ما معنى التشخيص التمريضي ؟
أهمية التمريض :
لقد أصبح الممرض (المُمارض) المعاصر يقوم بعمل منهجي عند استقبال المريض كما يقوم به الطبيب ، فهو يستقبله بوجه باش ، ويسأله عن اسمه وجنسه وعمره وعمله ومكان إقامته ثم يسأله عن الشكوى الرئيسية التي دفعته للحضور إلى العيادة ويبدأ باستجوابه عن كامل شكايات باقي الأجهزة ثم يقوم بفحصه سريرياً كما يفعل الطبيب . ثم بالنتيجة يضع له تشخيصاً تمريضياً أو أكثر ليبني عليها الخطة أو الخطط التمريضية التي تنطلق من هذا التشخيص ثم يراقب نتائج فعالية هذه الخطة ويقوم بتقييم النتائج ويسجلها على سجل المريض التمريضي المرافق لسجل المريض الطبي الذي يسجله الطبيب المسؤول عنه في الملف ذاته .
وهنا قد يسأل سائل : هل هناك فرق بين التشخيص التمريضي والتشخيص الطبي ؟
وفي الإجابة عن هذا السؤال لابد من تعريف كل منهما ليتجلى الفارق :
التشخيص التمريضي هو استجابة المريض أو المُراجِع ( أو الأسرة أو المجتمع) لمشكلة صحية يستطيع الممرض أن يعالجها دون الرجوع إلى الطبيب . ويكون بالتالي مسؤولاً عن نتائجها أمام القانون مسؤولية شخصية كمسؤولية الطبيب أما القانون عن نتيجة معالجته التي يقوم بها تجاه تشخيص طبي معين يضعه بذاته ويبني معالجته بناء عليه .
وأما التشخيص الطبي فهو تحديد مرض معين بجميع ملامحه وأعراضه وعلاماته السريرية والمختبرية وكشف عامله الأكيد الذي تقوم المعالجة الطبية على التخلص منه .
مثال التشخيص التمريضي : عدم فعالية تنظيم الحرارة ineffective thermoregulation
مثال التشخيص الطبي : الحُمَّى التيفية thyphoid fever .
ولعل هذه المعلومات جديدة على كثير من الناس ، وتحتاج إلى مزيد من الإيضاح في مشاركات قادمة بإذن الله تعالى .
د. ضياء الدين الجماس
لا تناقض بين التشخيص التمريضي والتشخيص الطبي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني
هنا دكتور اظن ان الامر اصبح اكثر وضوحا
اتمنى مرور اختي ملدا لتقرا
شكرا لكم
أستاذتنا الفاضلة
لا يزال التقدم واستقلالية فن وعلم التمريض حديثاً ، ويحتاج المزيد من التوعية لفهمه ، ولا تناقض بين التشخيص التمريضي والتشخيص الطبي .. ويكمل بعضهما البعض .
إنَّ تشخيص عدم تحمل النشاط المذكور في هذا المنتدى (أرجو مراجعته) يعني أن المريض يعاني من تعب سريع عند القيام بأي نشاط أو جهد عضلي..
هذا التشخيص التمريضي لا يضعه الطبيب وإنما يعتبره أحد شكاوى المريض ويبحث عن السبب كأن يكون فقر الدم ، فيضع خطة علاجية لفقر الدم وليكن بسبب عوز الحديد ، فيصف للمريض أدوية الحديد ويحدد جرعاتها ، ويأتي الدور التمريضي بتطبيق برنامج تناول الجرعات الدوائية ويبدأ بتقديم نصحه للمريض يتناولها مع الطعام لمنع تخريش المعدة ، بل قد يقف الممرض على يد المريض حتى يضمن تناولها ،ثم يبدأ برنامج زيادة التمرين التدريجي لمعالجة عدم تحمل النشاط ، وتوضع مواعيد بالاتفاق مع المريض لزيادة برنامج التمرين تدريجياً مع مرور الزمن ، ولو أهمل هذا البرنامج لكانت الخطة الدوائية الطبية فاشلة .. ولذلك نلاحظ أن الخطة التمريضية اشتملت على خطة تطبيق الخطة الطبية مع الخطة التمريضية لمعالجة التشخيص التمريضي (عدم تحمل النشاط) .
وأما إن كان المريض يعاني من فقر الدم بسبب عدم الاستعمال أي النوم المديد بسبب علة تجبره على ملازمة الفراش فترة طويلة كالكسور الشديدة في الحوض .. أو الشلول فلن تحدي الخطة الطبية في معالجة فقر الدم ما لم يتدخل التمريض والممرضون ويضعون خطة تمريضية لتحريك المريض يومياً ..(وهذا لايقوم به الطبيب) عندئذ يزول فقر الدم
ومثال آخر :
إذا كان التشخيص التمريضي هو التعب المستديم fatigue (الفتغ) وهذا يعني أن المريض يشعر بالتعب الدائم سواء قام بنشاط أم لم يقم ، فهو يشعر بالإنهاك حتى لو نام عشر ساعات فيستيقظ وهو لا يستطيع تحريك نفسه .. هذا تشخيص تمريضي وليس تشخيصاً طبياً ولا يستطيع الطبيب معالجة هذه الحالة بل تعالج من قبل الممرض الخبير بحيث يقنن الطاقة المتبقية للمريض لاستخدامها بشكل مقنن ومرشد لأوقات هامة في حياته كقضاء الحاجة وتناول الطعام وأداء بعض الغعاليات الحيوية المهمة ..
على أية حال ستستكمل الصورة الهامة لعلوم التمريض الحديثة شيئاً فشيئاً..
بارك الله بك أستاذتنا الفاضلة .
أخوكم ضياء الدين