أضواء كاشفة على أبيات هادفة
مر الشعر بعصور مختلفة من الجاهلية حتى العصر الحديث
وجاء في قصائد بعض الشعراء في كل عصر الغريب من الألفاظ التي أغمضت على القاريء الكريم
فهم المعنى المقصود من ورائها مما يجعل المفهوم الواضح لهدفها المفيد غير مكشوف له .
وهنا نسلط بعض الأضواء الكاشفة على أبيات هادفة مفيدة بالشرح المبسط إن شاء الله تعالى
في مجموعة مساهمات قد تعجبكم ونستفيد منها جميعا :
النموذج الأول :
قال الشاعر الجاهلي امرؤ القيس :
ألم أخبرك أن الدهر غول ** ختور العهد يلتهم الرجالا
أزال من المصانع ذا رياش**وقد ملك السهولة والجبالا
همام طحطح الآفاق وحيا ** وساق الى مشارقها الرعالا
وسد بحيث ترقى الشمس سدا*ليأجوج ومأجوج الجبالا
فان تهلك شنوءة أو تبدل ** فسيري ان في غسان خالا
بعزهــم عززت فإن يــذلــوا** فــذلكم أنــالك ما أنــالا
======================
والمعنى أو شرح الأبيات باختصار :
هل حدثتك عن قتل الدهر للناس غدرا ، وأكل القرى والمباني والقصور وزوالها ، كما أزال ملك ذي رياش ( أحد ملوك اليمن ) أنه لايؤمنُ له عهد هذا الدهر الغدَّار فقد بدد وأهلك (قبيلة طحطح ) المتقدمين وجعل سدا كبيرا في وجه يأجوج ومأجوج ، وإن فقدت بسببه شنوءة ( اسم قبيلة ) فلك عزاء في غسان فهم ملوك أعزة وإن أصابهم بأس الدهر فليس ذلك بجديد على أفعاله العجيبة في الناس .
رد/ أضواء كاشفة على أبيات هادفة
النموذج الرابع
قال المرقش الأكبرشاعر جاهلي :
النشرُ مِسكٌ والوُجُوهُ دنانيرُ ** وأطرافُ الأكُفِّ عَنَم
والشرح المختصر :
الأبيات في الوصف الغزلي لجمال المرأة :
يقول: إنها تنشر عطرها الفواح كأنه ريح المسك ، ويشرق ضياء وجهها كأنه الدنانير في قيمتها
وغلو ثمنها ،
وكأن أطراف أصابعها في الحيوية والنضرة والشباب ( عنم ) شجر ذو ثمر أحمر )
فهو يشبه الدماء تجري في أطرافها من الشباب بهذه الصورة
رد/ أضواء كاشفة على أبيات هادفة
النموذج الخامس :
قال ( ثابت بن قطنه ) الشاعر الأذدي يهجو قبائل ربيعة :
عصافير تنزو في الفساد وفي الوغى ** اذا راعها روع جماميح بروق
وأنتم على الأدنى أسود خفية ***** وأنتم على الأعداء خزان سمـــــلق
المفردات :
تنزو : تشبالروع : الفزع الجماميح : ما نبت على رؤوس القصب مما اذا دق تطايربروق : نبت ضعيف خفية : أجمة تقع فس سواد الكوفة خزان : جمع خز وهو ذكر الأرانب المعروفة بالجبنسملق : الأرض الجرداء التي لا شجر فيها
والمعنى باختصار :
قبائل ربيعة صِغَارٌ لا قيمةَ لهم كالعصافير شَبُّوا في الفساد ،وعند الفزع تتطاير رؤوسهم أو يقف شعر رؤوسِهم من الرعب
كأنهم نبت ضعيف نبت في أجمة سواد الكوفة ، وكأنهم أرانب جبانة تجري في أرض جرداء لا شجر فيها .