القبح المستطاب /عارف عاصي
أجـيـبـاني إذا وُجـِدَ الـجـوابُ = وهـل بِـمِـثـالِـنا زَيْـغٌ سَـرَابُ
وهل حُـلـمُ الكـمال غـدا حَـراما؟ = ونُـورُ جَـمَالِـنا فـيهِ ارْتِـيـابُ
فَـمَـالي قـد رأيـتُ القُـبحَ يعـلو = وَيَدْعَـمُ ظـلْـمَـنا ظُـفْرٌ ونَـابُ
ويـبـطِـشُ بـطشةً عَمياءَ تُـلْـهي = ومَا لَهُ فـي ريـاضِ الحُـبِّ بـابُ
ويُهْـتكَ سِـتْرُ من بـاتـوا حيارى ؟ = وتُـحْـنَى الهَامُ أو تُـثْـنى الرِّقابُ؟
أرى قُـبْـحا تجـسَّــد بــالبرايا = ولا يُـجدي مع الـقُـبـحِ العِـتابُ
وبالأركانِ نـارٌ أشـعـلـوهــا = وملْـئُ الأفْـقِ إعصارٌ ضـبــابُ
وغَـيْـمٌ مُـرْعِـدٌ حلَّ الحـنـايا = فأظـلمَ قاعُـها وكـذا الـهِـضـابُ
وشمسٌ أ ُحْجِـبـت فـازداد برد ٌ = وحلَّ الـثـلجُ كي يحـلو اصطخابُ
إذا مالـثـلـجُ غـطى كل شـئ = ستهبطُ روح حـق لا تـُـهـــابُ
يُـبَـعْــثِـر كلُّ شـيطانٍ هَواهُ = ومِـن عَـجَبٍ نـداهُ الـمُـسْـتجابُ
فـتـدنـو الهــامُ في طربٍ إليهِ = ليهـتِـفَ في الـقلـوب بما يُـعَـابُ
وصـوتُ المـادةِ الخـرسـاءِ يعلو = فـيـكـبو الحـقُ يَـعْـلُـوهُ انْـتحابُ
وبسْـتانُ الحقـيقة صـارَ خُـلْـوا = مِـنَ الـزَّهَـراتِ يـرْعـاهُ اليَـبَابُ
وتـهْـزِجُ بُـومُها هَـزَجا مَريرا = ويعْـلـو لـحْـنُـها ذاك الـمُـعَـابُ
أنا الإنسانُ في دنـيـا الخـطـايا = وفـيها الظـلمُ قُـبْـحٌ مُـسْـتَـطَـابُ
أنا الإنسانُ واللاهُــونَ حــولي = أضاعوا الحـق واتـُّهِـمَـتْ ذئــابُ
أنا الإنسانُ تُـشـجـيـنـي هُمومٌ = صُـنُـوف الكـيْدِ أخـلاقٌ كِـــذابُ
أكادُ مع الحـياة أذوبُ شـوقــا = لبـعض الصـدق لـَـكِـنْ لا أُجَــابُ
وأنْـشدُ في البلابل بـعْض شَـدْوٍ = فـيـأتي الصــوتُ يحمله الغــرابُ
فأغسلُ جُرْحَ قلبي من دمــوعي = عـسـى يـوماً يخـفُّ بيَ الـمُـصابُ
بكيتُ على زمانٍ كان صــدقـا = وأرجـوهُ إذِ الــكـونُ ارْتِــيــابُ
فإن وافىَ فـسـعــدُ العمر وافىَ = وإلا فـالـنـكال هــو الـحـســابُ
