الدرس التاسع
طبيعة الحكم العسكرى متجذرة فى النسيج السياسى
لقد تم تنحية العلماء و أصحاب الفكرعن مجال الحكم و السياسة منذ زمن طويل ....
و جاءت نظرية تغليب شرعية حكم المتغلب و المستبد العادل ( انظر كمثال ما كتبه الماوردى فى الأحكام السلطانية)لتضع إطارا فقهيا يستند إليه الحكام المتغلبين بقوة السيف.
و بالرغم أن الحكم السياسى لم يتخل عن العقيدة و عن فقه العبادات ، وظلت الشعائر هى الخيوط التى تربط و تشد المجتمعات إلى أصولها و تذكره دائما برسالة الإسلام ولماذا أُرسل الرسول (ص)،
إلا أنه تخلى عن الفقه و العلم والمعرفة فى إجازة الكثير من أمور الحكم ، و اعتمد إلى حكم السيف و القوة بعد أن أصبحت الشرعية والولاء للسلطان المتغلب.
ودخل العالم الإسلامى تجربة سياسية من حكم أنظمة لها طابع عسكرى يمكن العودة لمعرفه ملامحها إلى تدخل العسكر الترك فى شئون الخلافة فى القرن الثالث للهجرة وما تلاه من سيطرة العسكرية البويهية المتبوعة بسيطرة العسكريين السلاجقة ، الذين كانت فى عهدهم و طيلة ثلاثة قرون متوالية ، سلسلة من الحروب العسكرية الصليبية ، ثم جاء بعدهم سيطرة عسكرية للمغول بعد النصف الثانى من القرن السابع للهجرة، رافقها النظام العسكرى للمماليك فى مصر و الشام ،وماتم بعده من سلسلة من سيطرة عسكرية وهجمات متوالية من التتار فى القرن الثامن للهجرة ، والذين أصبحوا جزءاً من النظام العسكرى فى الإسلام قبل أن يأتى العثمانيون و إنكشاريتهم فى القرن العاشر كخاتمة لهذه التجارب السياسية العسكرية والتى انتهت بسقوط الخلافة وتقسيم البلاد العربية فى سايكس بيكو.
( يتبع)