الأرمن وعلاقتهم بالعرب

الأرمن وعلاقتهم بالعرب



من خلال تعاملي مع بعض الأرمن في كل من الموصل/العراق، وحلب/سوريا، و اربد/ الأردن, لاحظت خصائص مشتركة بينهم، إنهم أناس ودودون يقدسون عملهم ويبدعون فيه، بل ويطورون على ما تقع أعينهم عليه من آلات ثقيلة وغيره...

إنهم لا يشعرون مضيفيهم بأي ثقل أو إزعاج، وبنفس الوقت سرعان ما يكتسبوا صداقة من يتعامل معهم، وبنفس الوقت لا يتوانى مضيفوهم أن يرحبوا بهم للانخراط في كل جوانب الحياة كمواطنين بكامل ما تحمل تلك الكلمة من تفاصيل... وهم بتلك المواصفات مُرحب بهم في سوريا والعراق والأردن ولبنان ومصر ودول الجزيرة والخليج والدول العربية في إفريقيا...


من هم الأرمن ؟
إن الأرمن أمة من أقدم الأمم التي وجدت بعد الطوفان أبوهم هو: هايكوس ابن توجرمة ابن جومر ابن يافث ابن نوح عليه السلام.. وأبوهم هذا الذي ساهم في بناء برج بابل وهو الذي كان قد رفض السجود للنمرود الجبار*1.

يذكر المؤرخ (هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد) أن مملكة أرمينيا كانت تصل لأطراف فلسطين فكان تحت حكمها كليكيا (شمال سوريا وجنوب تركيا)... وكانت مساحتها حسب قول المؤرخين الأرمن 300 ألف كم2 *2 أما اليوم فمساحتها 29ألف كم2

كانت الدولة على مر العصور عرضة للعدوان، إما من الفرس أو الترك، وقد كانت أفضل أيامها بين عامي 321قبل الميلاد و1م ، وقد أصبحت أول مملكة في العالم تعتنق الديانة المسيحية، في عام 301م...

علاقة الأرمن بالعرب قديمة، فكان الأرمن جزء من جيش (زنوبيا) ملكة تدمر التي غزت روما وكادت أن تحتلها*3... ثم في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب دخلها القائد عياض ابن غنم وأصبحت تحت الحكم العربي وبقيت منذ عام 660م حتى 754م (في عهد أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي) حيث قامت ثورة أرمينية انتهت بتعيين (باقرادوني) من أرمينيا حاكما، ثم أصبحت الجيوش الأرمنية تصد هجمات أعداء الدولة العباسية...

بقيت الدولة الأرمينية خاضعة للعباسيين حتى عام 1080م، حيث قامت مملكة أرمينيا، وامتدت سيطرتها حتى أطراف حلب....واستمرت حتى عام 1375م إذ سقطت في أيدي السلاجقة الأتراك...

الأرمن والأتراك

كان يغيظ الأتراك وجود دولة مسيحية بين أطراف الأفق التركي وبالذات (الطورانيين) الذين كانوا يحلمون ــ وما زالوا ـــ بدولة تركية تضم (تركيا الحالية وأذربيجان وتركمانستان ويعيدون أمجاد الدولة العثمانية ... لكن بدون أعراق أخرى غير الأتراك...

يتهم الأرمن تركيا بمذابح ضدهم ويقولون أن أكثر من مليون ونصف أرمني قتلهم الأتراك، كما يدعي الأتراك بأن الأرمن ارتكبوا مذابح ضد الأتراك! *4


أعداد الأرمن في سوريا ولبنان عام 1925:
1ــ حلب وضواحيها 90000
2ــ بيروت18000
3ــ دمشق 8000
4ـــ الإسكندرونة 8000
5ــ مناطق مختلفة من لبنان 16000

وفي نفس العام 1925 كان عدد الأرمن في العراق 18000
في الأردن هاجر إليها من الأرمن المنفيين من تركيا 20000 هذا كان عام 1915م
في مصر، علاقة الأرمن بالمصريين تعود الى عهود الفراعنة، وصلت أعدادهم نحو 100 ألف...
في تونس كان ملكها أرمني(كريكور) عندما دخلها المسلمون وكان قد صك عملة باسمه، فوقع أسيرا بيد المسلمين ...
في السودان وحسب الإحصاءات السوفييتية وصل عدد الأرمن عام 1984 الى ألف أرمني في الخرطوم وحدها*5
مراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*1ـــ الجاليات الأرمنية في البلدان العربية/ المهندسة هوري عزازيان/ حلب 1993 صفحة 13
*2ــ الأرمن عبر التاريخ/ مروان المدور/ دمشق دار نوبل /1980صفحة 132
*3ــ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام/ جواد علي
*4ـــ مذابح الأرمن ضد الأتراك/ د. أحمد الشرقاوي/ دار البشير/القاهرة 2016
*5ـــــ الجاليات الأرمنية في البلدان العربية/ المهندسة هوري عزازيان/ حلب 1993 صفحة 176