رد: الغناء الماجن حرام شرعاً
جزاكِ الله كل خير أختنا العزيزة
موضوع الغناء والمعازف مختلف فيه ..في فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله مباحة..وهذه هي الفتوى بنصها والله أعلم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فإن حكم تعلُّم الموسيقى مترتب على حكم سماعها ، وقد اختلف العلماء في حكم سماع الآلات الموسيقية بين مجيز ومانع ، ورجح الشيخ محمود شلتوت عدم تحريم سماع الموسيقى إلا إذا استُعين بها على محرم، أو اتُّخِذت وسيلةً إلى محرم، أو ألْهَت عن واجب .
يقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
الأصل الذي أرجو أن يُتنبَّه إليه في هذا الشأن وأمثاله، مما يختلفون في حِلِّهِ وحُرمته، هو أن الله خلَق الإنسان بغريزة يَميل بها إلى المستلذات والطيبات التي يَجِدُ لها أثرًا طيبًا في نفسه، به يهدأ، وبه يرتاح، وبه ينشط، وبه تسكن جوارحه؛ فتراه ينشرح بالمناظر الجميلة، كالخُضرة المُنَسَّقَة والماء الصافي الذي تلعب أمواجه، والوجه الحسَن الذي تنْبسط أساريرُه، ينشرح صدرُه بالروائح الزكيَّة التي تُحدث خِفَّةً في الجسم والروح، وينشرح صدره بلَمْسِ النُّعومة التي لا خُشونة فيها، وينشرح صدره بلذَّة المَعرفة في الكشف عن مجهول مَخْبُوءٍ، وتراه بعد هذا مَطبوعًا على غريزة الحب لمُشتهيات الحياة وزينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرْث.
الشرائع لا تَقضي على الغرائز بل تنظمها :
ولعلَّ قيام الإنسان بمُهمته في هذه الحياة ما كانت لِتَتِمَّ على الوجه الذي لأجله خلَقه الله إلا إذا كان ذا عاطفة غريزية، تُوجهه نحو المشتهيات، وتلك المُتَع التي خلقها الله معه في الحياة، فيأخذ منها القدْر الذي يحتاجه وينفعه، ومن هنا قضت الحِكمة الإلهية أن يُخلق الإنسان بتلك العاطفة، وصار من غير المعقول أن يَطلب الله منه ـ بعد أن خلَقه هذا الخلْق، وأودع فيه لحِكمته السامية هذه العاطفة ـ نزْعها أو إِمَاتتها أو مُكافحتها في أصلها، وبذلك لا يُمكن أن يكون من أهداف الشرائع السماوية ـ في أيِّ مرحلة من مراحل الإنسانية ـ طلبُ القضاء على هذه الغريزة الطبيعية، التي لابد منها في هذه الحياة .
نعم، للشرائع السماوية بإِزاءِ هذه العاطفة مَطلب آخر، يتلخص في كبْح الجماح ومعناه: مكافحة الغريزة عن الحدِّ الذي يَنسى به الإنسان واجباتِه، أو يُفسد عليه أخلاقه، أو يَحول بينه وبين أعمال هي له في الحياة ألْزمُ، وعليه أوجب .
التوسُّط أصلٌ عظيم في الإسلام :
ذلك هو موقفُ الشرائع السماوية مِن الغريزة، وهو موقف الاعتدال والقَصْد، لا موقف الإفْراط، ولا مَوقف التفريط، هو موقف التنظيم، لا موقف الإماتة والانتزاع. هذا أصلٌ يجب أن يُفهم، ويجب أن تُوزَن به أهداف الشريعة السماوية، وقد أشار إليه القرآن في كثير من الجُزئيات (ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ). (يا بَنِي آدمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا). (واقْصِدْ فِي مَشْيِكَ واغْضُضْ مِن صَوْتِكَ) .
وإذنْ فالشريعة تُوجِّه الإنسان في مُقتضيات الغريزة إلى الحدِّ الوسَط، فهي لم تنزل لانتزاع غريزة حُبِّ المال، إنما نزلت بتَعديلها على الوجه الذي لا جشَع فيه ولا إسراف، وهي لم تنزل لانتزاع الغريزة في حُبِّ المناظر الطيبة، ولا المسموعات المستلذة، وإنما نزلت بتهذيبها وتعديلها على ما لا ضرر فيه ولا شر. وهي لم تنزل لانتزاع غريزة الحُزن، وإنما نزلت بتعديلها على الوجه الذي لا هلَع فيه ولا جزَع. وهكذا وقفت الشريعة السماوية بالنسبة لسائر الغرائز .
