-
خردوات / كنعان كارم
تعال غداً / كنعان كارم
على ناصية الشارع محل مملوء بالخردوات من جميع الأصناف , ثلاجات , غسالات , ومواسير مهترئة وحنفيات نحاسية بالية , وصاحب الحانوت أبوعلي , يجلس كوحيد القرن ينفخ على ارجيلته , وبيده حزمة نقود فئة المئة يعد بها وبسرعة , وينظر إلى المارة بعين شزره , باحتقار باستصغار , تقدم إليه رجل فقير طاعن في السن , لا يجد طعاماً لأولاده , سأل أبا علي:
أريد أن أجمع لك خردوات هل تشتريها ؟
أبوعلي : طبعاً
فرح الرجل , وحمل كيساً كبيراً وبدأ يبحث في الحاويات على أي شيء يصادفه من معادن , فامتلأ الكيس , ووجد ثلاجة محطمة , فوضعها بجانب الكيس , حاول أن يحمل الكيس فعجز , حاول أن يحمل الثلاجة , فعجز
رأى سائقاً وطلب منه أن يوصله للحانوت الذي يبعد 5 كيلو عن حارة الفقير , وقال له :
سأعطيك الأجرة بعد أن أبيع هذه الخردوات , هل قبلت ؟
قال السائق : نعم قبلت .
ولما وصلت السيارة إلى الرجل صاحب الخردوات ,
قال :السلام عليكم
صاحب المحل : يرد عليه متعجرفاً , انتهى البيع والشراء الآن
-
قصة كاملة الأركان,تحمل عنصر التشويق بقوة,ويبقة سؤالي ,هل رتبت فيها رسالة وعبره ما أديبنا العزيز؟
مع التقدير.
-
أديبتنا العزيزة , بالنسبة لي , أترك المجال للمتلقي أن يفسر أطراف القصة عدة تفاسير , وفي هذه القصة تكون العبرة واضحة , وهي بين غني يعد الآلاف من الدنانير , ويسخر على المارة , فلا ينظر إلى حال الفقير الذي أهلك نفسه في البحث عن وسيلة يسد بها رمقه , وبعد أن بذل الفقير جهدة ووصل إلى الأمل , فإن الغني استهتر به ورده خائباً , وكأنه يقول له لا تتعب نفسك الفقير سيبقى يركض وراء الغني , وهذه خصلة من خصال مجتمعاتنا ,
أشكرك , وإذا لديك أي استفسار فأهلاً بك .