منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

العرض المتطور

  1. #1

    الخيط والإبرة .. مجموعة قصصية ...

    العود أحمد
    ... فما إن رأوه مقبلا عليهم، حتى حثوا أنفسهم على ملاقاته مصافحين إياه بحرارة، ومعانقين له باشتياق، وسائلين عن سبب غيابه وعما تقلب فيه من الأحوال، بعدما طال به وبهم الإنتظار، وامتد بينهم حبل النأي والإفتقار، وبعد أن اشتد عليهم وعليه ظمأ الفراق والحنين مضطرين جميعا، وليس بمحض الإختيار ...
    عهدوه يوم غاب عنهم مكرها بشعر لامع منساب كشلال شديد السواد، فإذا هم به وقد حل بينهم من جديد مشتعل الرأس بالبياض، وألفوا رؤيته قبيل مفارقته لهم غصبا منتصب القامة يمشي، لكنه عاد إليهم منحني الظهر يدب على ثلاث، ثم إنهم اعتادوا النظر إليه في ما مضى سليما معافى، فإذا به اليوم بينهم سقيما هزيلا ببصر ضعيف وسمع ثقيل، وهو ذات الرجل الذي لم يعرفوه قبيل اختفائه إلا جهير الصوت صافي النبرة، لكنه آب إليهم بصوت مهموس، تكاد أسماعهم تخطئه من شدة الهمس ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  2. #2
    الإنتظار
    ... فما إن فرغوا من جمع الوثائق المطلوبة منهم، سيرا على القدم والرأس، حتى أتوا من فورهم لمقابلة المدير في مكتبه الخاص وكأنهم قد دعوا إلى حفل العرس، وبعضهم يمني بعضا بقضاء الحاجة وبنسيان تعب الأمس، فدخلوا المؤسسة وبأيديهم ما احتطبوه من إدارات عدة بمشقة النفس، وقد طردوا من أفئدتهم ما خلصوا إليه من الحسرة الشديدة وقمة اليأس، وظنوا أن عقولهم قد صفت وعادت إليهم أخيرا بريئة من السقم والبأس، وحسبوا أن أدمغتهم قد شفيت تماما من صداع الرأس ...
    قامت لاستقبالهم مرحبة بهم رئيسة ديوانه، فطلبت الإنتظار منهم في قاعة الضيوف إلى حين فراغه من بعض شؤونه، ثم إنها وعدتهم بإخباره عن طلبهم مقابلته في حينه، فما كان منهم إلا أن شكروا لها ما جادت به عليهم في أوانه، ولم تكن إلا بضع خطوات حتى وجدوا أنفسهم قد التزموا أماكنهم مرتقبين حلول وقت أذانه ...
    طال عليهم أمد الإنتظار، وملوا من قراءة ما ورد في الجرائد من قصاصات الأخبار، وما اشتملت عليه من المقالات الطوال والقصار، فنظر بعضهم إلى بعض مستائين مما يجري على مرأى ومسمع وفي وضح النهار، ثم إنهم ألقوا إلى الساعة المصلوبة على الجدران بالأبصار، فنفذ صبرهم وكادت أنفسهم الأمارة بالسوء أن تفقدهم السكينة والوقار ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  3. #3
    الشاهد