وقد كلَّف الله العقل ـ الذي هو حُجته على عباده ـ بتنظيمها على الوجه الذي جاء به شرْعه ودينه، فإذا مال الإنسان إلى سماع الصوت الحسن، أو النغم المستلذ من حيوان أو إنسان، أو آلة كيفما كانت، أو مالَ إلى تعلُّم شيء من ذلك، فقد أدَّى للعاطفة حقَّها، وإذا ما وقف بها مع هذا عند الحدِّ الذي لا يصرفه عن الواجبات الدينية، أو الأخلاق الكريمة، أو المكانة التي تتَّفِق ومركزه، كان بذلك مُنظمًا لغريزته، سائرًا بها في الطريق السوي، وكان مَرْضِيًّا عند الله وعند الناس.
بهذا البيان يتَّضِح أن موقف الشاب في تعلُّم الموسيقى ـ مع حرصه الشديد على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها وعلى أعماله المكلف بها ـ موقف ـ كما قلنا ـ نابعٌ من الغريزة التي حكَمها العقل بشرع الله وحكمه، فنزلت على إرادته، وهذا هو أسمى ما تطلبه الشرائع السماوية من الناس في هذه الحياة.
رأْي الفقهاء في السماع:
ولقد كنتُ أرى أن هذا القدْر كافٍ في معرفة حكم الشرع في الموسيقى، وفي سائر ما يُحب الإنسان ويهوَى بمقتضى غريزته، لولا أن كثيرًا من الناس لا يكتفون، بل ربما لا يؤمنون بهذا النوع من التوجيه في معرفة الحلال والحرام، وإنما يقنعهم عرض ما قيل في الكتب وأُثِر عن الفقهاء.
وإذا كان ولابد فليعلموا أن الفقهاء اتفقوا على إباحة السماع في إثارة الشوق إلى الحج، وفي تحريض الغُزاة على القتال، وفي مناسبات السرور المألوفة كالعيد، والعُرس، وقُدوم الغائب وما إليها. ورأيناهم فيما وراء ذلك على رأيينِ:
يُقرر أحدهما الحُرْمة، ويستند إلى أحاديث وآثار، ويُقرر الآخر الحِلِّ، ويستند ـ كذلك ـ إلى أحاديث وآثار، وكان من قول القائلين بالحِلِّ: "إنه ليس في كتاب الله، ولا سُنة رسوله، ولا في مَعقولهما مِن القياس والاستدلال، ما يقتضي تحريم مُجرد سماع الأصوات الطيبة المَوزونة مع آلة من الآلات"، وقد تعقَّبوا جميع أدلة القائلين بالحُرمة وقالوا: إنه لم يصحَّ منها شيء.
رأْي الشيخ النابلسي:
وقد قرأت في هذا الموضوع لأحد فقهاء القرن الحادي عشر المَعروفين بالورَع والتقوى رسالة هي: "إيضاح الدلالات في سماع الآلات". للشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي، قرر فيها أن الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم ـ على فرض صحتها ـ مُقيدة بذكر الملاهي، وبذكر الخمر والقيْنات، والفسوق والفجور، ولا يكاد حديث يخلو من ذلك. وعليه كان الحُكم عنده في سماع الأصوات والآلات المُطرِبة أنه إذا اقترن بشيء من المُحرَّمات، أو اتُّخذ وسيلةً للمُحرَّمات، أو أَوقعَ في المحرمات كان حرامًا، وأنه إذا سلِم من كل ذلك كان مباحًا في حضوره وسماعه وتعلُّمه. وقد نُقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم عن كثير من الصحابة والتابعين والأئمة والفقهاء أنهم كانوا يسمعون، ويحضرون مجالس السماع البريئة من المجون والمُحرَّم. وذهب إلى مثل هذا كثير من الفقهاء، وهو يُوافق تمامًا في المغزى والنتيجة الأصل الذي قرَّرناهُ في موقف الشريعة بالنسبة للغرائز الطبيعية.
الأصل في السماع الحِلُّ والحُرْمة عارضة :
وإذن فسماع الآلات، ذات النغمات أو الأصوات الجميلة، لا يُمكن أن يحرم باعتباره صوت آلة، أو صوت إنسان، أو صوت حيوان، وإنما يُحرم إذا استُعين به على محرم، أو اتُّخِذ وسيلةً إلى محرم، أو ألْهَى عن واجب.
وهكذا يجب أن يعلم الناس حُكم الله في مثل هذه الشئون. ونرجو بعد ذلك ألا نسمع القول يُلقى جُزافًا في التحليل والتحريم؛ فإن تحريم ما لم يُحرمه الله أو تحليل ما حرَّمه الله كلاهما افتراء وقوْل على الله بغير علم: (قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلطَانًا وأنْ تَقُولُوا علَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ). (الآية: 33 من سورة الأعراف).
والله أعلم .
