عندك "واسطة"؟ .. بلغ السيل الزبى!!

عندك "واسطة"؟ .. بلغ السيل الزبى!!


في البدئ عمدا كتبت "الُرُبى"بالراء المهملة .. من باب التغيير .. وبعد .. فهذه الكُليمة نصفٌ من بُنيات الخيال .. ونصفٌ ابني شرعي للواقع.
الفصل الأول:
تخيلتُ أن أحدهم خشي أن يزعج صديقه بالاتصال عليه .. ففضل كتابة رسالة"واتسية" .. :
( عندك واسطة ..) .. "أرسل"
فينفصل "النت" ..
وحين تصل الرسالة المبتورة إلى"الصديق" .. يرد .. وساطة فين؟
وحين لا يأتيه ردٌ يكتب ..
جامعة "ب" .. لا يردك إلا لسانك
جامعة"س" .. لي فيها "خوي"لكن آخر مرة .. قلي .. نظامني كله آلي !! صرفني !
مستشفى "ع" .. ما يحتاج تسأل .. خالي مديرها .
وهكذا بين"لا يردك إلا لسانك" و"ما لي فيها أحد" .. تمددت قائمة غير طويلة ..
الفصل الثاني :
نهبط من"طائرة التخيل" إلى "سيارة"الواقع .. لم يكن الأمر أكثر من تسريب بسيط .. أعلن عن نفسه من تحت ماسورة الماء التي تحت "عداد"منزلنا ... أعلن ذلك "الترسيب"عن نفسه في الموعد الأسبوعي لتشريف الماء ..
سعادة غامرة أمطرت علينا،حين علمنا بوجود"تطبيق" يتم الإبلاغ عبره عن "أعطال الماء"بدل الاتصال .. لكن "الفرحة ما تمت" و "الإبلاغ الآلي" لم يأت بنتيجة.
اغضب ذلك،فيما يبدو،تسريب الماء .. فأعلن عن نفسه بشكل سافر .. وبدأت خيوط الماء تصل إلى منتصف الشارع،ولكن في انسياب غير مزعج.
تم "الإبلاغ" مرة أخرى .. عن طريق الاتصال المباشر .. فكان أن حسد "المباشرون" أندادهم "الآليين" .. وتسابقوا على "تجاهل"دموع الماسورة،والتي بدأت تهطل ..
وحين وصل الغضب،منا أو من شركة الماء،حده .. انفجرت الماسورة .. فانساب الماء نهرا دفاقا،مع أنه بالكاد "يقطر"في "الخزان"! أرزاق.. وصلت السيول إلى الشارع العام ..
صحيح.تم"الإبلاغ" مرة أخرى .. ولكن .. لا جديد تحت الشمس .. ولا تحت القمر!!
فلم يبق إلا اللجوء إلى"واسطة" .. لا من أجل إدخال "مريض"إلى مستشفى لا مكان فيه .. ولا إلى السعي لقبول طالب لم يجد مقعدا في الجامعة.
بل .. لإصلاح ماسورة ماء .. ملأ تدفقها الشارع .. في وقت يُحضر فيه البعض الماء عبر"الوايت = التنكر"!!

تلويحة الوداع : يا عجايب يا عجيب .. حتى إصلاح "ماسورة"أصبح .. يحتاج إلى"وساطة"!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

من لم يتقن لغة الواسطة فليتبوأ مرتبته من التجاهل والإحباط!!