الإسلام هو الحل بين الشعار والحقيقة
أخوتي الكرام في الله
لا شك في أن الإسلام هو الحل ... هذا ليس شعارا
ولكنه حقيقة يعرفها أعداء دين الله أكثر وأعظم كثيرا
من معرفة وارثوا الإسلام ومدعين الانتماء إليه
ولكــــن ،،،
أي إسلام هذا الذي ندعيه ؟؟ ... وأي دين هذا الذي نتشدق باسمه .. ؟؟
الدين هو ما ندين به لله من التزام بتأدية مهمة خلقنا الله من أجلها
والمهمة أبدا ما كانت طقوسا ... ولا مراسم طاعة وولاء واتصال بالله
فكما نعرف أو لابد أن نعرف ونعي جيدا
أن المهمة التي خلقنا من أجلها هي إعمار الأرض كما أمر الله
وبحدوده وشرائعه وأخلاقياته التي فرضها علينا
وهي ما ندين به من التزام واجب الآداء لله تعالى
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
فمهمة العبادة هنا التي نحن مأمورون بإخلاص ما ندين به لله فيها
تختلف عن المراسم من صلاة وزكاة والتي جاءت تابعة ومعطوفة على آداء المهمة
والتي فرضها الله علينا فقط ... لضمان استقامة تأدية الإنسان للمهمة
فماذا فعلنا ؟؟؟؟؟
فمنذ قرون بعيدة ....
أجمع العلماء والمفسرون على تسمية مراسم الطاعة والولاء والاتصال بالله
من صلاة وزكاة وصوم وحج .... بالعبادات
وهو خطأ فادح ندفع ثمنه ضلالا حتى اليوم
ففهمنا وترسخ في عقولنا وقلوبنا
أن من أدى هذه المراسم والطقوس فقد أدى مهمة العبادة التي التي خلقنا الله من أجلها
فماذا كانت النتائج تباعا
انغمس البشر في المراسم منذ أمد بعيد
فرأينا الصوفية ... والزاهدون ... والعباد .... والمعتكفون .. وغيرهم كثير
ووصنا اليوم لفرق ما أنزل الله بها من سلطان
تشدد على البشر وتتأله على الناس وعلى الله
وتفرض ما لم يفرضه الله ورسوله حدودا وشرائع وأخلاقيات
وترى أنها أحرص على دين الله من الله ورسوله
ولا عجب ،،،
فالجميع اتفقوا على القرب من الله بالاستزادة من الطقوس
وأهملنا إعمار دنيانا ... فتخلفنا
واندثرت أعظم حضارات التاريخ البشري وأشدها وأطولها عمرا
وعندما أفقنا ... انبهرنا بما يقدمه لنا غيرنا من الغرب
الطامع في أرضنا ... وخيرات بلادنا
فانقسمنا من داخلنا ... ما بين مفرط في دين أورثنا التخلف
أومتمسك بفهم خاطيء للدين ومدافع باسم الدين عن بقايا تراث مهتريء
وتزداد حدة الصراع بين الجانبين ... وتكثر الفرق والجماعات
وبنظرة تأمل سريعة تجد المسلمين وقد فرقوا دينهم وباتوا شيعا وفرقا وجماعات
والكل يصرخ بأنه على حق ... والله يضرب الأمثال .. والبشر لا تتدبر
ولا تريد أن تغير مفاهيمها ... ولا تقبل فكرا غير ما في رأسها
ثم يحملون نتائج أخطاءهم لغيرهم
فنحن لا ننكر فساد النية لمن يحاولون من الغرب هدم الإسلام
ولا ننكر فساد الإعلام واالثقافةوالتعليم والأخلاق العامة
ولكن طفلك نتاج تربيتك
لماذا عندما تصر أن يكون طبيبا فإنك تفعل المستحيل وتجعله طبيبا
فلماذا لم تصر أن تزرع الله في قلبه
وتحفظه القرآن وهو طفل ما زالت نفسه بريئة وطاهرة
ثم تعلمه دينه الصحيح وما يدين به لله من إعمار الأرض مخلصا علمه عمله لله
لماذا لا تعلمه وتفهمه مهمته في الدنيا التي خلقه الله من أجلها بأفعالك لا بكلامك
ثم اتركه بعد ذلك ليواجه الدنيا مع كل مغرياتها وفسادها ولا تخشى عليه شيئا
وليس بالعجيب أنني أقول طفلك
فما فسد في قرون طويلة لا تصلحه أياما ولا مقالات ولا سنوات قليلة
فنحن في حاجة لتغيير عادات اجتماعية تحتاج لعقود متتالية
نريد أن نقنع الأجيال بأن العلم هو عين العبادة التي نرى بها أعجاز الله في خلقه
وأن العمل هو زاد العبادة الذي نؤدي به المهمة
وأن الإخلاص لله في التعلم والعمل والإعمارهو أساس العبادة
وأن مصلحة الآخرين أولى من مصلحتي ...
فالمجموع مقدم على الفرد ... مبدأ رباني يورث الجنة
وليس هذا بالجديد ففي بلاد غير مسلمة ... يؤمن أطفالها بهذا
ويعلمهم والديهم ومدارسهم هذا ويرسخونه بالأفعال
ويوم أن نرى هذا حقيقة في أخلاق أولادنا
سيصبح هناك أملا أن نعود خير أمة أخرجت للناس
وإلا فسوف يستبدلنا الله بغيرنا وما ذلك على الله بعزيز
وأقرب استبدال أن يستبدلنا اليوم بقوم لديهم هذه الأخلاق
ولا ينقصهم سوى أن يقولوا لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
وهذا سهل ميسور ... قريب التحقق في ظل الإعلام المفتوح
فمن يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
فهل أفاق المسلمون بالوراثة ...
قبل أن يكرر الله تهديده ووعيده وما فعله باليهود
يوم أن سحب رسالته منهم على يد عيسى
وأورثها قوما آخرين ... من ذرية إسماعيل
فهلا أفقنا ... هلا عدنا للحق والصواب
أم إننا سنظل أمة حروف وكلمات وتشدق ولا مجيب
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولا أملك إلا أن أقول إلا ما يقوله رب العزة
إن الله بالغ أمره ..., .. قد جعل الله لكل شيء قدرا
جمال عمر