    ... ثم إنه لم ير يوما إلا عصي الدمع شيمته الصبر، ولم يسمع منه أحد أي شكوى مما ناله منه القهر، وحتى آثار الحزن الشديد لم يجد لها المبصر رسما قط على محياه، وكذلك لم يطلع على جرح الألم الذي حفر في نفسه عميقا أحد سواه، ولم يكشف لأحد كي الظلم الذي وشم فؤاده وأدماه ...
    كان صبيا سعيدا في زمن مضى يسعى بين والديه، وكانت أمه تشفق كثيرا عليه، وتضطرب عيناها بالدمع الشجي كلما نظرت إليه، أما أبوه فظل يواري خشيته من فراق ابنه في يوم قادم لا يستطيع له تحديدا، لكنه يشعر كل لحظة باقترابه ولا يراه بعيدا ...
    شب الصبي فصار يعد من أقرانه الفتيان، وسرعان ما حل اليوم المجهول ليشهد الفتى هلاك أمه وأبيه في ذات الآن، وليقرأ ببصره وسمعه فاتحة الأحزان، ثم ليعاين هدم البيت الذي قضى فيه صباه، ويحضر تحطيم الأشجار وردم البئر وكل الذي أبوه بناه، فلم يكن بصره ليخطئ ما أتى فجأة وغدرا على الأغراس والعشب الأخضر من دوس وقطع، وتهشيم وقلع، ولم يكن ليعمى عما زحف مدمرا على أرض أجداده من حفر وجرف وإغراق، وتسميم وقصف وإحراق، ثم إن أذنيه لم يكن ليطبق عليهما الصمم، وقد اجتاح سمعه الأنين والصراخ والألم، وعصف به هدير الجرافات في ليلة شبت فيها الظلم ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  4. #4
    على الرابط التالي
    ... وأخيرا وبعد جهد جهيد، وبعد مضي وقت أنفقه غير قصير، عثر على ما كان يبحث عنه، فاستبشر خيرا وقر عينا بما وجد، ثم إنه سارع إلى أخذ ورقة صغيرة وقلم، فخط حروفا قليلة، وحرص على الإحتفاظ بها في مكان آمن عصي على النسيان ...
    لم يكن ما اهتدى إليه بعد طول بحث وتنقيب بالأمر الهين، ولا من قبيل ما يزهد فيه، ولا حتى بالشأن الذي لا يحفل به، بل كان ما ظفر به عملة نادرة، وضالة ذات قيمة بالغة بالنسبة إليه، بل كان عزاء له في ما يعانيه من مكابدات، ويتقلب فيه من أحوال عسيرة في ظرفه الراهن ...
    أخذ يقرأ بشوق وحنين، ويتلقى بروية وتأمل ما أفضى به إليه ذلك الرابط، وهو لا يصدق ما تقع عليه عيناه من كلمات، وما ينبعث منها حيا في ذهنه ومخيلته، فإذا به يحس قشعريرة تسري ببطء في جسده، وخيل إليه ما ولى وانقضى من حياته يسعى بين يديه ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  5. #5
    إلى إشعار آخر
    ... فكم انتظروا ذلك اليوم بفارغ الصبر، وكم أمسوا وأصبحوا يعدون ما تبقى من الأيام والليالي بينهم وبين الموعد، الذي ضرب لهم منذ زمن، وعندما حل يوم الحسم ضيفا بينهم، توجعوا فرادى وجماعات إلى حيث دعوا لعقد الإجتماع بهم، فلم يتخلف منهم أحد، إذ حرصوا على حضور ساعة الفصل دون تردد أو إبطاء ...
    قدموا قصد المشاركة بهمة عالية، فكانت خطاهم حثيثة وهم في طريقهم إلى حيث المكان المعلوم، وشاهدة على صدق عزمهم الأكيد، فطمحوا إلى إنجاح اللقاء وبلوغ الغاية من عقده، وأجالوا في أذهانهم ما حلموا به كثيرا، وترقبوا حدوثه قبل أن يجتمعوا ...
    لم يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم وتعذر عليهم تدارك الأمر وتجاوز المانع، إذ استقرت أعينهم على لوحة كتب عليها: تأجل عقد اللقاء إلى إشعار آخر ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  6. #6
    الغصة

    ... ثم إن ذكرى ذلك الحدث الأليم القديم، كلما انبعثت من جديد، وهي تسعى بآثارها الدامية في نفسه هدما وتمزيقا، إلا وجد لها في فؤاده نبضا حارقا، وفي سمعه أحس لها صوتا طارقا، وجرى على إثرها من عينيه دمعا حارا دافقا ...
    ففي يوم ولى من حياته ولن يعود، ظل في حال عصيبة لا يحسد عليها، إذ رأى ما تشيب له الولدان، وسمع ما لم يخطر له يوما، وما لم يكن لديه في الحسبان، فتبادر إلى ذهنه يومها أنه يقرأ جريمة شنيعة منكرة بلا عنوان ...
    بكى ساعة وقوع الحادث الدامي بكاء شديدا، ونزف قلبه ألما على ألم وقهرا مزيدا، فجمدت تفاصيل المشهد المرعب الدم في عروقه، قبل أن تنحت جراحا غائرة جامدة في ذهنه دون حراك، ولم تمهله سطوة ما يجري أمام عينيه أن يسأل نفسه: ما الذي دهاك؟ ولم يمكنه ما بطش بسمعه عنيفا، من صراخ الضحايا المكلومين، ونهش منكر الأصوات الجائرة الغاصبة، من استعادة توازنه المفقود في دوامة ذلك الدمار غير المعهود ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  7. #7
    امر من هنا واقرا بعضا من ابداعات اخ عزيز احترمه
    لي عودة مع بقية النصوص
    وفقك الله واهلا بك معنا اشتقنا لحرفك البهي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك أختي الكريمة
    ريمه الخاني
    ورحمته جل جلاله وبركاته
    وبعد ...
    لك غيث الشكر وفيض التقدير على جميل إطلالتك المشرقة في هذه الرحاب القصصية السنية، وأسأل من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، وفي كل حرف عربي أصيل نخطه باليمين ...
    حياك الله
    أبو شامة المغربي - عبد الفتاح أفكوح
    aghanime@hotmail.com

