الخمر .. مثلا
ليس أكثر من السعي للتأمل في"آية"من كتاب الله سبحانه وتعالى .. تحديدا الآية رقم"168" من سورة البقرة :ï´؟يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ غڑ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ï´¾
هذا النداء "يا أيها الناس" .. والذي قيل لنا أنه نداء من الخالق سبحانه وتعالى .. للناس جميعا .. مسلمهم .. وكافرهم ..تحذير للبشر من خالق البشر .. سبحانه وتعالى .. من عدوهم الأول .. الشيطان .. وأين سيقودهم خطوة .. خطوة .. توجيه منه تعالى للبشر ..والتوجيه نفسه نجده في سورة النور :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور 21صدق الله .. ربنا العظيم سبحانه وتعالى.كأني بـ"إنسان" – غير مسلم – يقف أمام الآية الأولى .. فتقوده إلى البحث بعيدا عن "تحريم الشرع"عن أضرار "الخمر" ... و مما سيجد :(عندما سالوا أيفونديتش،عن الشيء المهم الذي يمكن أن يوصي به الناس بجلمة واحدة؟ فأجاب : لا تسكروا،لقد اعتقد بوجود شرور أخرى،لكن جزء كبيرا منها قد يختفي إذا توقف الناس عن معاقرة المسكرات. وكذلك أضاف الكاتب : عندما يتحدث الناس عن الكحول،فإنهم يفكرون بأمثلة كثيرة موثوقة. الطبيب سيبين ضرره على الصحة،العامل الاجتماعي سيكشف عن المصائب العائلية للسكر،كالطلاق،وعدد الأطفال التعساء،والبيوت المهجورة،والعمال العموميون سيكشفون عن أضرار الاقتصاد ..إلخ.ولكن أحد الأسباب الهامة التي تُنسى غالبا،الكرامة الإنسانية. سأقول للناس : لا تشربوا المسكرات،من أجلكم أنتم،من أجل الإقدام الذاتي،من أجل كرامتكم .. لا تذلو!! ) {ص 29 - 30(هروبي إلى الحرية) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة / دار الفكر / دمشق }وسيجد أيضا :(استهلاك الكحول أصبح مشكلة من الصنف الأول في الاتحاد السوفيتي،من المؤكد أنه : خلال أعوام 1960 – 1980م"لمدة عشرين عاما"ارتفع إنتاج واستهلاك الكحول في الاتحاد السوفيتي ثمان مرات. (..) ووفقا لإحدى تحليلات أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي،فإن الكحول هي السبب المباشر أو غير المباشر للموت،أكثر من 1.5 مليون مدمنا على الكحول سنويا،وبما يعادل 13 قنبلة ذرية ملقاة على"هيروشيما"(..) ويناي البعض بفائدة الكحول،لكن هذا محسوب"فائدة لميزانية الدولة"49 مليون روبل،والخسارة 150 مليون روبل،(( يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)) سورة البقرة 219.يتم إنفاق فقط 90% من وسائل العلاج على معالجة المدمنين. والكحول هو المسؤول الرئيسي عن 90% من الجرائم المسلحة في الدولة خلال عام. اقترح الأكاديمي "فيودور أوجلوف"منعا تاما لكحول في البلد،وبعكس ذلك فإن الأمة ستختفي تمام كما يؤكد أوجلوف . جريدة"بولتيكا بلغراد 15 و 16 / 5 / 19985م) : { 127 – 128 ( هروبي }.هذا في بلاد"الإلحاد" الشيوعي ..كما سيجد من إسبانيا :(إن الكحول – وفقا لأبحاث"إيزابيلا كامبور"- تصبح المشكلة الاجتماعيىة الرئيسية لإسبانيا. حتى إن 50% من أطفال إسبانيا ودون سن العاشرة يتناولون يوميا بعض أنواع الكحول ) ص 130وفي فرنسا :(يؤكد علماء الاجتماع الفرنسيون بأن الإدمان على الكحول هو إبادة جماعة للمواطنين الاقل قيمة والفائضين،لأن الزمن الحياتي للمدمن،هو تقريبا أقل بعشرين عاما من الناس الذين لا يتعاطون الكحول. الكحول هي من الشرور التي تحترم بقوة"بقوة المساواة"لأنها تهاجم وبالتساوي المثقفين والعمال،الكبار والصغار – الأغنياء والفقراء، الفلاحين و الفنانيين،الرجال والنساء،و أطفال المدمنين يصبحون برغبتهم مدمنين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1951م الكحول باعتباره"فيروسا"،المرض صعب العلاج في المجتمع والعائلة. وأعلى نسبة بين المرضى المعالجين من الإدمان على الكحول في يوغسلافيا،هم العمال حوالي 90% (..) ومن بين 1000 من الذين تم استفتاؤهم من التلاميذ،كان كل ثالث منهم قد بدأ يشرب بين الحادية عشرة والخامسة عشرة،وكل عاشر منهم شرب قبل بلوغه الخامس النبيذ .."nin نين 15 / 12 / 1985م") :{ ص 142 (هروبي..)}.ومن فرنسا .. إلى أمريكا :(يبرهن أحد علماء النفس من المعهد القومي للصحة النفسية في الولايات المتحدة،بأنه لا توجد عائلة في الولايات المتحدة بدون انحرافات روحية،وتهدد الانحرافات النفسية المجتمع الأمريكي بالاضطراب والانفصام والقلق في المستقبل. ويؤكد "توفلر" : وسيسارع الشيوعيون إلى إثبات أن ذلك يشير إلى غربة الإنسان والازمة العامة للرأسمالية وإشارات الانهيار النظام الرأسمالي .. إلخوهذا طبيعي ولكن ينبغي أن نسألهم هنا من أين الـ 40 مليون مدمن على الكحول في الاتحاد السوفيتي الاشتراكي. الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالرأسمالية أو الاشتراكية،وإنما شيء مشترك للاثنين : الحضارة،أو بالأحرى إنتاجها الذي لا مهرب منه) : {ص 243 – 244(هروبي ..)}.سيجد ذلك الباحث – غير المسلم – أمرا عجبا .. "رب" يحذر "عبد الا يؤمن به .. من خطوات الشيطان ..يلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى يقول في الآية رقم"168"من سورة البقرة :ï´؟يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ غڑ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ï´¾"168"بعد أخذ نفس عميق .. والبحث عن أضرار "الخمر" – مثلا - والخطوة التي تليه "المخدرات" .. قد .. أقول قد يعود"الباحث" – غير المسلم – ليقرأ الآية رقم"169" أي قوله جل وعلا :ï´؟إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَï´¾"169"نجد هذا في الخطاب المفستهل بـ"يا أيها الناس" أما الخطاب الموجه للمؤمنين .. فنحن أمام آية واحدة .. تحذر من خطوات الشيطان .. وتذكر بنعم الله سبحانه وتعالى وفضله :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور 21فسبحان الله الرحيم بعبيده .. الرؤوف بعباد ..أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
