلوب شبه المغناطيس ، وقال صاحب كشف الظنون: وهو من أجمل كتب المواعظ و أعظمها حتى قيل فيه : إنه لو ذهبت كتب الإسلام و بقي الإحياء لأغنى عما ذهب. وقال د . القرضاوي عن الكتاب : لا يعرف كتاب بعد القرآن و الصحاح أثر في حياة المسلمين مثله .
منهج الـتأليف
تقسيم الكتاب وتبويبه كان دليلاً على براعة الغزالي ، فقسمه إلى أربعة أرباع : ربع العبادات و ربع العادات و ربع المهلكات و ربع المنجيات وكل ربع فيه عشرة كتب ، مع توشيح عبارات الكتاب بآيات القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم و أخبار الصحابة والتابعين و أقوال الحكماء و الأدباء و الشعراء و كلام مشائخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب و السنة وما ورد من أقوال الرسل و الأنبياء في الكتب القديمة. ونقل عن أبي طالب المكي من كتابه ( قوت القلوب) ومن كتب الحارث المحاسبي وكتاب (العزلة) للخطابي ، وجمع بعض المواضيع من جانب ولكنها فرقت و وزعت من جانب آخر .( وتراجع مقدمة المؤلف للاستزادة عن منهجه في تأليفه )
تحقيق الكتاب
خرَّج أحاديث الإحياء الإمام الحافظ العراقي في كتابه القيم ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار) ، مما قد يجعله صالحاً للانتفاع والقراءة. ومن تخاريجه لابن السبكي و الزبيدي، و ممن سهَّل تخاريجه أبو عبدالله محمود بن محمد الحدَّاد في ( استخراج تخاريج الأحاديث مرتباً عل الأبواب).
أبواب الكتاب
تقسيم الكتاب وتبويبه كان دليلاً على براعة الغزالي ، فقسمه إلى أربعة أرباع : ربع العبادات و ربع العادات و ربع المهلكات و ربع المنجيات وكل ربع فيه عشرة كتب < يصعب ذكر الموضوعات في مساحة بسيطة كهذه فليُراجع الكتاب فهو عظيم النفع جمّ الفائدة>
شروح الكتاب والعناية به
شرح العلامة الزبيدي الملقب بمرتضى كتاب ( إحياء علوم الدين) في عشرة مجلدات باسم ( إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ) وهو شرح واف وتحدث في مقدمته عن النقد الذي وجه إلى كتاب الإحياء و ناقش ذلك. --------- اختصر الشيخ / محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي ( إحياء علوم الدين) في جزئين موجزين بنفس ترتيبه وأسمى المختصر ( موعظة المتقين من إحياء علوم الدين) لكنه لم يستوف كتب الإحياء الأربعين ثم هذب طائفة من الجامعيين هذا المختصر باسم ( تهذيب موعظة المتقين من إحياء علوم الدين) --------- ألف الشيخ/ محمود علي قراعة ( الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي) فحافظ على المعاني كثيراً و أوضح وجهة نظره في عدد من الموضوعات وأوضح أفكاراً غامضة --------- ألف الشيخ/عبدالسلام هارون ( تهذيب إحياء علوم الدين) فاستخلص لباب الكتاب استخلاصاً مع الحرص الكامل على النص وحذف الأحاديث الموضوعة التي في الإحياء و ضبط نصوصاً اختارها وحققها وشرح وبين غامضها.--------- ومن المختصرات المتقدمة للإحياء : مختصر ابن الجوزي(منهاج القاصدين) لكنه لم يستوف كتب الإحياء الأربعين و اختصر هذا المختصر ابن قدامة المقدسي باسم(مختصر منهاج القاصدين) ، و مختصر الشيخ العجلوني و مختصر الشيخ أحمد الغزالي(أخي المؤلف) المسمى ( لباب الإحياء) ومختصر الشيخ محمد اليمني ومختصر الشيخ يحيى اليمني ومختصرا الشيخ الموصلي ومختصر الشيخ السيوطي ومختصر الشيخ البلالي - في نحو عشر حجمه-( الذي قال عنه السخاوي إنه أحسن المختصرات) , ومختصر (عين العلم) وشرح هذا المختصر الشيخ ملاّ علي القاري باسم(شرح عين العلم و زين الحلم) --------- كتب الشيخ/ صالح أحمد الشامي ( المهذب من إحياء علوم الدين) الذي هو نسخة مصغرة من الإحياء مع تنقيته من المشوهات --------- اختصره الشيخ / أحمد محمد عساف باسم(بغية الطالبين من إحياء علوم الدين) مع المحافظة على الروح الفعالية الحقيقية التي أرادها المؤلف مع تركيز على بعض الأبواب.
نقد الكتاب
حشا المؤلف الكتاب بالأحاديث الموضوعة و الضعيفة الواهية التي استدل بها ، ومن النقد للكتاب ذكره أغاليط الصوفية وترهاتهم وحكاياتهم غير الصحيحة وكذلك عدد من المجازفات والعثرات ، وكذلك من النقد للكتاب خلطه ببعض المعارف الفلسفية وكلاماً من جنس كلام الإلحاد وفيه من ضلالات العقائد و العبادات و الأخلاق . وتحدث العلامة الزبيدي الملقب بمرتضى في مقدمة شرحه لكتاب ( إحياء علوم الدين) عن النقد الذي وجه إلى كتاب الإحياء و ناقش ذلك. وممن نقده عبدالغافر الفارس المؤرخ و محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة باسم ( هذا إماتة علوم الدين) .
مقالة عن نقد الكتاب في موقع الساحة العربية :
http://209.39.13.51:81/sahat?14@226.GIVsalswWgy^1@.eea8251