حاولت كثيراً أن أفهم داعش على حقيقتها فلم أفلح ..

حاولت كثيراً أن أفهم داعش على حقيقتها فلم أفلح .. /د.رياض نعسان آغا
بقيت أسئلة كبرى حولها تحيرني
ألم تكن قيادات داعش تتوقع أن العالم سيحاربها في تحالف دولي ؟؟
كيف تغامر بإعلان دولة خلافة إسلامية وهي لاتملك أية جهة داعمة دولياً وتعلم أنها لاتمتلك حاضنة شعبية ؟؟
لماذا وقفت داعش ضد قوى الثورة والمعارضة السورية وقاتلت الجيش الحر وقضت على القوى الوطنية وكفرتها وحاربت أهل السنة بشكل خاص ؟؟
لماذا حاربت كتائب إسلامية يفترض أن تكون حليفاً لها ؟
لماذا هاجمت المسيحيين وهي تعلم أن هذا ليس من الإسلام وليس من السياسة ؟
لماذا هاجمت الإزيديين ثم الأكراد وكان بوسعها أن تستميلهم إليها ؟
لماذا هادنت النظام في سورية ثم انقلبت عليه ؟
لماذا قامت بقطع الرؤوس ونشر فيديوهات عن جرائم شنيعة كأنها تتقصد أن تقدم صورة كريهة عن نفسها ؟؟
لماذا قتلت الصحفيين الأجانب أو صمتت إذا كانت لم تفعل ؟؟
هل كان قادة داعش مقتنعين بأن دولتهم يمكن أن تستمر ؟؟
ألم يقرأ قادة داعش تجربة طالبان وتجارب مماثلة سرعان ما انهارت وتعرضت لعقاب دولي ؟؟
ماسر اعتماد داعش على الغرباء حتى في المواقع القيادية وهي لاتجهل كما يفترض أن هذا سيجعل الناس في ريبة ؟؟
كيف تمكنت داعش من استقدام كل قواها العسكرية وعتادها أمام نظر وسمع كل أجهزة مخابرات العالم المحتشدة في سورية والعراق ؟؟
لماذا سكت النظام السوري عن نمو داعش وهو لايجهل أنها ستنقلب عليه وتحاربه بعد أن تقضي على خصومه ؟
لماذا صمت الأمريكان والحلفاء عن جرائم داعش الأولى وانتظروا أن تكبر ويمتد نفوذها ؟
لماذا يرى الرئيس أوباما أن الحرب على الإرهاب ستمتد سنين طويلة وبإمكان التحالف إنهاء الحرب بسرعة قياسية كما فعلت فرنسا في مالي مثلاً ؟؟
لماذا سمح الأمريكان للنظام باستعادة القرى السورية التي هربت منها داعش ويقال إن عددها يزيد على أربعين قرية ، والتحالف يقول إن الحملة لا تهدف إلى تمكين النظام ؟؟
لماذا ولماذا ..
أسئلة كثيرة تحتاج إلى دقة في الإجابة لأن ظهور داعش يكتنفه الغموض ، وسيسجل التاريخ أن ظهورها هو الذي قضى على الثورة السورية وهو الذي جعل المعارضة تدخل في التيه ، وهو الذي شوه سمعة الثورة السورية عالمياً .
ويبقى السؤال الأشد إلحاحاً .. ماذا بعد القضاء على داعش ؟؟
هل يملك التحالف رؤية تضمن لملايين المشردين عودة إلى بلادهم ؟ وللمعتقلين إفراجاً عنهم ، وللسوريين الذين ذاقوا الويل في ذورته شيئاً من الحرية والكرامة بعد طول عناء وتشرد وقتل ودمار وعذاب ؟؟