يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
الموضوع السابق:
http://omferas.com/vb/t61818/
الحلقة 104 من قصة البداية :
** من قصص سليمان التي ذكرت في القرآن الكريم :
*"إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ، قال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ".. كان سليمان يحب الخيول ، عرضت عليه آلاف الخيول ، وأجريت بين يديه عشيا" ، فتشاغل بحسنها ، وجريها ، ومحبتها ، عن ذكر له خاص في هذا الوقت ،، حتى توارت بالحجاب ، أي حتى غابت الشمس ، أي ذهب وقت الذكر بانشغاله بجمال الخيول وحسنها ..
* "ردوها علي ، فطفق مسحا" بالسوق والأعناق"،، أي قال سليمان : أحضروا لي الخيول ، وشرع يذبحها ويقطع أرجلها ، لتكون طعاما" للفقراء والمساكين ، تقربا" لله تعالى ، أي لأنها شغلته عن ذكر الله ، فاعتذر إليه وتقرب بأكثر شيء يحبه ، وهي الخيول. ،، ولم يكن لحمها حراما" في شريعتهم ،، ..
* قصة أخرى : كان لسليمان سبعين زوجة ،، في الأمم السابقة كان تعدد الزوجات بلا قيود ، فقد كان للرجل منهم عشرات الزوجات ،، جاء الإسلام فقيّد العدد وحدده بأربعة فقط ، فالإسلام لم يعدّد بل قُيّد وحدّد ..
* قال سليمان كما في الحديث الصحيح : لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة ، كل واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، ولم يستثن ، أي لم يقل : إن شاء الله ، فطاف عليهنّ ، فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل ، أي بجسد طفل دون أيدي وأرجل :" وألقينا على كرسيه جسدا" ثم أناب".. فشعر بذنبه واستغفر ربه وتاب وأناب ..
* قصة أخرى : كانت الشياطين تصعد إلى السماء ، فتقعد منها مقاعد للسمع ، فيستمعون من كلام الملائكة مايكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر ، فيأتون الكهنة فيخبرونهم ، فتحدّث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا ، وزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة ، فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب ، وفشى ذلك في بني اسرائيل أن الجنّ يعلمون الغيب ، فبعث سليمان في الناس ، فجمع تلك الكتب ، فجعلها في صندوق ، ثم دفنها تحت كرسيه ، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق ..
* لما مات سليمان ، استخرج الشياطين هذه الكتب ، وزادوا فيها سحرا" وكفرا" ، وقالوا : هذا الذي كان سليمان يعمل بها ، فأكفره جهال الناس وسبّوه ، وقالوا عنه ساحر ..
رد: يا غير مسجلمختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 105 من قصة البداية :
** لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان عليه السلام في المرسلين ، قال بعض أحبار اليهود : ألا تعجبون لمحمد ، يزعم أن ابن داوود كان نبيا" ، والله ماكان إلا ساحرا" .. فنزلت الآيات :" وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ".. كناية أن السحر كفر ..
* " فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته"..
* كان الإنس يقولون : إن الجن يعلمون الغيب الذي يكون في المستقبل ،، وقف سليمان في محرابه يصلي متوكئا" على عصاه ، فحين نزل به الموت ، مات وهو قائم ، ومكث على ذلك سنة ، والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة ، التي كلفهم بها ، ولاتعلم بموته ، حتى أكلت الأرضة (حشرة صغيرة تأكل الخشب) عصا سليمان ، فسقط على الأرض ، فعلموا بموته ، فعلم الإنس أن الجن لايعلمون الغيب ، لأنهم لو علموه لما أقاموا هذه المدة الطويلة في الأعمال الشاقة ، وهم يظنون أنه حي ، وهو عليه السلام ميت .. " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين "..
* سليمان عليه السلام وصفه الله عز وجل بأنه :" كان عبدا" شكورا" "..
* فالشكر من المقامات العالية ، وهو أعلى من الصبر والخوف والزهد ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" للطاعم الشاكر منزلة الصائم الصابر عند الله"..
