صحب زيتٌ عمرا

مزالق فكريّة أهدافها وجدانيّة
(1)

صحب زيتٌ عمرا

اقتبسها من التراث : فيصل الملوحي

قد كانْ ...
في سالف العصر والأوانْ
والٍ يتتبـــــّع البيانْ
والنّحو والإعرابْ .
ونحن في حيرة واضطرابْ ..
في أمر هذا الإنسانْ
هل كان لمّاح الذكاءْ
عبقريّ اللبّ والجنانْ
أم كان ممّن غاب عنهم الصّوابْ
في أمر زيد وعمرو !
ما الحكمة الغرّاءْ
عند العلماء والنّحاةْ
في ضرب زيد عمراً ( الغلبانْ )
وكان القرار ، أن أدّب النّحاةْ
على هذه الجريمة النّكراءْ

*********

حتى أطلّ من السّماء
من خبر الكلامْ ، وتزو يقه الفنّانْ
وأنقذ المساكينْ ، بردٍّ يقينْ
أذهب الشكوكْ ، وأرشد العقولْ !!
فقد كان لعمرو الختّالْ ، نصب واحتيالْ
في( لطش) حرف الواوْ
من والينا ( داود ) بلا حياءْ


*********

وكان الانطلاقْ ، إلى الدرهم الفتّان ..
عنــد أرباب العـــلم والبيانْ ..

*********

فلا عجـــبْ،أن نكون في عصر العطاء
كمثل من ذهبْ ، في ماضي الزمــان
ولاعتـــبْ،على أهل الزيت والباذنجان
إن صدّروا الخضارْ ، بأزهــى الألوان
إلى بلاد الذهــب الرنّـــــــانْ

وأبقوا للبلدْ ، ( حقّ القرش المثقّبْ)
ونحن الأساتذة ، نرقى إلى أمل عريض
فنصدّر العلم والأدبْ ، والخبرة النّادرة
إلى مــــن يُقوّم بالذهــب !!
ونُبقي للبلد ، ما يقوم بـ( التّنك )
ليعلن أهل العلم والخضار
في غاية المطاف :
أن ملكنا المبتغى
في الجواهر والدّرر !!

هذا فن المقامة الراقية، والتي لم يعد أحد يهتم بها كثيرا، وماشبعنا من النص بعد.
وكان له تتمة، فلمن كان النص أستاذ فيصل؟
ومكانه في القسم الساخر.
دمت بخير. وانتقاء جميل

شكرا من الفلب. لكن ما معنى : لمن كان النص؟ و كان له تتمة؟! ربما تعرفون اصل الحكاية. . لكن كل شيء بعدها لي.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل الملوحي

شكرا من الفلب. لكن ما معنى : لمن كان النص؟ و كان له تتمة؟! ربما تعرفون اصل الحكاية. . لكن كل شيء بعدها لي.

---

شكرا لك أستاذ فيصل، نص جميل فعلا، وينقل للقسم المخصص.

أولا:
قال المهندس الزراعيّ !! الأخ أبو فراس:

هذا فن المقامة الراقية، والتي لم يعد أحد يُعنى بها كثيرا، و لما نشبع من النص .
وكان له تتمة، فلمن كان النص أستاذ فيصل؟

لم أُجب على هذه التهمة.

ثانيا:

نقلته السيدة الفاضلة أمّ فراس إلى القسم المختص!!

نعم! جاء الموضوع بأسلوب ساخر. لكن أردت أن أبين أن فريقا ممن ( امتهنوا ) اللغة العربية صارت اللغة العربية موردا للرزق أكثر من عشق لها كما تربينا عليه. و أخذت من القصة التي يعرفها كل دارسي العربية مثال الرجل الذي يعرف سياسة ( تزويق) الكلام، فخلّصهم من الحكم الجائر بسجنهم لأنهم حكموا على عمرو بالضرب ( ضرب زيد عمرا )، فقال إن عمرا سرق الواو من اسم( داود - وهو اسم الوالي ) و الأصل أن يكون ( داوود - بواوين ).

فالموضوع ينتمي إلى قسم الأدب الاساخر، لكنه يهز أعماق اللغة العربية لأنها صارت عند بعضهم تجارة، و ينتمي كذلك إلى قسم اللغة العربيّة، و هو بأسلوب ساخر.


