شِعري
****
شعر / صبري الصبري
************
الشعر عندي كالهوا والماءِ
هو زاد فكري بالحياةِ .. غذائي
هو سيف بطشي بالعدو .. هديتي
لمن استحق من الورى إهدائي
فالشعر بالزمن العصيب وسيلتي
لبلوغ قصدي واستماع ندائي
والشعر بالوقت البهيج مسرتي
في فرحتي بقصيدتي وغنائي
والشعر في وقع المآسي عبرتي
أبكي به في ساعة الضرَّاءِ
فهو الصديق على الدوام بعيشتي
نعم الرفيق على مدى الآناءِ
تعبير روحي وانسجام سريرتي
ومشاعري في مرتقى العلياءِ
إن قلت هيا للقريض يحفني
بحضوره في همة النجباءِ
وإذا أردت من القوافي همسها
همست إلىَّ بهمسة الفصحاءِ
وإذا الضروب أو الحروف دعوتها
لبَّت وجاءت في سريع لقاءِ
شعري كلامي للأنام بنصه
صدق الحديث بأحرف الإملاءِ
للأمة الكبرى حسامٌ مشهرٌ
في وجه غدر مكائد الأعداءِ
سخرته للحق دوما أبتغي
أجري من المعبود ذي الآلاءِ
سبحانه وهب الأنام مواهبا
شتى تفيض برحمة وضياءِ
فلأمتي كنت المدافع عن حمى
داسته هجمة عصبة الغرباءِ
غصبوا فلسطين الحبيبة قدسها
عاني وعانت قبضة الظلماءِ
وكذا بلاد المسلمين جميعها
عندي سواء في عموم ولاءِ
إنْ أنَّ قطرٌ بالأنين توجَّعَت
أبيات شعري في أسى وبكاءِ
أو بشَّ وجهٌ بالسرور بوجهةٍ
هشَّ القصيد ببهجة السرَّاءِ
أو غط قومي بالسبات هززتهم
بالشعر صبحا أو بوقت مساءِ
فالشعر عندي للجميع كخادم
يقظ يقوم بكافة الأشياءِ
أو كالطبيب مع السقيم إذا رأى
سقما يداوي فاتك الأدواءِ
فهو التزامي بالهداية منهجا
حقا بنور شريعة سمحاءِ
صلى الإلهُ على النبي وآله
ما شق فلكٌ صفحةً من ماءِ !!