* وقال: " ينادى يوم القيامة ، ليقم الحامدون ، فيقوم زمرة فينصب لهم لواء ، فيدخلون الجنة ، قيل : من الحامدون ؟ قال : الذين يشكرون الله على كل حال "..
* جميع مايلقى العبد في هذه الحياة ، إما يوافق هواه ، أو يخالفه ..
* فإن وافق هواه ، كالصحة والسلامة والثروة والجاه ، فما أحوجه إلى الصبر معها ، فإنه إن لم يضبط نفسه طغى واسترسل في التنعم واتباع الهوى ، ونسي المبتدى والمنتهى ،، ولذلك قال الصحابة رضوان الله عليهم : بلينا بفتنة الضراء فصبرنا ، وبلينا بفتنة السراء فلم نصبر ..
* لذلك قيل : يصبر على البلاء كل مؤمن ، ولايصبر على العافية إلا كل صدّيق ،، ومعنى الصبر فيها : ألا يركن إليها ،، وأن يعلم أن كل النعم وديعة عنده ، ستسترجع على القرب ، ولا ينهمك بالغفلة والتنعم ، ويؤدي حق شكر النعمة ..
* فسليمان صلوات الله وسلامه عليه ، أنعم الله عز وجل عليه بالملك والنبوة ، وأعطاه من الميزات والنعم مالم يعط أحدا" من العالمين ، فأدى شكر النعم ، فوصفه تعالى بأنه كان عبدا" شكورا" : أي كثير الشكر ..
* شكر النعم : استعمال النعم في طاعة الله عز وجل ..
* تم بحمد الله قصة سليمان عليه السلام *
رد: يا غير مسجلمختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 106 من قصة البداية :
** قصة يونس عليه السلام :
* يونس عليه السلام من شمال العراق ، قرية اسمها نينوى ، قرية ضخمة فيها 120 ألف نسمة ، وهي بلدة في العراق ، قرب الموصل ، فيها آثار وأصنام ..
* أخذ يدعو قومه لعبادة الله عز وجل ، وإفراده بالعبادة ، كذبوه ، دعاهم ودعاهم ، فأصروا على كفرهم وعنادهم ، وبالغوا في الإنكار لدرجة أن قالوا له : ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ..
* أخبره الله عز وجل أن عمر دعوته قد انتهى ، وسينزل العذاب بأهل القرية بعد ثلاثة أيام ..
* حذرهم و حذرهم فاستهزأوا به ..
* يئس ، فخرج من القرية ، وفيه من الحزن على قومه والغيرة على دين الله مافيه .. لكن كان هذا دون أمر من الله عز وجل بالخروج ..
* " وذا النون إذ ذهب مغاضبا" فظن أن لن نقدر عليه "..
* سأل معاوية ابن عباس عن تفسير نقدر عليه ..
* فقال ابن عباس : نقدر من القَدْر ، وليس من القدرة .. أي لن نضيق عليه بالعقوبة ، بمعنى : من قُدِر عليه رزقه أي ضُيّق عليه رزقه ..
* ظن عليه السلام أن قومه سيأتيهم العذاب ، فلاحاجة لوجوده ، وظن أن الله تعالى لن يعاقبه ، لأنه عز وجل قد حسم أمرهم ..
* بدأت علامات العذاب تظهر ،، فظهر غيم أسود عظيم ، ودخان عظيم ،، طلبوا يونس ليسألوه ، فلم يجدوه ..
* عرفوا أن العذاب قد جاءهم ، فتشاوروا ، وقرروا أن يؤمنوا جميعا" ،، آمنوا جميعا" في ساعة واحدة ، مع أن يونس عليه السلام قد بقي يدعوهم عشرات السنين ولم يؤمنوا .. فكل شيء بميعاد وكل شيء بقدر..
* آمن في ساعة واحدة أكثر من مئة ألف شخص ،، فارتفع العذاب ..
