صباح الخير (258)تزيين الظاهر وانكشاف الباطن

http://im77.gulfup.com/ARXwi.gif
إن من أهم ما يشغل الفرد الاجتماعي في عصرنا هي قضية: تزيين الظاهر وانكشاف الباطن ,وكأنها القضية الوحيدة التي نعاني منها, فأمراضنا الاجتماعية فاقت الوصف والتخيل ,ومازلنا نعاشر الناس بهذا المنطق وكانه الغرض والمرمى, بينما تنطلي علينا افانين الخصم بكل سهولة!!! , وفي قمة الامل والفقد والجراح,
القضية الحقيقية ليست هذه, إنما في مضي من انكشف باطنه , في سياسته المنزاحة كمن يقول: اكذب إكذب حتى يصبح الكذب حقيقة رغم أنف الباحثين.
وهي إصرار على تحقيق هدف يعمل له الخصم في خفاء, النوايا الحسنة فما المفارقة و مالقضية؟, هل بتنا سجناء الألوان والراحة والمتع؟, إننا نمارس هذا مع بعضنا بعضا بكل سلاسة ونجاح...مع انفسنا, ونجبن ان نمارسه مع الخصوم.
النفاق شرعا :
مخالفة الظاهر للباطن
قال ابن رجب - رحمه الله -: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطَّلِع عليها الناس، إما من جهة عمل سيئ... ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت"؛
فقد يكون العبد بظاهرِه يعمل بطاعة الله - عز وجل - ولكنه يُبطِن النفاق أو الرياء، أو في قلبه مرضٌ؛ كالكِبر أو العُجب، فيظهر ذلك عليه في آخر عمره، ويُختَم له بذلك، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال كما عند البخاري: ((إن الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار)).
فقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فيما يبدو للناس))، يدل على أن باطنه خلاف ظاهره، ولا يمكن أن تسوء خاتمةُ مَن صَلَح ظاهره وباطنه.[1]
ولعل الشيطان أقرب مثال عن افتراق الظاهر عن الباطن:
• وبرصيصا العابد، الذي قال الله في حقه: ? كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ? [الحشر: 16].
قال أحد السلف: "إذا استوى ظاهر المسلم وباطنه، فهذا هو الإنصاف والعدل، وإذا كان الباطن خيرًا من الظاهر فهذا هو الفضل، وإذا كان الظاهر خيرًا من الباطن فهذا هو الجور".[2]
، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رُكْبتِي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك أولُ خلقِ الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة)).[3]
والسياسات الدولية لا يبدو لك ظاهرا المرمى منها , وهم يرتبون أوراقهم بعناية لأمر ما, وأنت تنساق على ظاهرها كالغنم, ولنفرض أن الحرب خدعة, لكنها تستخدم بحكمة وليست لكل الناس , وإنما لتكريس المصالح الإيجابية التي غابت عنا بمعظمها, الأمور الواضحة من حولنا الآن :تقول ومن بعدي الطوفان.
فكم طوفان ينتظرنا؟
13-3-2014

---

[1] http://w.alukah.net/Sharia/0/62919/#ixzz2vAuFBWwP

[2] http://www.alukah.net/social/0/62919/

[3] http://w.alukah.net/Sharia/0/62919/#ixzz2vAv17j7C

لا شك أنك طرحتِ قضية مهمة في هذا الزمان

وهي قضية النفاق ويربطونها بالاجتماعي للتخفيف

ولا شك أيضا أنه داء خطير يفتك بصاحبة على المدى البعيد

كمن يأكل العلف يملأ بطنه ويعظم كرشة ولكن يقتله شر قتله

ولكن هناك شعرة دقيقة بين تتزيين الظاهر وبين ستر القبيح

فقد يبتلى الإنسان بخصله ذميمه أو معصية أو ذنب فيستره ويظهر العافية

ليس لكسب الناس ولكن لستر القبيح

فكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعافيهم الله إلا المجاهرون

وهذا خلاف من يظهر أنه من الصالحين للمدح والثناء ولتحقيق مكاسب فهذا مذموم

أما من يستر عيبه عن الناس خوفا من الله واستجابه لأمره هذا مختلف

وكما ذكرت بينهما شعرة

والإنسان على نفسه بصير ولو ألقى المعاذير

سلمتِ لنا دوم

يسعدني دوما اهتماك وتركيزك عما يقدم هنا,وردك الحصيف أخونا الكريم.
الف شكر.

أختي أم فراس اللهم عافينا من النفاق وغيره من أمراض القلب المهلكة والنفاق من أشرها والعياذ بالله من آخرة المنافقين الذين اعتبرهم الله في الدركِ الأسفل من النار أي هم وقودها كما قدمتِ
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعملنا من الرياء
أما نفاق السياسة فالحمد لله الي عافانا من العمل بها ومن اتباعها في حياتنا أو مقالاتنا فالسياسة ما لم يراعى فيها الخوف من الله والحرص على مصلحة العامة فهي مفسدة ومهلكة لصاحبها
موضوع قيم ومهم نفع الله به القراء

الأخت أم فراس شكراً على هذه المقالة الهادفة , وأضيف هنا , :
لو أننا تمسكنا بكتاب الله وسنه رسوله لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن , لأن ديننا الحنيف يمنع جميع الفساد والضلال ومنها النفاق , لك الشكر على اهتمامك , تحياتي .