المصدر موقع islamonline
وهذا رابط الموضوع
http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar
http://www.mido-zone.com/vb/mido14/misc/progress.gif
رد: الغناء الماجن حرام شرعاً
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك ياأخت هبة على إهتمامك، وأحب أن أنبهك أن هناك قاعدة الفقهية تقول" لاإجتهاد مع النص". إذن إن كان هناك نص واضح ولا إلتباس فيه، قد طبقه السلف الصالح. فلو اجتمعت آراء علماء الأزهر كلهم (( و لعلمك أن من علماء الأزهر من أفتى أن الجدار الذي تبنيه مصر لحصار وخنق غزة هو شرعي)) أقول لو اجتمعت آراء علماء الأزهر كلهم ومن والاهم، فلا يجب أن نؤمن بفتواهم بوجود النص الشرعي الواضح الدلالة والموجود في "صحيح البخاري":
روى البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في أمتي قوم يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف"
فالمراد بالحِر هو الفرج، أي الزنا. ومعنى يستحلون: إما أنهم يفعلون هذه المحرمات فعل المستحل لها بحيث يكثرون منها ولايتحرجون من فعلها. وإما أنهم يعتقدون حلِّيتها، وقد يكون هذا بفعل فتيا ضالة من اصحاب الأهواء.
ودلالة هذا الحديث على التحريم دلالة قطعية ولو لم يَرِد في المعازف سوى هذا الحديث؛ لكان هذا كافياُ في التحريم، وخاصة في نوع الغناء الذي يعرفه الناس اليوم، هذا الغناء الذي مادته ألفاظ الفحش والبذاءة والتحريض على الزنا، وقد قال تعالى:" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم".... ووجهة دليل الحديث على الحرمة هو قوله صلى الله عليه وسلم:" يستحلون" ، فإن لم تكن هذه الأشياء محرمة لما كان لقوله: "يستحلون" من معنى يذكر.
وحديث ثاني رواه إبن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جلس إلى قينة (مغنية) يسمع منها صب في أذنيه الأنك ( الرصاص المذاب) يوم القيامة.
وحديث ثالث رواه الترمذي في نوادر الأصول مرفوعاً من حيث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين، فقيل وما الروحانيين يارسول الله؟ قال: قراء أهل الجنة". منقول عن كتاب العزف والغناء حرام لأبي بكر الجزائري.
منذ أربعين سنة 1968 حين أكرمني الله باعتناق الإسلام، كنت أقرأ القرآن، فمر معي في سورة النجم قوله تعالى: " أزفت الآزفة* ليس لها من دون الله كاشفة* أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولاتبكون* وأنتم سامدون" وقرأت تفسيرها أن: عكرمة روى عن إبن عباس رضي الله عنهما: السمود هو الغناء بلغة حِمْيَر، وهي إحدى القبائل العربية، قال: يقال: إسمدي لنا يافلانة أي غني لنا.... فكنت عندما أقرأ الآيات من سورة النجم تحكي عن حتمية يوم القيامة وحال الناس العابثة اللاهية حين تقوم! كنت أتساءل كيف سيمر ذكر القيامة على معظم الناس وهم لايتأثرون من أهوالها المنتظرة، بل كلهم يضحكون وهم يتمتعون بالغناء؟!
ولكن بعد إنتشار التليفزيونات في كل البيوت وإدمان معظم الناس على سماع الغناء والإبتهاج به، وإعراضهم عنا أهل الذكر حين نُذَّكرُهم بيوم القيامة، فلا تهتز في بدنهم شعرة لذكرها؛... فهمت تلك الآية، وأنا كلما أمر بها أبكي لفرحة الإطمئنان التي تُخَلِّف في نفسي سعادة مابعدها سعادة! وأقول في نفسي: "الحمد لله الذي شفاني مما ابتلى به كثيراُ غيري"... فأنا ولله الحمد لاأسمع الغناء منذ عرفت الحق، مع العلم أنني كنت من أشد الناس ولعاً بالغناء أسمعه وأغنيه!!! وأصبح ربيع قلبي وسرور نفسي بدلاً عنه تلاوة وسماع القرآن وحفظه، وأحياناً الأناشيد الدينية أو مشاهدة كل ماهو حلال ومحترم وبعيد عن البذاءة من البرامج التليفزيونية. وقد أعطاني ذلك سعادة حقيقية دائمة، وطمأنينة لاينتابها بين الحين والآخر، ذلك الغم الذي كان ينتابني حين كنت أستمع للغناء... جربوا واحكموا بأنفسكم.
ياأختي كائناً من كنت هبة أو من تسمي نفسها هبة، إن أردت تفاصيل موسعة وأحاديث ونصوص وآيات وبراهين أكثر، بشأن هذا الموضوع، فما عليك سوى طلب الكتاب الذي ذكرتُه في بداية المقال، من المكاتب في جدة، الذي جمع فيه السيد أبي بكر الجزائري كل الأحاديث والآيات وآراء علماء السلف الصالح التي تُثبِت حرمة الغناء. عافى الله أمة محمد جميعاً من هذا البلاء.
|
|
|
|
|