* نوح عليه السلام مع مكانته العالية عند الله عز وجل ،، رَآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء الثانية يوم المعراج ،، دعا قومه تسعمئة وخمسين عاماً ، ولم يؤمن أكثر من ثمانين شخصاً ..
** كل أمر في هذه الحياة ، وكل حدث دقّ أو جلّ له حكمته ووقته ، فلاتستعجل الأقدار ،،
* قف على باب الله ، واطلب حاجتك ، وثق أن الله سيجيب طلبك في الوقت المناسب ،، في الوقت الذي يريده هو ، لا الذي تريده أنت ،، وبالطريقة التي أرادها هو ، لا بالطريقة التي تريدها أنت ،، فقط كن في معية الله ،، وثق أن الخير فيما اختاره الله ..
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 107 من قصة البداية :
** القرية الوحيدة التي آمن كل كل سكانها ، وفي ساعة واحدة هي نينوى ..
** خرج يونس عليه السلام من القرية ، رأى سفينة ، فركب فيها ..
* السفينة كانت مملوءة على آخرها :" إذ أبق إلى الفلك المشحون " .. أي هرب إلى السفينة المملوءة ..
* سارت السفينة ، فجاءت عاصفة شديدة هوجاء .. وكادت السفينة أن تغرق ،، قالوا : ماالذي حدث ؟ لابد أن فينا مذنب ..
* تشاوروا ، ماالحل ؟
* قالوا : نجري قرعة ، فمن يخرج اسمه نرميه في البحر..
* عملوا قرعة ، فظهر اسم يونس ، قالوا : لكن هذا عبد صالح فأعادوها ثانية وثالثة ، في كل مرة يخرج اسم يونس ،، فقالوا : لابد أنك المذنب ..
" فساهم فكان من المدحضين" ..
* ألقوه في الماء ، فأرسل الله عز وجل حوتا" ، ابتلعه ..
* جاءت الأوامر إلى الحوت : ألا تأكل له لحما" ، ولاتهشم له عظما" ، فإن يونس ليس لك رزقا" ، إنما بطنك له سجنا" ..
* بقي في بطن الحوت ثلاثة أيام ، في هذه الظلمة والوحشة ، والضيق ..
* "فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" ،، لم تكن ظلمة واحدة بل ظلمات : ظلمة بطن الحوت ، وظلمة أعماق البحر ، وظلمة الليل ..
* تفاجأت الملائكة ، فقالت : صوت حبيب معروف ، من مكان غريب مجهول ..
* صار جلده يتقشر ويتآكل ، فهو في معدة ، وفيها من العصارات والمواد مافيها ..
* أدرك يونس عليه السلام ذنبه ،، فهو نبي مرسل ، ليس له أن يخرج من القرية إلا بإذن مولاه سبحانه ،،
* فاستغفر وسبح هذه التسبيحة الخالدة ، وورد أنه لولا تسبيحه لبقي مسجونا" إلى يوم القيامة ..
* فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. دعوة ذي النون في بطن الحوت ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لم يدع بها مؤمن ربه في شيء إلا استجاب له".. كما استجاب ليونس عليه السلام :"فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" دعاء الكرب ، لكل مؤمن ..
* وحّد : لاإله إلا أنت..
وقدّس : سبحانك ..
واعترف : إني كنت من الظالمين ..
* لانشعر بأن صيغته صيغة دعاء ، ليس فيه طلب ، لكنه أعظم دعاء ،، فهو سبحانه أعلم بحالنا وحاجاتنا ، فيستجيب لنا بجوده وكرمه ..
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 108 من قصة البداية :
** "فلولا قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين" ،، أي فهلا كانت قرية واحدة من القرى التي أهلكناها ، تابت عن الكفر وأخلصت الإيمان عند معاينة العذاب ، فنفعها إيمانها في ذلك الوقت ، إلا قوم يونس لما تابوا عن الكفر ، وآمنوا بالله رفعنا عنهم العذاب المخزي المهين في الحياة الدنيا ، وأخرناهم إلى انتهاء آجالهم ،، كشف عنهم العذاب في الدنيا ، بعد أن أتى ، ورأوا أماراته ، لأنهم آمنوا جميعا" ودعوا ربهم ، وناحوا وتضرعوا ، فعرف الله عز وجل الصدق من قلوبهم ، والتوبة والندم على مامضى منهم ، فكشف عنهم العذاب ..
