مواقع التباعد الاجتماعي

مواقع التباعد الاجتماعي

في دراسة أجراها (جوهار فيروز خان Gohar Ferozkhan) عام 2014، وجد أن المستخدمين يقضون 3.6 ساعة يومياً في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 23% من مستخدمي (الفيس بوك) يتفحصونه خمس مرات يومياً...

وأن موقع (فيس بوك) قدّر عدد المستخدمين للموقع في شهر نيسان 2018 كان 2.2 مليار، وأن عدد المستخدمين النشطين يوميا مليار وأربعمائة ألف... وهناك 300 مليون صورة تم تحميلها كل يوم...

وأن موقع You Tube يتم زيارته مليار ونصف زيارة شهريا بمعدل 40 دقيقة لكل زيارة ...وأن المغامرين من الفتيان قد توفى منهم بين 2014 و2016 في تصويرهم لأنفسهم بمغامرات لنشرها 127 شاب...

ووُجد أن العزلة الاجتماعية تحدث للأفراد، حتى وإن كانوا يجلسون في غرفة واحدة، فمنهم من يضحك، ومنهم من ينقبض، ومنهم من يقفز من مكانه ليري الآخرين ما صادفه...

كما أن الهوية الخاصة بالأفراد لم تعد ذات صبغة وطنية، فقد تشكلت ثلاث عناصر تتزاحم في تكوين الهوية للفرد، أولها تقديسه لفرديته ودعوة الآخرين لتركه فيما يفعل، والثانية افتتانه ببعض أصدقائه الافتراضيين، فتتكون نزعة وطنية فارغة ومهزوزة، كما أنه يصبح افتراضيا ابن العالم أو العولمة، وقد لا يفلح في استثمار أي انتماء من الانتماءات الثلاث لما ينفعه...

صحيح أن هناك نسبة ضئيلة تستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي كما يجب (معرفيا، ووطنياً)، لكن مخاطر النسبة العظمى وابتعادها عما يفيدها أكبر

يصبح العالم وهما على وهم ، عالم دون كيشوتي بامتياز، يعتقد المفوه أنه بكلماته فعل المستحيل، بينما مانرى اليوم من استفحال المرض الإعلامي الكوروني، والهلع الذي يزرعه، لم تكن مواقع التواصل فعالة بحيث تزرع الوعي وتخفيف الموجة الإعلامية التي تتعمد تمرير أغراض قد نكون عرفناها وربما لا..ولكن الحقيقة أننا لم نحل ولا معضلة من خلالها.