صباح الخير(233) مفهوم الغش الأدبي

ينقسم الغش الأدبي لأقسام تغطي السرقة بطريقة محكمة منها:
مزج الشعر الوطني بالعاطفي الإباحي,صدق المعلومة مع كاذبها ,الحقيقة مع الخيال,الخ..
فبعضهم أيضا :يتخذ قصيدة الآخر هيكلا عاما يحورها ويغيير بعض كلمات منها كي تغدو جديدة..والآخر يعبث بمضمونها أكثر وهنا بات الامر شطرين معلومي وشكلي.
بات الأمر أصعب من أن يراقب عموما,لكنه بذات الوقت هو قابل للنشر والفضيحة!.
الزمن في عصرنا مفلطح وممتد بطريقة عجيبة وبذات الوقت محكم الخناق حول عنقنا..
كيف ذلك؟
كل شيء متاح, وكل شيء متابع بدقة! ماهذا الأمر الغريب العجيب؟.إننا في زمن المتناقضات القادحة والصارخة .


في عصر الويب لم نعد بحاجة لمعرفة المعلومة بكل تفاصيلها فنحن نكتفي بمعرفة أنها موجودة بين أيدينا فقط وسهلة التناول!.
للأسف يتخرج الطالب من الجامعات والمدارس وقد نسي معظم المعلومات لأنها ليست على علاقة بالحياة الواقعية ,ولاتهمه بحال.
المكان المناسب لهذه المعلومات هي الورق وصفحات الويب .
كم منا يتذكر كيفية حل معادلات تفاضلية ؟
***********
لذا فإن التعليم التقليدي فيما مضى كان يعتمد على مبدأ ان يتم تلقين الطالب كميات كبيرة من المعلومات ليقوم بحفظها بحيث لو تم إرساله الى الفضاء بعيداً عن كل التواصل البشري,
سيستطيع استعادة هذه المعلومات والاستفادة منها هذا النموذج في التعليم يدعى Just in Case .


************


نشهد في عصر الويب تطوراً كبير في سهولة الوصول للمعلومة لذا لم نعد بحاجة لحفظ كل تفاصيل المعلومة وهذا الأمر يدعى Just in Time .


هذا النوع من التعليم هو الأفضل لأننا نعلم الطالب مفاهيم Concepts والمفاهيم تبقى خالدة في الأذهان أكثر من الطريقة الأولى .


المكان المناسب لهذه المعلومات هي مخ الطالب .


مثال لتوضيح الفكرة :
انا لايهمني أن اعرف كيفية استعادة المعلومات في حال الحذف ولكني أعرف في حال حذفت معلومات من الهارد ديسك فأنا بإمكاني استعادتها كل ماعليي فعله هو البحث على هذه المعلومة المؤكدة عبر الانترنت .


عن موقع رقميات(ابحث عنها عبر غوغل)
*******
باختصار نحن في زمن علمي ثقافي ممتد وواضح المعالم ظاهريا, لكنه وعر المضمون متفرع حقيقة , بحبث يضيق الذهن عن حفظه , ومجال الغش فيه ممتد أيضا.
الأهم هنا ,كيف نستخدم المعلومة الصادقة المفيدةجيدا ونحسن غربلتها ,لتصبح ذات فائدة وقابلة للتطبيق ؟من هنا نبدأ ومن هنا ننطلق.
الخميس 28-3-2013


http://i459.photobucket.com/albums/q...ps6b316f12.gif

أحسنت كعادتك أستاذة ريمة
وإن من الغش صنفا لا ترتبط ذمة الغاش فيه بسواه
وهذا الصنف غالبا ما تكون قاعدته انفصاما في شخصية الغاش
تورثه التسوية بين الضار والنافع على نحو عجيب