** تقشر جلد يونس عليه السلام ومرض ..
* أمر الله عز وجل الحوت أن يلفظ يونس عليه السلام إلى البر ..
* خرج يونس مريضا" ضعيفا" :"فأنبتنا عليه شجرة من يقطين"،، أنبت الله عز وجل له شجرة من يقطين ، نبتت بسرعة عجيبة ، بمعجزة منه سبحانه ..
* اليقطين (القرعة) نبات مفيد جدا" ، وشجرة اليقطين لها خصائص عجيبة ، لاتأتيها حشرات نهائيا" ..
* وكانت تنزل أروية (أنثى الوعل) ، نوع من الغزلان ، ليشرب من ضرعها ..
* في إنبات القرع عليه حكمة جمة : منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ، يجمع بين كبر الورق ، وبرد الظل ، ولايقربه ذباب ، فإن لحم يونس لما خرج من البحر كان لايحتمل الذباب والحشرات ،، وأيضا" القرع يؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نيا" ، ومطبوخا" وبقشره وببزره أيضا" ، وفيه نفع كثير ، وتقوية للدماغ .. وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه ، ولهذا قال تعالى : فاستجبنا له فنجيناه من الغم ، أي الكرب والضيق الذي كان فيه ، وكذلك ننجي المؤمنين أي وهذا صنيعنا بكل من دعانا واستجار بنا ..
* ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء (أي القرعة) ،، ويتتبعها في القصعة ..
* تقوى يونس عليه السلام بهذا الغذاء المفيد ، حتى قوي عوده وترمم جلده ، بسرعة عجيبة ، وأمره تعالى بعد أن استكمل قوته وعافيته ، أن يعود إلى قومه :" وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون"..
* وجد يونس قومه قد آمنوا ، فعاش بينهم يرشدهم ، ويعلمهم تعاليم دينهم ..
* تم بحمد الله قصة يونس عليه السلام *
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 109 من قصة البداية :
* أيوب عليه السلام*
* كان أيوب عليه السلام رجلا" غنيا" ، كثير المال ،، رزقه الله تعالى البيوت والأراضي والأنعام ،، رزقه خير متاع الدنيا : المال الكثير والأولاد ..
* كان أيوب دائم الشكر لله ، دائم الحمد والطاعة له ، وكان كريما" ، يعطي الفقراء ، ولايرد أحدا" ..
* كان يصلي الليل ويصوم النهار ..
* ابتلى الله عز وجل أيوب عليه السلام ابتلاء عظيما" ، ليعرف صبره ، وليكون مثلا" خالدا" لنا ، وقاموسا" للصبر ..
* فقد أيوب النبي الرسول أولاده كلهم ، وفقد أمواله وأراضيه وأملاكه ، فبقي وحيدا" فقيرا" ..
* لم يبق مع أيوب سوى زوجته ، تصبره وتواسيه ..
* كان في محنته لايتوقف عن الصلاة والصيام والدعاء لحظة واحدة ..
* ابتلى الله عز وجل عبده أيوب ابتلاء أكبر ، فسلبه صحته ، مرض مرضا" شديدا" ، لايستطيع معه أن يتحرك ، أصابه شلل رباعي ، لم يبق إلا لسانه يلهج بالدعاء ، والتسبيح ، دون تبرم ولاضجر ..
* صبر أيوب عليه السلام صبر الجبال ، ليصير أمثولة الصبر عبر التاريخ ..
* وبعد أن كانت زوجته سيدة غنية مرموقة ، صارت خادمة في بيوت الناس حتى تؤمن الطعام ، والدواء لزوجها ..
