حكاية كتبت كي لاتروى

كانت في شدة جمالها وفتنتها إغواء بين الأهواء واليقين .
فقررت تقليص المسافات واختصار الزمن قبل أن يهرب الجمال منها ؛ ورتبت حياتها وفق ذلك .
تركت حبيبها ينتظر شوقها وعدته بالعودة ومعها كنز يؤمن حياة أطفالهم ومضت في بيع جسدها .
كان تتحمل كل مطالب باحساسها وتمنحه مقابل مايعطيها من المال فگانت مطلوبة لكل الرجال .
لم تفكر سوى بالسباق مع الزمن لأنها تحتاج أن تتطهر وتتزوج بعدها وتنجب طفلها الموعود من العشق الذي لم ير النور مع الفقر.
في ذهنها كان صورة اللقاء والانتظار والمسامحة حقيقة .
لقد اختارت طريق الحياة بالمال والعلاقات تأمن المستقبل .
إلى أن وقع نظره عليها ...
أرادها بشتى الوسائل ولكن طريقته مختلفة هو فقط يريد أن يجلس ويتكلم أمام أحد ولا يريد الجنس .
عجبا قالت له ..
قال لها الاهتمام والحب يولدان الصدق في الاحساس والصدق يصل ويحمل حسا تشربه الروح خمرا يشكره العقل ويحتله القلب ادمان.
تتبادله الأجساد تتويج علاقة ومدد متعة وانبثاق معنى لايموت.
وذات يوم ...
وفي عملها وجدت عميلا لاتقبله البنات رغم وسامته وهو لايحدد أحدا كلهم سواسية واختياره لمن يحقق طلبه .
واختارت التجربة ...
وكانت ساديته أن يتمتع بقسوة التعنيف وبدون ملامسة الأبدان وصوت ضحية تصرخ الآهات الممزوجة بألم ووجع ولذه .
أولئك الذي اصيبو بالطرش الحسي فهم عديمي التمييز بين تلك التي تخرج شوقا والتي تخرج وجعا .
وكان راتبها هنا أكثر وفرة وكانت تجربة جديدة اللذة تسعد العميل .
ليلة واحدة بسعر ثلاث ليالي ..
امتهنت تلك القصة واكتفت ب ثلاث عملاء بينهم ذلك الذي يتحدث فقط عن معاني الحياة.
وذات يوم دعاها العميل إلى بيته وقدم لها مشروبا ساخنا .
وأغمض عينيها بعصابة سوداء وطلب منها أن تتحسس جسده وقد وضع عصابة أيضا وجلست متقابلين ...
طال الزمن المعتاد وفقدت جوهر احساسها وشعرت بغرابة الأمرفهل يعقل أن يكون باردا جدا او بطئ القذف أو ضعيف الانتصاب .
وبدأت تشعر بصوتها يعلو في داخلها وعملها مازال مستمر .
ولكنها فشلت في تحريكه رغم كل ما فعلته بخبرتها .
نزعت العصابة وجدته في حالة حسية جميلة واعطاها أجرة يومها غادرت منزله وفي ذهنها أسئلة كثيرة .
ودعاها للحديث في المنزل وبينما تضع العصابة قال لها اليوم احتاج أن تحدثني عن تجربتك ...
خبرته عن ذلك العميل الذي تنال منه أجرة وفيرة ولذة عجيبة وسرعة فائقة تجعلها في حالة مميزة .
سمع منها وأعطاها أجرتها بيومها وتواعدا ع لقاء أخر على شاطئ بحري .
هناك كانت رحلته مختلفة ...
دعاها أن تسير ثلاث ساعات حافية على صخر وشوك وكان يسير معها ويسندها وهي تتأوه متألمة متوجعة حتى نزل الدم من ساقيها وزادت حدة الألم أكثر وأكثر ...
وعندما وصلت للموقع صرخت بآهة فرغت فيها كل تعبها واستنشقت بعدها عطر الزهور بضحك وهدوء وراحة .
سألها ....هذه لذة الألم في طريق العبور لشاطئ الراحة .
أما لذة التعذيب للتعذيب لا عبور فيه إلا لظلم يمتد ويتمدد ...
فسألته هل لأنك تعاني من برود تتكلم ذلك ...
ضحك وقال لها ..
بل هو ابعاد الحواس السريعة حتى يسمح لكل حاسة بالانتشاء لوحدها باللمس والسمع والشم ....
صوت حي ينصت للروح في مسرى الروح .
تفاجئت بأنها لم يخطر على بالها ذلك بل كانت افكار من تجربتها قد تحتاج تفكيرك. .
حملها على الإحساس لإخماد الحواس .
علمها طريق الألم واللذه بدون سادية وبكل حب وصدق .
علمها أن تكتفي طمعا وتصب في احساس وجودها لذة المسار الطويل المرهق والطريق المؤلم والنهاية المريحة حيث تتفاعل مع أبسط الموجودات .
اكتفت طمعا وقصدت القطار رغم تمديد عقدها السنوي قررت أن تلحق باحساسي وبطريق الألم الطويل لتسعد بلذة لاتنسى .
مسحت دمعته ومشيت معه طريق الصخور والحجارة حافيين الا مع رفيق صادق وأمان ومحبة ...
أغمض عينك واتبع يديك ستعرف الطريق في ذاكرة المعاني .

.غاوية وهاوية وعاشقة....
#معان_في_الحياة .

الحكاية مبتورة من مصدرها :
سرى الألم بداخلها... تعثر بكل أعضائها... بتر كل لذة... ركض فيها إلى عمر لاعودة منه.. وجدت نفسها في الهواء.. عرقلت سيرها كل الصور التي مضت.. فعرفت أنها انتهت للاشيء.. وحده الله كان يجب أن تهاجر إليه.