  9. #9
    سرقة أدبية
    ... فحدث نفسه بقوله: ... وأنا على يقين بأن أمري لن ينكشف بين الكتاب والقراء، وما علي إلا أن أبذل كل ما في وسعي لأطمس أي أثر من شأنه أن يكون سببا في افتضاحي بينهم، وحتما سيحالفني التوفيق في سعيي، الذي لن أجد له شاكرا على أي حال سواي، ومن هم على شاكلتي يقتفون ما أقتفي ...
    أرخى سدول السطو على ما ليس له، وهان عليه أن يمد يده غاصبا إلى ما لم يبذل من أجل تحقيقه جهدا، وسولت له نفسه سرقة ما لم ينفق في سبيله وقتا، فانكب ناهما على ما بين يديه بالنسخ واللصق، وهو لا يحفل بما يمتصه من دماء الكتاب، ولا يلقي بالا إلى عنوانه، ولا يهتم حتى باسم صاحبه، فالوقت من ذهب، حدث بها نفسه، وفي عرفه ما خاب من نهب ...
    أتى بسطوه على الكتاب برمته، وانتقى له بعد فراغه من رص فقراته وفصوله عنوانا رنانا طلبا لشهرته، ثم أسرع به إلى دار النشر مزهوا بفرحته، وترك لمديرها واسع النظر في تصميم الغلاف وصورته وشكله، ومنحه في ذات الوقت كامل الإختيار في زخرفة اسمه الشخصي الثلاثي حفاظا على سمعته، وخول له إعمال الرأي وتمام التصرف في إخراج وتنميق أولى طبعاته ...
    أصبح الكتاب بعد أيام مطبوعا، وموزعا، ومعروضا في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظل لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفا معززا مكرما يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد رواد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بها، أن يقفوا مليا أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءون دون عجلة من أمرهم: سرقة أدبية ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  10. #10
    الجدار
    ... ثم إن الغدر حيكت خيوطه السوداء ليلا، وبيت أهله المؤامرة والمكر سرا، فكان لاجتهادهم في ما حاكوه وبيتوه فنونا شتى يندى لها الجبين، فلم يستحوا وقست قلوبهم واسودت كالقطران، وصنعوا ما زينه لهم الشيطان بزخرفه، وكادوا يضاهون بصنيعهم ما أشار موسوسا عليهم به ...
    أسفر الصبح، فبدت عتمة ما يلفظونه خبيثا من أفواههم جلية في ما بينهم، وأفصح جرمهم عن بشاعة ما يضمرون، وأصبح من ينظرون إليهم بعين العداوة والحقد والحسد، وقد وجدوا أمامهم جدارا قائما قد تم نصبه، وعلا فاصلا في ما بينهم بأيدي المتآمرين عليهم، ممن حسبوا كل الخير لأنفسهم في ما مكروه، وظنوا الفوز كل الفوز وعظم قدر الغنيمة في ما غرسوه، فظنوا أن الجدار الذي بنوه سيظل حائلا منيعا ...
    اتخذوه حماية لأنفسهم في ما يزعمون من أعداء هم الذين صنعوهم، وشيدوه صدا في ما يدعون لعداوة هم من أوقد وأجج نارها، ثم إنهم أرادوه حجابا لمواراة وجوه يكرهون النظر إليها، ولمنع أياد من الإمتداد يمقتون مصافحتها ...
    حتى إذا طال عليهم الأمد خلف الجدار، وضاقت عليهم أنفسهم بما رحبت من الضلال والشقاء، وتفجرت أفئدتهم بما انطوت عليه من ظلمات الإثم وشناعة العدوان، أيقنوا أن لا عدو لهم في هذه الدنيا غير إبليس ولا أحد ثاني سواهم، وأدركوا أن العداوة سم يجري في عروقهم بدل الدماء، وأن الجدار الذي أقاموه فرحين، لم يوار إلا أوجههم المنكرة بأثر ما تخفي صدورهم، ولم يحجب غير أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة قصصية /السر المفقود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-16-2016, 05:37 PM
  2. لوليام سارويان و مجموعة قصصية مدهشة
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 02:43 AM
  3. صدور مجموعة قصصية مشتركة
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-15-2012, 05:39 AM
  4. مجموعة قصصية جديدة/الهالوك
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 04:18 PM
  5. تاريخ جرح مجموعة قصصية رائدة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-29-2007, 08:02 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •