قال لي أحبك.../للناشئة

قال لي أحبك/للناشئة
أنهت "رنا" صلاة الفجر ,وجلست تراجع دروسها بعدما قرأت صفحة من القرآن الكريم, حيث بقيت مرتدية ملابس الصلاة ,فهي تجد نفسها سعيدة بها جدا ورائحة البخور التي كانت والدتها تعطر بها تلك الملابس تبث في نفسها الطمانينة العميقة,وقد قالت لها والدتها يوما قبل ان تشغلها المشاغل مؤخرا ,وخاصة ذاك الحوار معها ,الذب بات يذكرها بحواراتها السابقة الجميلة والدافئة, بانتظار تفرغ الام الحنونة :
-إن صلاتك وقرآنك سوف يحمونك من كل شر بإذن الله...
تناولت إفطارها بسرعة وهرعت لارتداء ملابسها ورتبت هندامها جيدا ,وخرجت سيرا على الأقدام, فهي تحسبها رياضة الصباح الرائعة وورائحة الهواء الجديدة تملأ رئتيها....
بعد انتهاء الحصتين الأوليين وقدوم الفراغ الذي يهيئ للحصص المدرسية التالية ,هرع إليها الطالب عثمان طالب الثاني الإعدادي قائلا و بلا مقدمات وبعد تحية عابرة هامسا:
-أحبك
فاجاتها العبارة التي اتت كزخ مطر لم يجد احد غيمه بعد...وتذكرت كم كان يستفيد من مؤازرتها له, في تلافي تقصيره المدرسي بسبب غيابه المتكرر , وبسبب تدهور صحته مؤخرا..وكيف كان يتمنى لو أصبح متفوقا مثلها...
دارت الدنيا بها وأخذتها المفاجاة ولم تدر ماتقول...
صمتت وتملصت وأدارت وجهها وانصرفت لصديقتها ..وذهب بعيدا جدا عندما لم تجد جوابا...على كلمة يملؤها السؤال..
عندما عادت للمنزل مضطربة وباحت لوالدتها بذلك قالت لها بهدوء:
-إنها محبة أخ لاخته لاأكثر ولاأقل, لكن الأمور حولنا تحولت فلوثتها ,إما إنه يعاني فراغا قاتلا ,أو إنه يرى في التلفاز مالايُرى,أوإأنه يفتقد لعواطف حرم منها كثيرا...وفي كل الاحوال أنت غالية عند الله قبل أن تكوني غالية علينا,ولن اخش شيئا والله يحميك بعنايته,لذا لو سمعتِها مرة أخرى تجلدي وقولي له:
-أنت أخي في الله....ويحشر الإنسان مع من يحب في الجنة,فلتقرأ القرآن على نية أن يريك طريقك بوضوح, فهو قاضي القضاة...فربما غيرت رأيك عندما نكبر....
-ماذا سيريني؟
-في حلمك سيريك ماذا يجب عليك أن تفعل..فقد يشرح لك صدرك للإخوة في الله..وقد يقضي الله أمرا كان مفعولا..ولاضير أن تذكر هذا على أهلك...
-لكنني أحبك ,بطريقة أخرى..
-وكيف ذلك؟
-مثل حب التلفاز...هه
رفعت يدها تجاهه..لكنها قبضتها من جديد وانصرفت بصمت..
لم يفهم عثمان ماقالته " رنا" حينها ,وهرع لصديقتها منى بعد قليل قائلا لها:
-أحبك...
التفتت رنا عندما سمعت هذه الكلمة..من بعيد..
ومضت لمنزلها وارتمت على صدر والدتها بسعادة وقد فلتت دمعة هاربة منها قائلة:
-أنت أحلى ماما في الوجود..لن أنقطع عن القرآن ماحييت...ولا عن الصلاة..
ريمه الخاني 24-3-2014

من هنا الطريق للجيل والتواصل معهم بقوة ونجاح,نعم جيلنا ذكي ومطلع ولايخفى عليه خافية وعلينا ان نكون معه دوما.
شكرا لك أستاذة ريمه.

قصة رائعة بروعتك يا أستاذة ريمه , بارك الله بك وبهذا العطاء المنير , تحياتي إليك .

أعجبني جدا وجود حوار شفاف بين البنت و أمها ، هذا ما بتنا نفتقده في هذا الجيل ....
أنت مبدعة دائما يا سيدتي ..بارك الله بك .
وافر احترامي .