الحملات الإلكترونية سلاح المقيدين

الحملات الإلكترونية سلاح المقيدين (1-2)
عمر عبد العزيز مشوح
omar@arabic-tech.com

ظهر مصطلح الحملات الإلكترونية بعد أن تحوّل الإنترنت إلى مجتمع متكامل للتواصل والعمل والتعبير عن الرأي بكل حرية، رغم بعض القيود هنا وهناك.
القيود على التعبير والحركة على الواقع نَقَل التحدي إلى الإنترنت، فتحولت أنشطة الواقع إلى أنشطة إلكترونية تحقق بعض أهداف العمل على الواقع.

التعريف: نستطيع أن نعرّف "الحملة الإلكترونية" بأنها نشاط على الإنترنت يهدف إلى التأثير على الرأي العام من خلال أعمال وأنشطة إلكترونية.
قد يترافق مع الحملة الإلكترونية عمل على أرض الواقع، ولكن بشكل محدود وفي الأماكن التي لا يوجد فيها تضييق أو تقييد للحرية والتعبير.


أهداف الحملات الإلكترونية


تهدف الحملات الإلكترونية عادة إلى الأهداف التالية:
1- التعبير عن رأي أو موقف لا يمكن التعبير عنه على الواقع.
2- التأثير على الرأي العام وأفكار الناس وآرائهم في قضية معينة.
3- تحريك الطاقات والقدرات الشعبية على الإنترنت واستغلالها لأهداف محددة.
4- إيصال الرأي أو الموقف إلى جهات محايدة (أو حتى معادية) لا يمكن الوصول لها من خلال الواقع، ولا يتم الوصول لها إلا بهذه الأساليب.


الهيكل التنظيمي للحملات الإلكترونية


بداية، لا بد من معرفة الهيكل التنظيمي الإلكتروني لأي حملة إلكترونية، حتى لا تضيع الجهود والأوقات، ويتم توزيع المهام بشكل سليم وصحيح بما يحقق أهداف الحملة.
يتكون الهيكل التنظيمي من الآتي:
1 مدير أو مشرف الحملة: ومهمته الإشراف العام على الحملة، ومتابعة تنفيذ المهام الموكلة إلى بقية المشرفين وفرق العمل.
2 المسؤول الإعلامي للحملة: ومهمته إعداد البيانات الإعلامية للحملة والتواصل مع الجهات الإعلامية والتحدث باسم الحملة أمام وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.
3 المسؤول التقني للحملة: ومهمته متابعة الأمور التقنية للحملة، مثل: الموقع الإلكتروني، وشركة الاستضافة، وتركيب البرامج اللازمة للحملة في الموقع، ومتابعة عملها، والتنسيق مع الفريق التقني والفني للحملة.
4 الفريق التقني: وهو فريق عمل مكون من مبرمجين وفنيين لتنفيذ ما تحتاج إليه الحملة من أمور فنية وتقنية لموقع الحملة على الإنترنت وغيره، ويكون هذا الفريق تحت إشراف المسؤول التقني.
5 الفريق الفني أو فريق الجرافيكس والتصاميم: ومهمته إمداد الحملة بما تحتاجه من تصاميم وأعمال فنية وجرافيكس وشعارات وبنرات دعائية، ويكون هذا الفريق تحت إشراف المسؤول التقني.
6 الفريق الإعلامي: وهو فريق يهتم بإعداد البيانات الإعلامية وترجمتها إلى لغات أخرى، وأيضاً تجميع وإعداد العناوين البريدية اللازمة لمراسلتها من أجل هذه الحملة، كما تقع على عاتقه مسؤولية نشر الحملة والترويج لها في جميع مساحات الإنترنت من منتديات ومواقع ومدونات وقوائم بريدية... إلخ، ويكون هذا الفريق تحت إشراف المسؤول الإعلامي للحملة.
7 سكرتير الحملة: ومهمته المتابعة الإدارية للحملة والتنسيق بين المسؤولين ومتابعة ردود الأفعال للحملة، وأيضاً متابعة المشكلات وحلها، وإعداد التقييم العام للحملة، ويكون تحت إشراف مدير الحملة.


آلية وطريقة عمل الحملة الإلكترونية


بعد أن يتم إعداد وتجهيز الهيكل التنظيمي للحملة الإلكترونية، يتم إعداد خطة عمل، تشمل: وضع الأهداف المرجوة من هذه الحملة، والإطار الزمني لها، وعناصر التنفيذ، وأدوات التنفيذ.
لابد من تأكيد مفهوم مهم جداً في نظام الحملات الإلكترونية، وهي أن هذه الحملات تهدف إلى التأثير على الرأي أو الموقف لدى جهات أخرى سواء شعبية أو نخبة، ولذلك لابد من استخدام الأساليب والأدوات التي تساعد على إيصال هذه الرسالة بسهولة ويسر.
فبعد أن يتم إعداد البيان الإعلامي للحملة، تتم ترجمته إلى لغات أخرى (حسب الحاجة لذلك)، ثم يتم تصميم صفحة خاصة به، ووضعه على ملف للتحميل.
بعد ذلك يقوم فريق التصميم بعمل البنرات والتصاميم الدعائية وإعدادها بالعبارات المناسبة للحملة، ثم يستلمها بعد ذلك الفريق الإعلامي ليقوم بنشرها عبر جميع الوسائل المتفق عليها في الحملة من بريد إلكتروني وقوائم بريدية وغيرهما.


