هزيمة الذات

هزيمة الذات
--------------------------------------------------------------------------------
مامعنى هزيمة الذات؟
هي سيطرة جوانب الضعف البشري على النفس والتواني عن مقاومتها والتغلب عليها وعدم الارتقاء بها...وهذا امر جبلي في الانسان..وقد ذكر ذلك في عدة آيات في القران الكريم.."وخلق الانسان ضعيفاَ"جهول...ظلوم ...عجول...قتور...أكثر شيء جدلا...لربه لكنود...لحب الخير لشديد..يطغى اذا استغنى..هذه بعض صفات الهزيمة فينا..والتي تحول بين الانسان وبين نجاحه...وإن سبب فشلنا في التأثير علىالاخرين هوفشلنا في إدارة ذواتنا من الداخلورضائنا بما فيها من خلل..وعوج
تبلد في الناس حب الكفاح ومالوا لكسب وعيش رتيب
يكاد يزعزع من همتي سدور الامين وعزم المريب
ميادين الهزيمة
1_مع النفس:
وتؤدي الى تعطيل كثير من القوى والطاقات والنعم التى وهبها الله لنا..والاستسلام لليأس والهزيمة وجمود الآفكار والمواهب..
2-مع المجتمع:
عندما يبدأ الإنسان في إتخاذ قرار التغيير فإنه يصادف أصناف من المثبطين والساحبين إلى الوراء..وقد يواجه نقدا لاذعا أو كلمة جارحة أو ايذاء في النفس والمال...وقد لاقى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم صنوفا من التنكيل وعبارت الشتم والايذاء
لاكن ماذا كان موقفه؟؟؟
اترك لكم الاجابة
مظاهر الهزيمة:1-ضعف الثبات وسرعة التقلب من حال الى حال:
وهذا مانراه واضحاً في كثير من شبابنا..نجد فيهم ضعف أمام تيار الشهوات والملذات وكل مايدمر أفكارهم ويزعزع عقيدتهم..
أين صبغة اللة؟
التي يصطبغ بها الطائعون المحبون...وتكون هوية لهم يحملونها في كل مكان ويفتخرون بها.."صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون"
فإن ديننا ليس مجال للسخرية مارضيناه اتبعناه..وماخالف هوانا تركناه..
أعدكم بإكمال حديثي فيما بعد..
2-التنازل عن المبادئ:
فلننظؤ لموقف الرسول عليه الصلاة والسلام..عندما قال له الوليدإن ترد مالا جمعنا لك مالا لتكون أغنى اهل مكة،فقال عليه الصلاة والسلام كلمته التي هي مثال الثبات على الحق والاعتزاز به مهما كانت الاغراءات ومهما لمعت الدنيا أمامه ببريقها وزخرفها.."والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لا أتركه،أو أهلك دونه:
البدر والشمس في كفيك لو نزلت مأطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولاكن فيك ملحمة يذوب في ساحة مليون جبار
3-ضعف العزيمة على الخير:
يقول تعالى "قل إن كنتم تحبون االله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"
4- التردد في لاستجابة:
"ياأيها اللذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول وإعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
5-الضعف في مواجهة المجتمع:
6-كثرة الاختلاط بالمنهزمين وسرعة التأثر بهم:
والرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من خالط المثبطين من المشركين والمنافقين واليهود والنصارى لاكنه كان مؤثرا لا متأثراً...
7- السلبية في التغيير:
هناك قصة احب اذكرها هنا...
فتاة سعودية تدرس في احدى الجامعات بالمملكة تقول في احدى المحاضرات والاستاذة بريطانية وكان الدرس يستلزم شرح بالصوت والصورة..وبأت في الشرح ثم على صوت الموسيقى في أرجاء القاعةوالجميع مستسلم..ثم قامت إحداهن وطلبت من المعلمة إقفال الصوت ..لاكنها أبتوقالت من أرادت الاكمال تبقى ومن ألرادت الخروج فلتخرج..وخرجت تلك الطالبة وتركتهم..
وبعد إنتهاء المحاضرة جئتها وقلت لها:لقد خرجت من القاعة وأنت عزيزة رافعة راسك...ونحن بقينا ذليلات لوحدة كافرة..
لن يعود لنا مجدنا وحضارتنا ونحن أذلاء لغيرنا .ومدمنا دمى يتحكموا فينا كيف شاءوا وأبنائنا في الشوارع وكأنه يحمل شجرة فوق رأسه..وبناتنا تترقبن كل جديد وجميل من خلف الشاشات..
