صباح الخير (315)الهجرة الثقافية

الهجرة الثقافية
كنت سمعت منذ فترة في إذاعة دار الفتوى اللبنانية، حديثا مهما للأستاذة فيروز العشي، [1]تتكلم عن الهوة الفكرية، التي غدت ما بين الأهل والأبناء ، وعن دور الآباء فيها وكيفية رد الصدع عن زيادة الشرخ، ناهيك عن استدراكها للفكرة ، من انه ليس بالضرورة تواجدها.
حيث أعجبتني معالجتها الموضوعية للقضية المكررة الطرح، ، بحيث طالبت الأهل بتفهم طريقة تفكير الشاب، وضرورة النهل من المعارف التي يستقى منها هذا الجيل، والفكرة أنها علوم العصر التي علينا التعرف عليها، والتقرب بالحوار العقلاني مع الجيل، ولكن قبل ذلك علينا اختيار الأوقات الرحبة المناسبة، لمساعدته في تفهم مشكلته وتحليلها ومن ثم مساعدته في حلها، بصرف النظر عن تقبل هفواته التي سيتفهم مستقبلا، انه سيدفع ثمنها هو وحده، ولأجل المزيد من المعالجة المنطقية، التي عليه ممارستها، لترجح كفة الموضوعية والعقلانية بقدر الإمكان،.
ما لفت نظري أكثر ، قولها بعدم حتمية وجود الفجوة تلك .
نعم إن كان الأهل ممن يحدثون سلوكياتهم ويتعاملون بطريقة حنونة مقنعة، تناسب هذا الزمن المتقلب.
ما سبب هذه المقدمة الطويلة؟.
سببها ما يقوله الأدباء من فجوة ما بين القراء والمؤلف ولعل ما عالجناه سابقا ينطبق على ما يجب أن نعالجه ثقافيا.
مازال المؤلف يفترض قارئا يفهمه، ولكن الواقع أن له شريحة محدودة تتفهم ما يقدم، وعندما يتفهم ما يحتاجه المجتمع وطريقة تفكيره الحديثة، سوف يعيد النظر ويهاجر للمكان المناسب، وينخرط تحت نمط وطريقة وأسلوب أكثر قربا، واكثر وضوحا، وأكثر قربا من الجمهور.[2]
الخميس 26-1-2017

---

[1] السيدة فيروز العشي الاختصاصية النفسية والتربوية و رئيسة لجنة المرأة و اﻷسرة "مودة" في جمعية جود التنموية ومعدة ومقدمة برنامج "كنوز اﻷسرة "

[2] فكرتنا لا تمس الهدف والرسالة إنما الأسلوب والطريقة والنمط الذي تنطوي فيه الفكرة.

إن فكرة الهوة مابين القارئ والمؤلف ، تشبه إلى حد كبير الهوة المجتمعية التي نعاني منها وجدتها في مقالات الأستاذة ميسم الحكيم:
http://omferas.com/vb/t61479/

السلام عليكم ورحمته وبركاته
الهجرة الثقافية موضوع كبير مرتبط بتشعبات كثيرة، فإذا نظرنا لأي مجتمع من أجل بحث سُبُل الارتقاء به، ونشر الرفاه الاجتماعي، لا بد من الدخول بداية من بوابة الحرية بكل أصنافها، حرية التفكير و المعتقد، لأنها الأساس الذي ينطلق منه كل عمل شريف مخلص من أجل الارتقاء، وإذا انطلقنا للمنطقة الاقتصادية القاعدة لكل الأنظمة، فإذا كنا نأكل مما نزرع، فنحن أقوياء، أمّا فساد الأنظمة السياسية فهو يقضي على كل شيء، و يجعل من كل مقدرات البلاد نهبًا لأطماعه، وبناء منظومات من الفاسدين تعمل على النهب المنظّم لكل المقدرات، وتحويلها إلى البنوك الأجنبية، وترك شعوبهم تعاني من الجوع و الفقر و المرض، يلهثون من أجل لقمة العيش، لملأ البطون الخاوية.
و الحالة هكذا، فما يستطيع أن يستمع للمثقف، أمام سطوة رغيف الخبز.
دمتم بكل تقدير

نعم صدقت اخي محمد ولعلي كنت اهذي عندما كتبت تلك الخاطرة:
http://omferas.com/vb/showthread.php...424#post234424

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي المقداد

السلام عليكم ورحمته وبركاته
الهجرة الثقافية موضوع كبير مرتبط بتشعبات كثيرة، فإذا نظرنا لأي مجتمع من أجل بحث سُبُل الارتقاء به، ونشر الرفاه الاجتماعي، لا بد من الدخول بداية من بوابة الحرية بكل أصنافها، حرية التفكير و المعتقد، لأنها الأساس الذي ينطلق منه كل عمل شريف مخلص من أجل الارتقاء، وإذا انطلقنا للمنطقة الاقتصادية القاعدة لكل الأنظمة، فإذا كنا نأكل مما نزرع، فنحن أقوياء، أمّا فساد الأنظمة السياسية فهو يقضي على كل شيء، و يجعل من كل مقدرات البلاد نهبًا لأطماعه، وبناء منظومات من الفاسدين تعمل على النهب المنظّم لكل المقدرات، وتحويلها إلى البنوك الأجنبية، وترك شعوبهم تعاني من الجوع و الفقر و المرض، يلهثون من أجل لقمة العيش، لملأ البطون الخاوية.
و الحالة هكذا، فما يستطيع أن يستمع للمثقف، أمام سطوة رغيف الخبز.
دمتم بكل تقدير

---

نعم صحيح.
بكل الأحوال كان الهدف من المقال، محاولة ردم الهوة مابين القارئ والمؤلف.