حنين إلى أفلام الأبيض والأسود وعرض أفلام تعود لأكثر من 80عاماً
http://baladnaonline.com/news/images...4-2007/zx6.jpg
حنين إلى أفلام الأبيض والأسود وعرض أفلام تعود لأكثر من 80عاماً
المصدر رويترز
23 / 04 / 2007
شكّل الحنين إلى أفلام الأبيض والأسود عنواناً للمهرجان القومي للسينما المصرية الذي افتتحت دورته الثالثة عشرة مساء الأحد الماضي، والذي يتزامن مع مئوية أول فيلم مصري. وفي الافتتاح الذي شهدته دار الأوبرا بالقاهرة وتحت عنوان "100 سنة سينما" عرضت مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة لأول مرة بعد أكثر من 80 عاماً على إنتاجها إضافة إلى عرض مشاهد من أفلام تعد الآن من كلاسيكيات السينما المصرية قبل عصر الألوان الطبيعية.
وأعلن وزير الثقافة المصري "فاروق حسني" تخصيص مقر لأرشيف السينما المصرية "للحفاظ على تراثها"، مشيراً إلى أن المشروع الجديد سيكون بمثابة " سينماتيك لمصر ... كان حلماً لنا جميعاً" كما أشار إلى أنه سيتم استصدار قرار بحظر خروج نيغاتيف الأفلام المصرية القديمة والحديثة من البلاد "إلا بعد تسليم نسخة للأرشيف" المقترح.
وتكررت شكاوى سينمائيين مصريين في السنوات الماضية من إهمال نيغاتيف الأفلام وهي النسخة السالبة، أو خروجها بطرق غير مشروعة حتى قال بعضهم إن السينما المصرية التي يقدررصيدها بنحو أربعة آلاف فيلم فقدت كثيراً من الأفلام التي تسربت إلى القنوات الفضائية غير المصرية التي اشترى بعضها حقوق عرضها والاحتفاظ بها....
وفي بداية حفل الافتتاح عرضت صور سينمائية قديمة بتعليق صوتي للممثل المصري الراحل "عبد الوارث عسر" الذي ذكر أن الشيخ "علي يوسف" وهو أحد رواد الصحافة في مصر كتب مقالاً في صحيفته "المؤيد" بعد أن شاهد أول فيلم سينمائي في البلاد حيث أبدى دهشته من هذا الفن الذي "لا يأتي به إلا شيطان مارد" كما أشار إلى أن السينماتوغراف وهي "بالتعبير العربي الفصيح الخيالة، أعظم عجائب القرن التاسع عشر" ثم عرض فيلم "ليلة العمر" وهو عبارة عن لقطات روائية مجمعة قام بترتيبها المخرج "محمد كامل القليوبي" والمونتيرة "رحمة منتصر" ويضم مشاهد بالأبيض والأسود من الأفلام الأولى حتى عام 1966 لمعظم نجوم السينما المصرية وفقاً لترتيب فيه تداخل مشاهد من أفلام مختلفة تدور حول موضوع واحد بإعادة ترتيبها مثل عرض مشاهد من فيلم "ريا وسكينة" لـ"صلاح أبوسيف" يليه مشاهد من فيلم "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة" وأخرى من فيلم "عفريت مراتي" الذي تتقمص بطلته شادية في بعض المشاهد شخصية "ريا" وهي أشهر قاتلة في الفن المصري.
كما عرضت أيضاً مختارات من تراث رائد السينما المصرية "محمد بيومي" (1894-1963) مؤسس صناعة السينما في البلاد وأول مصري يقف خلف الكاميرا مصوراً ومخرجاً حيث درس الإخراج السينمائي في النمسا وألمانيا ثم عاد عام 1923 ومعه أجهزة وآلات للتصوير وأنشأ أول معمل لتصوير وإعداد الأفلام في البلاد.
وقدم "بيومي" أول جريدة وثائقية سينمائية مصرية عنوانها "آمون فيلم" وكان يسجل فيها الأخبار والأحداث الجارية، واكتشف هذه الأفلام المخرج المصري "محمد كامل القليوبي" الأستاذ في المعهد العالي للسينما.
وعرف "بيومي" جريدة "آمون" الوثائقية بأنها "مصرية تظهر بها أهم المناظر والرجال".
ومن الأفلام الصامتة التي عرضت على خلفية موسيقى لـ"راجح داود" "نقل أعمدة مسجد المرسي أبي العباس" بالإسكندرية عام 1932 و"جنازة سير لي ستاك باشا سردار الجيش المصري وحاكم السودان" عام 1924 و"افتتاح مقبرة توت عنخ آمون" بالأقصر في جنوب البلاد في آذار 1924 و"ترحيب بسعد زغلول" وهو عائد من المنفى عام 1923 وفي هذه الأفلام تبدو الكاميرا ثابتة وأحجام اللقطات كبيرة تستوعب الجموع دون التركيز على الوجوه.
كما عرض فيلم أخرجه "بيومي" بعنوان "برسوم يبحث عن وظيفة" وهو أول فيلم روائي قصير يقوم مصري بتصويره وإخراجه ويمثل أقدم نيغاتيف في أفريقيا ويرجع إلى عام 1923.
وقال "القليوبي" في مقدمة تضمنها كتاب المهرجان إن هذا الفيلم عرض في كانون الثاني 1995 بالقاعة الرئيسية بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بباريس في افتتاح مئوية السينما العالمية بحضور كثير من نجوم السينما وحظي "بحفاوة وترحيب، وقالت مسؤولة السينما باليونسكو إن الفيلم يصمد للمقارنة بأفلام "شارلي شابلن" وروائع السينما الصامتة"، ويتنافس في المهرجان الذي يستمر تسعة أيام 136 فيلماً روائياً وتسجيلياً على جوائز قدرها 526 ألف جنيه مصري (نحو 92 ألف دولار).
ومن أبرز الأفلام الطويلة المتنافسة "عمارة يعقوبيان" و"أوقات فراغ" و"حليم" و"في محطة مصر" و"واحد من الناس" و"استغماية" و"قص ولزق"، كما تتنافس 110 أفلام تسجيلية وروائية قصيرة ورسوم متحركة أنتجت طوال عام 2006.
ويرأس لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة الكاتب "صلاح عيسى" أما لجنة التحكيم للأفلام القصيرة والتسجيلية فيرأسها المخرج "سعيد الشيمي".
وكرم المهرجان في الافتتاح الممثل "نور الشريف" والناقد "كمال رمزي" ومهندس الديكور "نهاد بهجت" وكاتب السيناريو "وحيد حامد" والمخرج "داود عبد السيد" وأصدر كتاباً يتناول مسيرة كل منهم.
وتبلغ قيمة الجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي طويل 150 ألف جنيه في حين تبلغ الجائزة الأولى في أقسام الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والرسوم المتحركة ستة آلاف جنيه.
آخر تحديث ( 23 / 04 / 2007 )