أسباب هزيمة الذات:
1-ضعف الايمان:
كثيرا ماتمر على الانسان مواقف يختبر الله فيها قوة إيمانه ومدى عزيمته وصموده أما شهواته وملذاته ومقاومته لنفسه الامارة بالسوء فيعجز ويضعف..ولايستطيع أن ينكر منكراً أويأمر بمعروف ونحن غافلون ان هذا هو سبب فلاحنا ونجاحنا في الدنيا والاخرةيقول تعالىولتكن منكم أمةيدعون الى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأؤلئك هم المفلحون"
2- التغافل عن سنن الله الكونية بأن النصرة والتأييد والغلبة لعباده المتقين:
"والعاقبة للمتقين"
فمن يقدم الخير يجده...حتى إن لم يجد مارامه فعلا ً..فيكفيه شرف المحاولة ومن يكن مع الله فإن الله سيرعاه ويؤيده ويظهر الحق على يده"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"
3-التعلق بالدنيا وحب العاجلة وتناسي وجود يوم للحساب والجزاء:
والركون الى الدنيا..والتثاقل اليها"ياايها لذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله إثاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة إلا قليل"
4- مجاراة الناس فيما إعتادوا عليه ووضعردودهم في عين الاعتبار.
5-ضعف التربية مما يولد شخصية الامعة:
فيكون الانسان مقلد لا يبتكر ولايطور شيء من حوله..فالتقليد الاعمى والانصهار المسرف في شخصية الاخرين وأد للمواهب وقتل للإرادة وإلغاء للتميز..
6- الرواسب الفكرية التي لهاصلة قوية بنشأة الانسان.
الشعور بالاحباط بسبب تجارب فاشلة ومواقف محرجة.
7- الخوف من النقد والاتهام ..ومن تأثير التغييرعلى العلاقات الشخصية.
8-إنتظار الظروف أن تتغير حتى يتغير.
9-شعور الانسان بعدم فائدة الحياة وأهمتها..وعدم قيمته كفرد فعال مؤثر ومنتج ومجدد.
10-الجهل والغفلة.
عدم وجود اهداف واضحة عند كثير من الناس وضعف الايمان بها أو الحماس لها.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
عوامل بناء النفس والارتقاء بها وإنطلاقها نحو العزة والانتصار:
أولا: التقرب الى الملى عز وجل بما يحب من الاعمال لظاهزة والباطنة"
يقول ابن القيم"الاقبال على لله تعالى والانابة اليه والرضا به وعنه وإمتلاء القلب بمحبته،واللهج بذكره،والفرح والسرور بمعرفته..ثواب عاجل وجنة وعيش لانسبة لعيش الملوك اليه البته"
فلاشك أن في العمل الصالح فرح في القلب وقوة في النفس..وتقرب الى الرب تعالى..وسبب للهداية والتوفيق"واللذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
ثانيا:التوكل على الله تعالى والثقة به:"وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
ثالثاً:التفاؤل وحسن الظن بالله تعالى وعدم اليأس والقنوط من رحمته:
رابعاً:التغيير يبدأمن الداخل:
لاتنتظر الظروف ان تتغي حتى تتغير انت..فأنت عليك جزء كبير من المسؤلية
"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم"
يقولثابت البناني"تعذبت بالصلاة 20 سنة ثم تنعمت بها 20سنة أخرى والله إني أدخل في الصلاة أحمل هم خروجي منها"
خامسا"دع عنك المخاوف والتردد في مواجهة النفس والمجتمع:
واستمع لقول الرحمن"إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه،فلا تخافوهم وخافوني"
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
سادساً:لاتهمتم لاراجيف اهل الباطل وتثبيطهم ونقدهم:
ولاتلتفت خلفك واستمر في طريقك فسوف تصل الى النور...وتتذوق طعم التمييز والانتصار."ولاتك في ضيق مما يمكرون"
وإذا الفتى بلغ السماء بمجده كانت كأعداد النجوم عداه
ورموه عن قوس بكل عظيمة لا يبلغون بما جنوه مداه
وأخيرا اقول:
قدس الحياة واستشعر اهمميتها لأن الله وهبنا ايها وأعطانا فرصة أن نعمرها "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون"
فأنت مستخلف وانت صاحب رسالة فلا تكن كلا على غيرك..
واجعل حياتك مليئة بالطاعات فالحياة فرص
وحتما ستصل إن شاء الله...
عن
شروق البدر