الكسل السعودية .. العمل الحب

الكسل # السعودية .. العمل الحب

نصف العنوان مأخوذ من "وسم" جاء تحت عنوان" السعودية # الكسل" .. وأضفت النصف الثاني متكئا على مقالة لراي برادبيري،قبل المقالة هذا نص "التغريدة"التي أنتجت هذه الأسطر :
عضو العلماء"المطلق" : ظاهرة الكسل تتفشى بالمجتمع .. زوجات لا يُجدن صنع القهوة ، وشباب يهملون مساعدة أبائهم
السعودية # الكسل
أما المقالة .. فقد لفت نظري فيها،أولا قول كابتها،أو وصفه لـ"العمل" بأنه "منفر" !!
(لكن دعونا نرتقي الجد شيئا فشيئا.وأنا أتحدث إليكم الآن من منبري هذا،ماهي،يا ترى،الكلمات التي يجدر بي وضعها أمامكم بخط أحمر بارز وارتفاع عشرة أقدام؟
العمل
هذه الكلمة الأولى.
الراحة.
هذه الثانية،ويتبعها كلمتين أخيرتين :
عدم التفكير. (..) دعونا نلقي نظرة مطولة على كلمة من الكلمات المنفرة إلى حد ما وهي"العمل".
أنها بلا شك الكلمة التي يدور حولها مسارك المهني طيلة حياتك،لذا ينبغي عليك في البدء أن لا تقف منها موقف العبد"ويا لقبح العبودية !"بل أن تقف منها موقف الصاحب،فمتى ما استطعت أن تتصالح مع عملك مدى حياتك،سترى أن هذه الكلمة قد تحررت من وقعها المُنفر) ){ ص 165 - 166 (الزن في فنّ الكتابة) / راي براد بيري / مجموعة من المترجمين / الدار العربية للعلوم ناشرون / "مشروع تكوين للكتابة الإبداعية" / الطبعة الأولى 1436هـ = 2015}.
وكان المؤلف قد تحدث عن سبب اختياره للعنوان أي "الزنْ في فن الكتابة"فقال :
(اخترتُ هذا العنوان كما هو واضح،لمفعوله الصادم. ستتكفل ردود الأفعال المتباينة حياله بأن أحظى بجمهور،حتى لو لم يكونوا إلا من أولئك الفضوليين الذين يأتون لإبداء الاستياء،ويمكثون لإحداث الصخب){ ص 165 (الزن في فنّ الكتابة)}.
على كل حال المؤلف يقدم نصائحه لمن يرغب في امتهان الكتابة .. فـ"العمل"هنا هو الكتابة .. ومع ذلك فالنصائح لافتة للنظر .. يقول الكاتب :
(حسنا،دعوني أعود لأسرد إشاراتي مرة أخرى مع العلم بإمكانية وضعها بأي ترتيب كان نبدأ بالراحة أو عدم التفكير أو بهما معا ثم العمل. ولكن دعونا نضيف إشارة أخرى إلى الإشارات السابقة :
العمل،الراحة،عدم التفكير،المزيد من الراحة. ولنقف عند الكلمة الأولى :
العمل. أفترضُ أنك تعملُ حقا،أليس كذلك؟ ولكن هل ستضع لنفسك بعد قراءة هذا المقال خطة عمل في الكتابة؟ وما هي هذه الخطة؟ مثلا : أن تكتب ألف أو ألفي كلمة يوميا لمدة عشرين سنة قادمة. في البداية قد تخرج بقصة قصيرة أسبوعيا،واثنين وخمسين قصة سنويا لمدة خمس سنوات،خلال هذه الفترة ستكتب،وتمحو،وتستبعد كثيرا من الكتابات حتى تصل إلى النتيجة المرضية،فأنا على يقين من أن الكَمَّ ما هو إلا عتبة للكيف. ولكن كيف؟
لو نظرنا إلى اللوحات الفريدة التي بلغت القمة في الجمال والإتقان لفنانين مشاهير مثل ما يكل آنجلو (..) لوجدنا أنها حصيلة البلايين من اللوحات التي رسموها،وهذا ما أعني بقولي أن الكم يهيئ للكيف. إن الجراح الماهر لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد تشريح وفحص الآلاف من الأجساد البشرية والأنسجة والأعضاء (..) وكذلك العداء،فلكي يتمكن من قطع مئة ياردة عليه أن يقطع عشرة آلاف ميل ركضا. إذن فالتجارب الكمية تمنحك الخبرة ومن الخبرة تتحقق المهارة. إن جميع الفنون صغيرها وكبيرها ما هي إلا تقليص للجهد المستنزف في سبيل الدقة ولاختصار){ ص 169 – 170 (الزن في فنّ الكتابة)}.
ويضيف :
(إن للعمل قيمة ينبغي ألا يُقلل من شأنها،لذلك لا تَعْتَبر ما كتبتَه من القصص في عامك الأول محاولات فاشلة ولو بلغ عددها خمسا وأربعين قصة من بين اثنتين وخمسين قصة،فالفشل هو الانسحاب،وبما أن العملية التي أنت خضتها عملية متنامية،فلا يمكن أن يكون الإخفاق في مرحلة ما فشلا،فالعملية مستمرة والعمل قائم،فإن كان موفقا فسوف تتعلم منه،وإن أخفقت في شيء ما فستتعلم أكثر،ولك في كل ما فعلته عبر ودروس يلزمك الوقوف عندها وتأملها.
إن الانسحاب هو الفشل بعينه،وقد يؤدي بك إلى الدخول في حالة من التوتر والاضطراب من شأنها أن تلحق الدمار بالعملية الإبداعية (..) ألا يبدو الآن أننا كلما استفضنا في الحديث عن العمل،أصبحنا أقرب إلى الراحة؟ إن ما يجلب لنا التوتر والاضطراب هو عدم المعرفة أو الإحجام عن محاولة المعرفة،وعلى النقيض فإن الخبرة والمعرفة التي نكتسبها من العمل تمنحنا ثقة جديدة هي الطريق إلى الراحة،تلك الراحة المفعمة بالحيوية،التي نجدها مثلا عند النحات المحترف الذي لا يحتاج إلى أن يلقن أصابعه ما ينبغي أن تفعل عند النحت){ ص 171 – 172 (الزن في فنّ الكتابة)}
ويضيف أيضا :
(ومن خلال هذه العواطف والعمل المتواصل على مدى فترة زمنية ممتدة،سيرى الكاتب أن كتاباته بدأت تتسم بالوضوح،وحينها سيشعر بالراحة،لأنه يفكر بطريقة صحيحة،بل سيفكر بطريقة أصح لأنه يشعر بالراحة،فالحالتان متبادلتان،وسيصبح الكاتب قادرا على رؤية ذاته،وفي عتمة الليل سيشع ذلك الضياء الفسفوري من دواخله ملقيا بظلال طويلة عل الحائط){ ص 173 (الزن في فنّ الكتابة)}
ثم يصل إلى النتيجة التالية :
(وإن فعلت،فأعتقد أنك ستجد بسهولة مرادفا جديدا لكلمة"العمل"ألا وهو"الحب"){ ص 179 (الزن في فنّ الكتابة) }
(الزن في فنّ الكتابة)