مقال جميل وما أعجبني فيه أنكِ ذكرتي صورا من الغش قد لا تخطر على البال

فالكثير يقصرون الغش الأدبي أو السرقة الأدبية على نقل أو اقتباس

ولا ينكر أي متابع أنه في عالم الإنترنت أصبح الوصول لها سهلا

ولكن من يبحث وإذا وجد المعلومة كيف يستفيد منها

سلمت لنا دوما

نعم صحيح ويبقى السؤال:هل ادمنا الغش فعلا؟وبات عادة متاصلة بقوة؟
مع تحيتي

بالرغم من هذا الموضوع له عدة نوافذ واتجاهات فكرية, ولم يكن وحيدة الفكرة لمناقشتها جيداً , إلا أنني أشكر الأخت ريمه على كتابتها لتفسح لنا مجال الرد, لنفيد ونستفيد .
بدأت الكاتبة موضوعها في الحديث عن السرقة الأدبية , وأطلقت عليه مصطلح وهو ( الغش الأدبي ) وتناولت عدة أمثلة نستدرجها كما يلي ونعلق عليها واحدة فواحدة .
1 ــ (مزج الشعر الوطني بالعاطفي الإباحي ,صدق المعلومة مع كاذبها ,الحقيقة مع الخيال ,الخ..)
أما حول مزج لون أدبي مع لون أدبي آخر , فلا تعد هذه من السرقات الأدبية , بقدر ما هو من الإبداع الأدبي , وبخاصة عندما نردد المثال الآتي ((( أجمل الشعر أكذبه )) فلا يشترط أن يكون الشاعر صادقاً , ولا يمكن أن يكون صادقاً مادام يتسع خياله إلى كل المفردات الجمالية في معناها وموسيقاها , وأصدق الحديث هو قول الله سبحانه القائل: ( ... يقولون ما لا يفعلون ) فعندما أقول شيئاً لم أفعله فهو يندرج تحت الكذب , (( ... وإنهم في كل واد يهيمون ) وهنا فإن الشاعر يطرق كل ألوان الخيال , قد يصف الوطن بمحبوبته التي يحضنها , ويقبل ثراها , ويعشق خدودها وهضابها , ليضفي على قصيدته خيالاً واسعاً يفسرها المتلقي بعدة تفاسير تروق له , وأنا أعتقد بأن هذا نوع من الجمال والإبداع , ولم نستطع تسميته بالأدب المغشوش لأنه لم يغش أحداً , بل أضاف شيئاً وللقارئ حرية التصرف بالقبول أو الرفض .
2 ــ
وأما القول حول خلط صدق المعلومة مع كذبها , في الشعر أو النثر , فعلى القاري أن يتفحص ذلك ويتحرى الحقيقة ويرد على قائلها بما يراه مناسباً , لكنه لم يكن غشاً ولا سرقة , بل رأياً خاصاً به .
وأما مزج الحقيقة مع الخيال , فهذا لا بد منه , وأي حقيقة لا يساورها الخيال , فأين ذهب التشبيه والخيال والتورية والاستعارة وما شابه ذلك في علم البلاغة ؟.
3 ــ وأما القول : فبعضهم أيضا :يتخذ القصيدة هيكلا عاما يحورها ويغير بعض كلمات منها كي تغدو جديدة..
وأقول , إن مثل هذا التحوير والتبديل والتقزيم والتحريف , لا يلجأ إليه إلا ضعاف الشعراء , يقلدون غيرهم من غير وعي , أما الشاعر المتمكن من لغته وعروضه فلا يقبل ذلك , لأن تحضير الفكرة العامة للقصيدة تبقى في ذهنه ويكتبها كما تمليه عليه عواطفه وخيالة لا كما يجده في قصيدة غيره , ثم أن الشعراء والنقاد يستطيعون الرد على أمثال هؤلاء بصفتهم يعرفون الغث من السمين ,ويعرفون المزيف من الحقيقي , ولكن مع العلم أيضاً , أنه يمكن أن يقول شاعر بيتاً شعرياً يتضمن أفكار شاعر آخر , وهذا يعتبر عن طريق المصادفة , وليس عن طريق السرقة المتعمدة , وإذا حصرنا هذا النوع من التشابه في أقوال الشعراء , فنجده واسعاً , ولقد قال شاعرنا ( عنتره ) هذا البيت الذي يدل على أن كل شيء قد مر عليه الإنسان هو متكرر , وما أشعارنا إلا تكراراً لما قاله غيرنا .


هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم


أي لم يغادر الشعر أثراً أو قولاً إلا قالوه .


إن أي شاعر وأي كاتب لا يمنعه أحد من أخذ فكرة من غيره وتطويرها إلى الأحسن , أما أن يأخذ نصاً كاملاً أو مصطلحاً ليس له وينسبه إلى نفسه فهذا هو القبيح , وهذه هي السرقة .
4 ــ أما بقية الأفكار الواردة في المقال والتي تخص التعلم والتعليم والنت وغيرها , فليس لها علاقة بالسرقة الأدبية أو الغش .


وأشكر الأخت ريمه مرة ثانية التي أتاحت لنا فرصة الإضافة والتوسع في مقالها , وأرجو من الإخوة التعقيب على كلماتي هذه , فلربما أخطأت , وعليكم تصويب هذا الخطأ


غالب أحمد الغول

تماما أستاذ غالب وللحديث بقية فالغش باتت له فنونا وفنونا.

تنوع الغش والطريقة والهدف واحد .
شكراً لك أستاذة ريمه على موضوعاتك القيمة ,