أمة وأمة

نحن أمة تغرق في التفاصيل - كما يقول الشيخ الكبير محمد الغزالي رحمه الله تعالى- فالوضوء الذي يمكن تعلمه في دقيقتين نكتب حوله عشرات الكتب، والصلاة التي يمكن تعلمها في نصف ساعة نكتب فيها مجلدات، ونمنح في قراءتها إجازات، وكان الأولى بنا أن نتدبر لماذا هلكت أمم الأنبياء قبلنا فنحذّر ونربي ونصلح.. وكان الأولى أن نفكر في أسباب كون أكبر عدد من اللاجئين هو من المسلمين وأن نفكر في أسباب تزوير الانتخابات وحكم العسكر وكون الدول العربية من أكثر الدول شراءً للأسلحة مع أن أراضيها تُغتصب من الصهاينة ومن حليفتهم إيران .
نحن لا نتساءل لماذا يبقى الحاكم الفاشل الظالم لدينا في الحكم ثلاثين سنة وإذا فكر الناس في التخلص منه قامت ثورات مضادة لإبقائه ولو أدى ذلك إلى فناء شعب كامل؟!
نحن لا نتساءل لماذا ليس لدينا أي دولة عربية تصنع أي شيء مهم؟
نحن ونحن......؟؟؟
الجواب الجاهز والسريع والحاضر هو أننا ضحية مؤامرة كونية وننسى أننا نعاون الظالم على ظلمه ونمارس الغش والكذب في كل لحظة وأننا نكره الإتقان والنظام ونكره التفكير ونغرق في العواطف والمثاليات والأوهام.
أمراضنا وذنوبنا كافية لإهلاكنا ولو وقف إلى جانبنا جميع أهل الأرض وكيف يفوز من لم يأخذ بأي سبب من أسباب الفوز؟!
إخوتي الكرام أخواتي الكريمات لا تتضايقوا من وضع النقاط على الحروف، فهذا واجب إذا كان الهدف منه الصلاح والإصلاح و تحسين الأوضاع والأحوال.
اللهم أعنا على أنفسنا.
د.عبد الكريم البكار

رحم الله الإمام محمد الغزالي ما ترك لمن بعده أمر لم يناقشه ويعالجه بحكمة وعمق وبُعد نظر
كان سابق عصره
تحياتي أخي ناجي