من هذا العنوان جاء الجزء الثاني من عنوان هذه الكُليمة .. وحب العمل،المنشود،هو حب العمل .. سوءا كان كتابة أو أي عمل آخر.

يلح بعض الكتاب الغربيين على فكرة المواظبة على عمل ما .. ليمتلك الإنسان ناصيته .. ومن ثم تحصل تلك الراحة التي أشار إليها"براد بيري".
كتب روبين شارما :


(ليست العبقرية حكرا على احد،وليست لسلالة نادرة من البشر. (..) ركز على مجال معين أو مهارة معينة،بإخلاص وعزم شديد على تحقيق تحسن يومي،وشغف للوصل إلى التفوق والتميز،وفي فترة تتراوح من ثلاثة إلى خمس سنوات،سوف تجد أنك أصبحت تعمل بمستوى من الإتقان والكفاءة يجعل الناس يصفونك بالعبقرية. (..) وقد كان مايكل جوردان لا عبا عبقريا في كرة السلة. فهل كان نجاحه الفذ والاستثنائي داخل الملعب مجرد نتيجة لموهبته الطبيعية؟ بالطبع لا. لقد أخذ موهبته التي حباه الله بها. وطبق عليها المعادلة: التركيز زائد التحسن اليومي زائد الوقت يساوي العبقرية){ ص 28 – 29 ((دليل العظمة) / روبين شارما / الطبعة الثانية 2009 حقوق الترجمة العربية والنشر والتوزيع محفوظة لمكتبة جرير). }.
ويقول :
(وتحضرني هنا قصة عن بابلو بيكاسو. في أحد الأيام،رأته امرأة في السوق،فجاءته بقطعة ورق،وقالت له بسعادة وحماس : "سيد بيكاسو،إنني من أشد المعجبات بك. فهل يمكن أن ترسم لي شيئا؟". فاستجاب لها بيكاسو بسعادة،ورسم لها لوحة سريعة،ثم ابتسم وهو يقدمها لها،وقال : "ستساوي هذه مليون دولار". فردت المرأة بدهشة وإثارة : "ولكن سيد بيكاسو،إنك لم تستغرق إلا 30 ثانية فقط لترسم هذه التحفة الفنية الصغيرة". فضحك وقال : "سيدتي الفاضلة،لقد احتجت إلى 30 عاما حتى أتمكن من رسم هذه التحفة الفنية في 30 ثانية".){ ص 34 ((دليل العظمة) }
هكذا استعمل "براد بيري" .. مفردة"الحب" واستعمل "شارما" مفردة"الشغف" ..
يخبر "براد بيري" أنه،من سن مبكرة جدا،كان يكتب كل يوم ألف كلمة .. حتى استقامت اللغة بين أنامله.. ويقول ..( لقد ابتدعتُ استعاراتٍ جديدة أصف بها نفسي مؤخرا،ويمكن أن تكون لك. كل صباح أقفزُ خارج السرير و أخطو على أرض مليئة بالألغام،هذه الأرض هي أنا. بعد الانفجار،أقضي بقية اليوم في إعادة وضع القطع مع بعضها البعض.
إنه دورك الآن،اقفز){ ص 17}.
هل ستفعل؟
يبدو أنك لا تسمعني .. فأنت مشغول بالشكوى من العمل .. منهمك في تصفح وسائل التواصل!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني



http://www.alajman.ws/vb/showthread....91#post1380191

لاينجح عمل من غير محبة له خالصة وحقيقية...
الا استثناءات لاداع لذكرها هنا.