* طالت محنة أيوب السنين الطوال ، مع ذلك لم يتغير أيوب ، ولم يسقط في الامتحان ، كان مؤمنا" في غناه ، مؤمنا" في فقره ومرضه ..
* إذا أحب الله عبدا" ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، فإن رضي اصطفاه ..
** المصائب خمسة أنواع :
* نوع خاص بالأنبياء : مصائب كشف : ينطوي على كمال في أعلى مستوى : هذا الكمال لايظهر إلا بمصيبة كمصيبة أيوب عليه السلام : مصائب تكشف صبرهم وتحملهم وعزمهم وقوة إرادتهم وإيمانهم ..
* مصائب المؤمنين : مصائب دفع ورفع : شخص مؤمن ، لكن عنده مثلا" تهاون بالعبادات ، عباداته شكلية ، صلاته صورية ، غض بصره ليس حازما" ، إنفاقه قليل ، يلهو مع الناس .. مؤمن لكنه مقصر .. يحتاج مصيبة دفع تدفعه إلى الله :"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين". هذه الآية متعلقة بمصائب المؤمنين ، مصائب دفع ..
* مصائب رفع : حينما ترضى بعمل صغير متواضع ، وأنت عندك إمكانات كبيرة جدا" ، يسوق الله لك مصيبة تجعلك ترفع مستوى عملك :"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"..
* أما مصائب الكفار والمنحرفين : فهي مصائب ردع أو قصم :
* إن كان هناك أمل من إصلاح هذا التائه ، فيه من الخير ، ولو القليل : تأتيه مصيبة ردع ، لعله يرجع ويعود لطريق الله عز وجل ..
* إن لم يكن هناك أمل منه نهائيا" : تأتيه مصيبة القصم :" فلما نسوا ماذكروا به ، فتحنا عليهم أبواب كل شيء ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"..
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 110 من قصة البداية :
** يروى أن أيوب مكث في البلاء ثمان عشرة سنة ، فقالت له امرأته يوما" ، لو دعوت الله عز وجل ،، فقال لها : كم لبثنا في الرخاء ؟ ،، فقالت : ثمانين سنة ، فقال : إني أستحيي من الله أن أدعوه ، ومامكثت في بلائي المدة التي مكثتها في رخائي ..
* من شدة فقر أيوب وزوجته ، باعت الزوجة المؤمنة الصابرة ضفيرتيها ، لتشتري الطعام ،، لما رأى أيوب عليه السلام ذلك ، حزن حزنا" شديدا" ، و دعا فقال :" رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" ..
* استجاب الله عز وجل لاستغاثة عبده الصابر أيوب ..
*" اضرب برجلك ، هذا مغتسل بارد وشراب".. امتثل أيوب للأمر ، فضرب برجله الأرض ، فأنبع الله له نبع ماء بارد ، وأمره أن يغتسل فيها ويشرب منها ، اغتسل فذهب ماكان بظاهر جسده ، وشرب منها فذهب كل مرض كان بداخل جسده ،، باغتسالك يبرأ ظاهرك ، وبشربك يبرأ باطنك ، فأذهب الله عنه ماكان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض ..
* وأبدله صحة وجمالا" ومالا" كثيرا" ، حتى صب له من المال صبا" مطرا" عظيما" جرادا" من ذهب ..
* "وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا" ،، متعه الله بالصحة والعافية ، حتى كثر نسله ، وصار عدد أهله ضعف ماكان ، رحمة من الله تعالى لصبره وإخلاصه ..
* " وخذ بيدك ضغثا" فاضرب به ولاتحنث" ،، كانت زوجة أيوب تخدمه في مرضه ، فلما اشتد به البلاء وطالت به المدة ، جاءت إلى أيوب ، وفي نفسها الضجر ، وقالت له : إلى متى هذا البلاء ؟ فغضب منها ، وحلف إن شفاه الله ليضربنها مئة سوط ، فأمره الله عز وجل أن يأخذ حزمة من قضبان خفيفة ، فيها مئة عود ، ويضربها بها ضربة واحدة ، ويبر في يمينه ، رحمة من الله به وبزوحته التي قامت على رعايته ، وصبرت على بلائه ،، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ..
