الدول المستوردة / "بادي"و"بهجت"

ومضة من مقالة : الدول المستوردة / "بادي"و"بهجت"
كتب الأستاذ أحمد بهجت :
( يرى الكاتب الفرنسي برتران بادي في كتابه"الدولة المستوردة" – بفتح الراء – أن الموضة الجديدة هي استيراد الدول.
ونشرح فكرته قليلا فهي تحتاج إلى الشرح .. يرى الكاتب أن التجارب السياسية والثقافية التي قامت في أعقاب جلاء الاستعمار الأجنبي عن دول العالم الثالث،هي في جوهرها امتداد جديد لذلك الاستعمار،وأن الدول الوطنية المستقلة أنشئت وفق الأفكار والنظم والمناهج الغربية،تستوي في ذلك الدول الشيوعية والاشتراكية والرأس مالية.
إن الذين يشكلون هذه الدول،ويصنعون كيانها،أو من نسميهم نحن بالنخبة قاموا باستيراد النظام السياسي،كما قاموا باستيراد النظريات الثقافية والأدبية،كما استوردوا خطط التنمية وبرامج النهضة.
وبهذا الشكل صارت الدول الجديدة بمجملها عبارة عن كيان مستورد من الخارج،هذا الخارج كان هو المستعمر سابقا.
يدور الكتاب إذن حول فكرة استيراد الدول،وهي فكرة قامت بها النخب المتغربة،وأغراها على محاولتها سهولة تصنيع دولة من قطع غيار أجنبية متنافرة.
وأدت هذه الفكرة إلى نكسة النهضة والآمال المعقودة عليها،كما عوقت تطور المجتمع،وأضافت كثيرا من الأمراض الاجتماعية إليه،وأدت إلى تعقيد الواقع السياسي والثقافي والقيمي بشكل جعل محاولات النهوض أو الإصلاح أكثر صعوبة وأوعر طريقا.
وعبر المؤلف عن التجارب التي عايشتها البلاد الإسلامية والعربية ضمن تجارب بلدان العالم الثالث،وهي التي عاشت تجربة الاستيراد من الشرق والغرب،كاشفا عن حجم التجربة في هذه البلاد.
إن استيراد الجبن الأجنبي أخف وطأة وأسلم كثيرا من استيراد أسلوب الحياة ونمط العيش والهياكل السياسية والثقافية .. هاذ ما أثبته عالم اجتماعي محايد،ولكن من يقرأ ومن يسمع) { جريدة الحياة العدد 12194 في 29 / 2 / 1417هـ = 15 / 7 / 1996م}.
نعم .. من يقرأ .. ومن يسمع؟!
استومضها لكم : س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب