حين قرأت أباطيل وأسمار أول مرة فوقعت مني ذلك الموقع العظيم، وأعادتني إلى الالتزام بعد نفرة منه ، كان ذلك في السنة الثانية من دراستي الجامعية.
أيامئذ على تأثري الشديد بالكتاب، وجدت في نفسي غضاضة من عنف الشيخ رحمه الله في تقزيم لويس عوض ونبزه، ووجدت - كذا لاح لي يومها - أن ما قال عوض ليس من الخطورة بالمحل الذي يدفع الشيخ إلى تلك الحملة، وفي الدنيا منصرون ومبشرون ومستشرقون كثر، ينالون من تراثنا وديننا بما يعد نيل عوض إذا ما قيس به عمل نملة في جبل مفردة بإزاء جيش من مثيلاتها.
ذكرت ذلك في جلسة مع عمي و أستاذي الدكتور عدنان درويش، البعيد كل البعد عن التعصب، وصاحب الفكر البعثي ، فقال لي: محمود شاكر لم يكن يرد على ما أخرجه لسان لويس عوض فحسب، بل على ما تضمنه قلبه فباح ببعضه.
أسكتني يومها، وبعد حين، عرفت أن ما قاله أبو فهر قد يكون فيه شدة ، لكنها شدة المتحرق المقهور على ما يراه من أشر الشرور ، فلم يكن مبالغاً رحمه الله