الغرب والإسلام، التحريص اليهودي على الإسلام (112)
الغرب والإسلام
التحريض اليهودي على الإســــــــلام! (112)
مصطفى إنشاصي
لإدراك اليهود أن القوة الوحيدة القادرة على اقتلاع وجودهم من فلسطين هي الإسلام صعدوا تحريضهم على الإسلام بعد قيام كيانهم عام 1948، وبدؤوا يخططون ويتآمرون للقضاء عليه وإبعاده عن ميدان الصراع حتى لا يكون عقيدة ومنهج حياة للشعوب في مواجهتها معهم. هذه بعض أقوال القادة اليهود التي يعلنون فيها خوفهم من الإسلام، وبعض مؤامراتهم ضده.
دافيد بن غوريون بعد قيام الكيان الصهيوني بسنوات قليلة والمسلمون يُضربون غدراً في كل مكان يقول: "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد" .
ذلك الخوف والعداء للإسلام لا يأتي من فراغ لكن لأنه القوة الوحيدة القادرة على إفشال أي اتفاق سلام جائر لحقوقنا، موشي ديان وزير الحرب الصهيوني الأسبق في إحدى مقالاته التحريضية يعترف "ربما لأول مرة في حياته السياسية بأن عودة الاتجاهات الإسلامية إلى الظهور من جديد على مسرح المنطقة، يشكل خطراً كبيراً على (إسرائيل)، وإن أي معاهدة سلام مع أي نظام عربي ستكون مجازفة خطيرة، لأن أحداث إيران أثبتت أن جميع الأنظمة في المنطقة في مهب رياح الاتجاهات الإسلامية المتصاعدة .." .
أما إسحاق رابين فيرى أن مشكلتهم مع الإسلام لأنه يرفض أي حل مع اليهود: "إن مشكلة الشعب اليهودي هي أن الإسلام ما زال في دور العدوان والتوسع وليس مستعداً لقبول أي حلول مع (إسرائيل). إنه عدونا اللدود، الذي يهدد مستقبل (إسرائيل) وشعبها" .
ويشاركهما الرأي أيضاً كاهن السياسة والدبلوماسية اليهودية شيمون بيريز، الذي يرى: "إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يُغمد الإسلام سيفه إلى الأبد..." .
لذلك فهم يحذرون العالم أجمع من الإسلام، ففي تعليق للإذاعة الصهيونية بتاريخ 5/9/1978م قالت: "إن عودة الروح الدينية للظهور من جديد في المنطقة تشكل تهديداً مباشراً لمستقبل (إسرائيل) ولمستقبل الحضارة الغربية بأسرها .. إن على اليهود وأصدقائهم أن يدركوا أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه (إسرائيل) هو خطر عودة الروح الإسلامية إلى الاستيقاظ من جديد .. وأن على المحبين لـ (إسرائيل) أن يبذلوا جهدهم كله لإبقاء الروح الإسلامية خامدة، لأنها إذا اشتعلت من جديد فلن تكون (إسرائيل) وحدها في خطر، ولكن الحضارة الغربية كلها ستكون في خطر" .
أما سفير كيان العدو الصهيوني الأسبق في الأمم المتحدة حاييم هرتزوج، في حديث له مع صحيفة "الجروزلم بوست" الصهيونية، قال: "إننا نشهد اليوم ظاهرة غريبة ومثيرة للاهتمام، وتحمل في ثناياها الشر للمجتمع الغربي بأسره، وهذه الظاهرة هي عودة الحركات الإسلامية التي تعد نفسها عدوة طبيعية لكل ما هو غربي، والتي تعد التعصب ضد اليهود بشكل خاص فريضة مقدسة .." .
وفي ندوة خصصها معهد شيلواح بجامعة تل أبيب في كانون ثاني 1979 لمناقشة ظاهرة "اليقظة الإسلامية"، قال البروفيسور موشيه شارون مستشار مناحيم بيغن للشؤون العربية والإسلامية: "ما من قوة في العالم تضاهي قوة الإسلام، من حيث قدرته على اجتذاب الجماهير، فهو يشكل القاعدة الوحيدة للحركة الإسلامية الوطنية".
أما البروفيسور يوشواح بورات فقد قال: "إن المساجد كانت دائماً منبع دعوة الجماهير العربية إلى التمرد على الوجود اليهودي" . وهذا ما حدث فعلا بعد سنوات قليلة في فلسطين، حيث انطلقت الثورة الجماهيرية، ثورة المساجد/انتفاضة عام 1987، رافعة المصحف بيد والحجر باليد الأخرى.
لقد فهم عدونا الإسلام جيداً فأدرك مدى خطورته على وجوده، لذلك يعمل جهده إبعاده عن المعركة وميدان الصراع. ونحن جهلنا الإسلام فوقعنا في شراكهم التي لا يخشون منها أذا ما تبنيناها، كما أعلن بن غوريون. وإننا نجدهم كلما تعاظم المد الإسلامي كلما ازداد الخوف اليهودي من الإسلام، وهذا نراه جلياً مع تزايد المد الإسلامي في فلسطين المحتلة أواخر الثمانينات، حيث بدأت تعلو صرخات القادة اليهود في الكيان الصهيوني تعلن عن خوفها من الإسلام.