وشكرا من الفلب لعمق عنايتكم بالموضوع.

ونحن الأساتذة ، نرقى إلى أمل عريض
فنصدّر العلم والأدبْ ، والخبرة النّادرة
إلى مــــن يُقوّم بالذهــب !!
ونُبقي للبلد ، ما يقوم بـ( التّنك )
ليعلن أهل العلم والخضار
في غاية المطاف :
أن ملكنا المبتغى
في الجواهر والدّرر !!

أستاذ فيصل، هل نفهم من هذا انك ضد المدرسة المصرية النحوية ، في حذف الواو الثانية؟
مثال: شؤون ومؤون وداوود الخ؟

الأخت الكريمة رغد قصاب مشرفة القسم الاسري

شكرا لك عنايتك بالموضوع.

أولا:


نعم، أجاز مجمع اللغة العربية في مصر أن تكتب الهمزة على نبرة إذا كانت الهمزة مضمومة وبعدها واو وقبلها حرف ساكن يتصل بما بعده، مثل: مسئول. أو مضمومة وبعدها واو وقبلها حرف مضموم يتصل بما بعده، مثل شئون و علل مجمع اللغة العربية لتغيير القاعدة بمخافة توالي الأمثال،
أما كلمة داوود أو داود أو دؤود فأنا أكتبها ( داود ) بواو واحدة للتخفيف، و لما جرت عليه أكثر الكتابات، وقد تكون لأسباب أخرى.




ثانيا: أنقل هنا الطرفة التاريخية التي لا أستطيع توثيقها، مخلصا لها من ( الفذلكة ) التي أضفتها لكلامي، و ربما كانت سببا فيما وقعنا فيه :


يروى أن حاكما إبان العهد العثماني يدعى داود باشا كان محباً للعلم و العلماء شغُوفاً لمعرفة العلم من ينبوعه الصافي ، وقد استشكل عليه ذات يوم كتابة اسمه( داود) هل تكتب بواو واحدة أم بواوين ( داوود) فجمع العلماء في مجلسه و طلب منهم أن يبينوا له السبب في حذف الواو الثانية الملفوظة وغير المكتوبة من اسمه ، و قال إن لم تخبروني سجنتكم حتى أجد الجواب الشافي، فاحتاروا في جوابه وأحرجوا و لم يجدوا لذلك خبرا، و لا في عقولهم أثرا ، و تناظروا فيما بينهم علّ أحدهم يجد جوابا شافياً و خبرا بيّناً ، وبينما هم في صمت إذ بأحدهم و كان قوي الحجّة، ظريفاً، اهتدى إلى الجواب فقال له أيها الوالي : إن السبب في إسقاط الواو من اسمكم هو أن عَمراً سرق الواو من اسمكم دون حاجة إليها، لذا فإن النحاة دأبوا على التمثّل بقولهم: ضرب زيد عمراً عقاباً له، فهو ما يزال يضرب حتى يتخلّى عن الواو الذي هو لاسمكم ، فضحك الحاكم و اعجب بقوله وأطلق سراح العلماء الذين سجنهم لعجزهم عن الجواب، وكافأ هذا العالِم على قوة حجته و سرعة بديهته.
ثالثا: ليست الطرفة التي نقلتها دليلا على أني مع المدرسة المصرية أو المدرسة السورية ، وإنما أردت أن آخذ منها ما فعله الأستاذ الذي خلّص الأساتذة من الحبس، و جاء بكلام أضحك داود، فأطلق سراح الأساتذة من الحبس. وقد يمدح فعله لأنه خلّص مظلومين. وقد أخذت بالرأي القائل إنه صاحب ( تزويق ) الكلام، و البحث عن المنافع المادية كما يفعل كثيرون بعلمهم و لا يصونون قداسة العلم. و ليس من الضروري أن ما اخترته هو الصواب.
نعم، أنا مع المدرسة السورية، لكن ليس بتعبير ( ضدّ )، فأنا لا أفضّله لأهل العلم .
رابعا: ما زلت أنتظر جوابي الفاضلين أم فراس و أبي فراس.
و شكرا.

أشكرك أخي فيصل , لقد وضحت الشرح وفصلت الأسباب , وبارك الله بك رائداً للعلم والمعرفة , تحياتي .