المنهج الفكري والمعرفي الذي تعلمته من الحياة

المنهج الفكري والمعرفي الذي تعلمته من الحياةالمنهج الفكري الذي تعلمته من الحياة ومن اساتذتي واهلي واصدقائي وكبار السن والعلماء الذين كنت احضر محاضراتهم وخطبهم ، رسمته لنفسي منذ ايامي الاولى ، وهذا المنهج يؤكد ان الانسان بحاجة إلى قراءة وتفهم الشريعة الاسلامية
والسيرة النبوية المطهرة وسيرة الصحابة الكرام ، وهو بحاجة ايضا الى قراءة الفلسفة، الشعر، القصص ، التاريخ ، وإلى تفتح الذهن على اداب الشعوب وعاداتها وتقاليدها ليحصل على التهوية الضرورية فلا يتعفن .. واذا ما فعل ذلك سيفهم نفسه من خلال قراءاته واطلاعه على من قرا لهم ، وبذلك سيكون قد وضع قدمه على بداية الطريق وعرف من اين يكون المسير .
ولعمري انها مهمة صعبة وطويلة ولكنها ليست مستحيلة ، وعلى كل انسان ان يفعل ما بوسعه قدر المستطاع ، بدلا ان من السكون والكسل ، فاي قدر من المعرفة يحصل عليه هو مكسب وافضل من لا شيء ..
رسالة محبة اوجهها الى كل انسان يريد ان يعرف شيئا عما يدور حوله وعما دار في الزمن الغابر من احداث وقصص وحروب اوصلت عالمنا الى ما هو عليه اليوم من فتن واضطرابات واعمار وبناء وتكنولوجيا وصناعات مذهلة لم تكن معروفة سابقا .ما اقوله لكم تعلمته وطبقته على نفسي بقدر معين منذ عشرات السنين ، وما زلت في الدرج الاول من سلم المعرفة والحياة .. في نفس الوقت ما زلت ايضا اشعر بالمتعة والرغبة بمواصلة الدرب حتى اخر العمر ان شاء الله .
وقد سالني بعض الاصدقاء ، ممن كنت اتحاور معهم حول هذا الموضوع ، عما حققته وانجزته في مسيرتي العلمية والطويلة وانا مازلت في الدرج الاول من سلم المعرفة ؟
فقلت : لو اردت ان احسب الانجازات في مجال تخصصي العلمي والفكري العام ، واقيمها بحساب الارقام فاقول لك اني انجزت الكثير والحمد للله ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : بلغ عد الكتب التي الفتها في المجالات المختلفة والتي ترجمتها ( من اللغة العبرية الى اللغة العربية ) اكثر من 39 كتابا طبعت ونشرت ووزعت على الدوائر العسكرية في مختلف انحاء العراق ، ولكن بسبب ظروف احتلال العراق عام 2003 فقدت معظم هذه الكتب التي كنت احتفظ بها في دار القادة ببغداد والتي نهبت او احترقت في حينه ، فضلا عن ان تلك الكتب كانت تطبع على حروف الرصاص والتي يجري اذابتها بعد فترة قليلة من نشر الكتاب . واضفت له : وخلال الفترة بين 1967 واليوم انجزت المئات من الدراسات والبحوث العلمية والسياسية والعسكرية والفكرية فضلا عن تدريس هذه اللغة لما يزيد عن 20 عاما وقيامي بترجمة الكثير من المقالات والدراسات والتقرير الاخبارية ... الخ من هذه اللغة ، ناهيك عن قيامي بالتدريس والترجمة في المعاهد العسكربة والجامعات العراقية سنين طويلة ، هذا عدا عن اهتماماتي في المجالات الصحفية والاعلامية والثقافية التي قدمت فيها الكثير ، اضف الى ذلك اهتماماتي الاخرى وكتاباتي ومحاضراتي ومؤلفاتي في المجالين السياسي والعسكري .. وفوق كل ذلك وقبله وبعده فقد انجزت ضمن واجباتي الرسمية الكثير ، وساشير الى ذلك في مذكراتي ان شاء الله ، واذكر على سبيل المثال متابعاتي لليورانيوم المنضب في وسط وجنوب العراق للفترة بين 2002 -1992، وغيرها من المهمات والواجبات التي تركت اثارا طيبة لدى ابناء شعبنا في شمال البلاد وجنوبها .
قلت لصاحبي ايضا : هذا غيض من فيض ، ومع ذلك قلت لك انني مازلت في الدرج الاول من سلم الحياة .. فتصور كم نحتاج من جهود وتعب ووقت لتبني منهج فكري ومعرفي يفيدنا في حياتنا وينعكس ايجابا على بلادنا .
الذي اؤكد عليه ان نتوكل على الله ونتبى منهجا فكريا وعلميا ومعرفيا سليما لبناء انفسنا وتطوير ذاتنا ولا باس ان نتفاعل مع تجارب الشعوب الاخرى وبما لا يتعارض مع ديننا وقيمنا واخلاقنا وتقاليدنا ومبادئنا .
ومن الله التوفيق
العراق في 2017/12/12