* قرأت أثناء بحثي الكثير من الاسرائيليات التي لايقبلها العقل والمنطق ، حول مرض أيوب عليه السلام ، فتارة يقولون أصابه اكتئاب ، وتارة أصابه مرض جلدي معدي ، جعل لحمه يتساقط ، واشمأز منه البشر ، وخافوا من العدوى أن تصيبهم ، فرموا به في مزبلة خارج البلدة ،، هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا" ، الله سبحانه وتعالى أكرم أنبياءه المقربين خيرة البشر ، فلم يرسل إلا جميل الصورة جميل الصوت محببا" مقربا" إلى النفوس ،، لايمكن أن يقبل المنطق إصابة أي نبي بمرض يجعل الناس تشمئز منه ،، كذلك : فإن المؤمن لايصاب بالاكتئاب بسبب إيمانه وقربه من الله عز وجل ، فكيف بالنبي الرسول المقرب ، أكيد لايمكن أن يصاب بالاكتئاب ، أو بأي مرض يجعله تعافه النفوس ..
* تم بحمد الله قصة أيوب عليه السلام *
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 112 من قصة البداية :
** قصة عزير عليه السلام :
** ملك الدنيا مؤمنان وكافران : ذو القرنين وسليمان ،، والنمرود وبختنصّر :
* كان بختنصر ملكاً طاغية كافراً ..
* هدم بختنصر بيت المقدس ، وقتل فيها بني اسرائيل ، وأحرقهم ،، وطغى وبغى فتفرق بنو اسرائيل ، وتشردوا في البلاد ، فنزلت طائفة منهم الحجاز ، وطائفة يثرب ، وثالثة وادي القرى ، وقليل منهم إلى مصر ، وساق بختنصر من بقي من بني اسرائيل أذلاء مقهورين إلى بابل ، وهناك سيموا ألوان الخسف والامتهان ، على مدى سبعين عاما" ، حتى أذن الله بالفرج ، فقد أمر ملك الفرس بإعادتهم إلى بيت المقدس ،، ولم تقم لبني اسرائيل قائمة إلا في هذا الزمان ،، عسى ألا تعمر دولتهم إلا زمنا" يسيرا" ، لأن ذلتهم هي الأصل والقاعدة ، وعزتهم هي الاستثناء ..
* كان عزير عبدا" صالحا" حكيما" ، ويقال أنه كان نبيا" من أنبياء بني اسرائيل ،، وهو من بلدة قريبة على بيت المقدس ..
* خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها ، فلما انصرف أتى إلى بيت المقدس ، واستغرب من خوائها ، وهو على حماره ، و كان معه طعام وشراب ..
* استلقى على قفاه ، ثم نظر إلى الخراب والعظام البالية الملقاة هنا وهناك ،، وقال متعجبا" : أنى يحيي هذه الله بعد موتها ..
* ثم نام في الظهيرة ، ولم يستيقظ إلا بعد مئة عام ..
* أثناء موته ، وبعد سبعين عاما" من هدمها ، عاد إليها بنو اسرائيل ، وأعادوا بناءها ، فاستيقظ فرآها عامرة ..
* حين استيقظ في المساء ، استوى جالسا" ،، فبعث الله إليه ملكا" ، فسأله : كم لبثت ؟؟ ،، قال عزير : لبثت يوما" ، ثم نظر إلى الشمس فرآها قد قاربت المغيب ، فقال : أو بعض يوم ..
* قال له الملك : بل لبثت مئة عام ..
* العجيب أن طعامه وشرابه على حالهم ، لم يتسنه ، أي لم يتغير شيء من حالهم ..
*"وانظر إلى حمارك ، ولنجعلك آية للناس ، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما" فلما تبين له ، قال أعلم أن الله على كل شيء قدير"..
