"شي بيت أبعد بيت"

"شي بيت أبعد بيت"
...................
في تلك القرية المنسية
حيث الضوء ينوس خجولا
يلثم وجه العتمة
و يعدها بالفجر القادم
يأتيها برشاقة بائع رمل
و بخفة سرّاق النار
يأتي ليعطر حمى الخط الفاصل
بين الأبيض و الأسود
..............
في تلك القرية المنسية
أدخل من باب الشوق
و أقول: حطت أشواقي بسلام
فتطيب الروح
ينهمر الفرح المنسي
عبرت مفازات الرغبة
سجّرتُ البحر ورائي
لم أبذر خطواتي في الدرب
لم أحفظ أشجار العلاّم
لم يبق مركب إلا أحرقته
سأصوغ رمادي من محرقة الفينيق
..............
في تلك القرية المنسية
حيث الضوء يوقّع إمضاء الحب ...
حيث البرد يجوس تضاريس العشّاق
يهديهم حب الفقراء
يمنحهم دفئا مقرورا
يفتح بوابات الفرجة
الحزن الشوق اللهفة
و يوحدهم في بوتقة
يسعر ما اضطرم في القلب ويذكيه
بالخشب المسروق من أشجار الجنة
و يصول العاشق جوالا
كي تبقى الشعلة سانية
و يدس يديه في جنبات الروح
يلوب عن حطب آخر
أو يطرد وسواس الغيرة
والغيرة مفتاح اللهفة
و يرتل في صمت معلن
أدعية العشق المنسية
حول النار جمار أخرى
أسعرها الوجد المخمور
يعلن عن أسرار الذات
موعودا كنت بغواية مارتا
لكن الذاكرة اليسرى
لن تنسى خباء أوكتافيا
سلمت مفتاح حياتي
لأنتظر دورة أمي الأرض
بشماتة قديس عاشق
عرف النصر ولم يكسر
عرف الله ،العقل، الحكمة
أفاجئها :
لم أعلن يوما إني قد أسبقك
لم أختر يوما أن أسبقك
فانا منتصر منصور
سفيته قلبي راسية
في دغل الكوخ المهجور
في تلك القرية الجبلية

ابعد بيت وبستان ومدينة وناس
صدقت