أرضية الانطلاق


لابد من أرضية تنطلق منها الحملة الإلكترونية، هذه الأرضية تكون مقر عمل الفرق والمسؤولين، ونقطة تواصل وتشاور فيما بينهم لتنفيذ مهام الحملة.
وغالباً ما تكون هذه الأرضية موقع إنترنت أو منتدى حواري أو مجموعة نقاش خاصة، وقد يحتاج الأمر إلى غرفة صوتية على البالتوك أو غيره

الحملات الإلكترونية سلاح المقيدين (2-2)
توصيات للنجاح
عمر عبد العزيز مشوح
omar@arabic-tech.com
خبير تقنية المعلومات

1 لا بد من تحديد أهداف الحملة وإطارها الزمني، حتى تظهر النتائج بشكل جيد ولا تضيع الجهود والأوقات سدى.
2 توزيع المهام بشكل دقيق ومحدد بين جميع الفرق والمسؤولين.
3 الفريق الفني أو فريق الجرافيكس والتصاميم من أهم عوامل النجاح، فبدونه لا يوجد تعبير حقيقي عن الحملة يمكن عرضه للآخرين، فتحويل الكلمات إلى رسوم وتصاميم معبرة هو سر نجاح الحملات.
4 الاستعانة بالمنتديات والقوائم البريدية من أجل نشر موضوع وفكرة الحملة وأنشطتها وبياناتها.
5 استخدام بريد إلكتروني خاص وموحد للحملة من أجل التواصل من خلاله.
6 تكوين مجموعة بريدية خاصة بالحملة من أجل تجميع العناوين البريدية ومراسلتها لاحقاً إذا استجد جديد في الحملة. وهذا الأمر ينجح مع الحملات ذات المدى الزمني الطويل.
7 التواصل مع جهات إعلامية معروفة من أجل إبراز الحملة إعلامياً وإشهارها.
8 ترجمة الحملة إلى لغات أخرى يكون حسب نوع الحملة وطبيعتها والجهات الموجهة لهم.
9 إعداد بنرات وتصاميم دعائية تناسب جميع مجالات الإنترنت، مثل المواقع والمنتديات والمدونات، بحيث تكون هذه التصاميم بأشكال وأحجام متنوعة.


حملات إلكترونية ناجحة


من أشهر الحملات الإلكترونية على الإنترنت حملة (قاطع) http//www.kate3.com الخاصة بمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية وهي تابعة للجنة المقاطعة بالنقابات المهنية بالإسكندرية التي تم تشكيلها في عام 2002م، وتضم ممثلين لكل النقابات المهنية بالإسكندرية، ومقرها نقابة الصيادلة بالإسكندرية، وفى عام 2006م انضم إليها لجنة دعم الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع بالإسكندرية.
وقد عرّفت نفسها بأنها "حركة تقوم بها الشعوب العربية بالامتناع عن شراء السلع والمنتجات "الإسرائيلية" والأمريكية ومنتجات الدول التي تساندها ومن كل الشركات الداعمة للكيان الصهيوني طالما أنه لا ضرورة لاستعمالها والضرورة هنا يحددها أهل الاختصاص كل ذلك من أجل التأثير في سياسة هذه الدول بالإيجاب لصالح أهلنا في فلسطين والعراق.. وكل أرض عربية أو إسلامية يحتلها مغتصب أو معتدى".
وتعتبر هذه الحملة مرتبطة بأنشطة على أرض الواقع من أجل التأثير وتحقيق الأهداف.
ومن الحملات الإلكترونية الأخرى التي لاقت نجاحاً وتفاعلاً: حملة اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة http//www.freegaza.ps/
وأيضاً هذه الحملة مرتبطة بفعاليات على أرض الواقع، وتقوم هذه الحملة بنشر أخبار الحصار وتوعية الجماهير بما يحدث في غزة، ويتفاعل الموقع ويرتبط بمواقع وحملات أخرى في الاتجاه نفسه.
كما أنه يقدم ملفات صوتية وفيديو ومقالات ومتابعات متنوعة من أجل خدمة أهداف هذه الحملة.
ويشابه هذه الحملات أيضاً، حملات من أجل الإفراج عن المعتقلين أو حملات نصرة أهل العراق أو لبنان أو فلسطين.
وجميع هذه الحملات كان لها نتائج مثمرة، ويكفي أنها تعيد بث الوعي وتعيد اليقظة للذاكرة الإنسانية من أجل التفاعل مع هذه القضايا.


سلاح المقيدين!


إن هذا النوع من الأعمال على الإنترنت هو سلاح فعال في أيدي المقيدين على أرض الواقع! إنها سلاح نصرة لقضايا أرادها الواقع منسية أو صعب الوصول لها، ولذلك جاء هذا السلاح ليكسر جميع القيود، وينعش الذاكرة الضعيفة، ويحرك أضعف الإيمان في قلوب هذه الملايين المغلوب على أمرها.
إن استخدام هذا السلاح واجب لازم على جميع من يستطيع استخدامه بطريقة صحيحة وفعّالة، فالإنترنت أصبح الولوج لها سهلاً وممكناً في جميع الدول العربية، والجهات المحايدة أو المعادية أصبح لها عناوين إلكترونية ويمكن الوصول لها بكل سهولة ويسر من خلال الإنترنت. فلا نهمل هذا السلاح الفعّال لأننا لا نملك غيره في هذه المرحلة!


ومضة لتصحيح المسار


لتكون حملتك الإلكترونية ناجحة وتنال الدعم من الآخرين.. ولو دعماً معنوياً بالاسم فقط.. اذهب إلى هذا الموقع وضع قضيتك فيه، واطلب من الجميع التوقيع بالموافقة على رأيك أو موقفك أو حملتك:
http//www.gopetition.com