* وانظر إلى حمارك .. نظر إلى حماره ، فرآه قد مات ، وبليت عظامه ، وصارت نخرة ،، فإذا بالعظام تتجمع وتتركب أمامه ، ثم كسيت بالعروق والعصب واللحم والجلد والشعر ،، فإذا به حمارا" كاملا" ،، ثم نفخت فيه الروح ، فإذا به حي ينهق ..
*عاد عزير إلى بلده ، فأنكر الناس وأنكره الناس ،، رأى عجوزا" عمياء ، سألها : أليس هذا منزل عزير ؟؟ .. قالت : عزير اختفى منذ مئة عام ،، قال لها : أنا عزير ..
* قالت : كان عزير مجاب الدعوة ،، إن كنت عزيرا" ادع الله لي أن أرى ، فدعا الله أن يرد بصرها ، فإذا بها قد شفيت ..
* ورأى ابنه قد صار شيخا" عمره مئة وثماني عشرة سنة ،، قال له : أنا عزير ،، قال : كان لأبي عزير شامة سوداء بين كتفيه ، فوجدها ، فعرفه الناس ..
* كان عزير من الأربعة الذين حفظوا التوراة : موسى ويوشع وعيسى وعزير ..
* وكانت التوراة قد اختفت ، فكتبها عزير لأنه كان يحفظها ..
* عاش عزير في قومه يأمرهم وينهاهم بأوامر الله عز وجل ، ويرشدهم إلى مافي الخير والصلاح ..
* غالى الكثير من بني اسرائيل في أمر عزير ، فقالوا عنه : ابن الله ..
* "وقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله".. سبحانه وتعالى وتقدس وتنزه وتعالى عن ذلك علوا" كبيرا" ..
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 111 من قصة البداية :
** أيوب عليه السلام مات أولاده جميعهم ، فصبر ، فأبدله الله عز وجل بضعف عددهم ..
* كان من بين أولاد أيوب ولد عظيم جدا" ، اشتهر في التاريخ ، اسمه بشر ،، وهو ذو الكفل ، كان نبيا" صالحا" داعيا" إلى الله ..
* تكفل ذو الكفل لقومه بكافة شؤونهم ، كان لايرد أحدا" ،، كل من يحتاج مالا" أو أي شيء آخر يذهب إليه ،، وتكفل بالقضاء بينهم بالعدل ..
* تكفل أن يصوم النهار ويقوم الليل ، وتكفل ألا يغضب ،، فكان نموذجا" للبشرية في التكفل بحاجات الناس ،، وأنموذجا" رائعا" بالخلق الحسن ..
* ذكره تعالى في القرآن ، ووصفه بأنه من الصابرين ، ومن الصالحين ، ومن الأخيار ..
* هذا كل مانعرفه عن ذي الكفل صلى الله عليه وسلم ..
* إن لله بشرا" خلقهم لقضاء حوائج الناس أجرهم عظيم ومرتبتهم عالية ..
* من قصص الأنبياء نجد نماذج من أصناف البشر ، كي نتعلم كيف نحيا ..
* عندما نتكلم عن الفساد الاجتماعي نجد قصة يوسف عليه السلام والنسوة من طبقة المترفين ، اللاتي راودنه عن نفسه ،،
*التزام طبقة المترفين بالخلق والعفة له أجر كبير ، لأن تعرضهم للفتنة شديد ..
* حين نتكلم عن الظلم والطغيان السياسي : نجد قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، ونجد الانحراف والتهرب عن أمر الله ، وعن منهجه تعالى في قصة موسى مع بني اسرائيل ..
* حين نتكلم عن النموذج المالي والاقتصادي نجد قصة شعيب عليه السلام : قطاع طرق ، سرقة ، ظلم ، غش في التجارة ، جمارك ظالمة ..
* الأنبياء دعوتهم دعوة إصلاح ، فالدين نظام شامل للحياة ، يعلمنا كيف نحيا وكيف نعيش ..
* "اعبدوا الله مالكم من إله غيره" ،، دعوة كل الأنبياء ..
* "قد جاءتكم بينة من ربكم"،، كل الأنبياء جاؤوا بمعجزات ، هذا أمر أصيل في النبوة ، كل نبي يأتي بمعجزة ،، ليصدقه الناس ، ولايدعي غيره النبوة (يحتاج معجزة خارقة للعادة) ..
* نعلم معجزات بعض الأنبياء ، وبعضهم لانعرفها :" منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك".. صلى الله عليهم جميعاً ..
رد: يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
** الحلقة 113 من قصة البداية :
** قصة أصحاب السبت :
* حرم الله عز وجل والتجارة والصيد وكل الأعمال على اليهود يوم السبت ..
* كان يهود أيلة (وهي اليوم إيلات) يعيشون في بلدتهم التي كانت تطل على البحر الأحمر ، وكانوا يتمسكون بأحكام التوراة ، فلا يصيدون يوم السبت ..
* كانت الأسماك والحيتان كثيرة ، تظهر على سطح الماء في ذلك اليوم وتختفي في غيره ، امتحاناً وابتلاء من الله عز وجل ، فعدوا على الحيتان وهي آمنة فاصطادوها ،، بأن نصبوا شباك الصيد يوم الجمعة ، وتركوها إلى يوم الأحد فأخرجوها ،، وهذا تهاون و تلاعب واحتيال على شرع الله عز وجل ..
* يخبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق : فرقة مؤمنة نهتهم عن هذا الفعل واعتزلتهم ، وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه ، ولكنها قالت منكرة :"لم تعظون قوما" الله مهلكهم" ،، يأسا" منهم من استجابة الطائفة الفاسقة ، فلافائدة من نهيكم إياهم ، فقد هلكوا واستحقوا العقوبة من الله تعالى ..
* قالت الطائفة الأولى الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر :"قالوا معذرة إلى ربكم" .. نعظهم لنعذر عند الله بقيامنا بواجب النصح والتذكير :"ولعلهم يتقون" أي ينزعون عما هم فيه من الإجرام ، لعلهم يتقوا الله و ينيبوا إلى طاعته ، ويتوبوا من معصيتهم إياه ، وتعديهم الاعتداء في السبت ..
* بدأ الانحراف وتخطي حدود الله ينتشر شيئا" فشيئا" ،، بدأ بمجموعة ثم انتشر وانتشر .. "فلما نسوا ماذكروا به"،، لما أعرضوا عن قبول النصيحة إعراضا" كليا" ..
* "أنجينا الذين ينهون عن السوء" نجينا الناهين عن الفساد في الأرض ..
* ولأن المنكرين باللسان كانوا أفضل من المنكرين بالقلب ، خصهم الله تعالى بالذكر دون إخوانهم مع نجاتهم جميعا" على الأصح ..
*"وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس "،، أخذنا الظالمين العصاة بعذاب شديد بما كانوا يفسقون .. بسبب فسقهم وعصيانهم لأمر الله عز وجل ..
* "فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين".. أي مسخناهم قردة وخنازير .. لكن عذبوا أولا" بعذاب شديد ، فلما لم يرتدعوا ، وتمادوا في الطغيان مسخوا قردة وخنازير ..
* ذلك أنهم لما لم يرتدعوا ، اعتزلهم أهل القرية ، فكانوا يبيتون وحدهم ، ويغلقون بينهم وبينهم أبوابا" حاجزا" ، لما يترقبون من هلاكهم ، فأصبحوا ذات يوم ، وأبواب ناحيتهم مغلقة لم يفتحوها ، وارتفع النهار ،واشتد الضحاء ، فصعدوا على السلالم يشرفون عليهم ، فرأوهم قد انقلبوا قردة لها أذناب يتعاوون ، فجعلت القردة تعرف قراباتهم ، ولايعرفهم قراباتهم ، فجعلوا يلوذون بهم ..
* عاشت القردة ثلاثة أيام ، لم يأكلوا ، ولم يشربوا ، ولم يتناسلوا ..
* مات كل الذين خالفوا أوامر الله عز وجل، بعد قلبهم قردة ، مع الذل والهوان ..