"ما بعد بعد تل ابيب "..

بالأمس أعدتُ نشر مقالة (كلما اندمل جرح تقيح جرح )،واليوم - قبل كل شيء - أحمد الله سبحانه وتعالى،أن مصر قد تخلصت من المخلوع،أعيد مقالة :(أغلقوا معبر رفح بالضبة والمفتاح!!!!!!) قبل المقالة،من المؤكد وجود تغيرات،فقد خلع مبارك الذي يتذاكى علينا .. كما سنرى.
أغلقوا معبر رفح بالضبة والمفتاح!!!
نعم نقول لمصر لا تفتحوا معبر رفح!! ألم يقل لنا حكيم العرب الرئيس المصري محمد حسني مبارك أنه لن ينجرف إلى رغبة الإسرائيليين، لفصل غزة عن الضفة الغربية!!!!!!!
إذا هذه هي الخطة الخبيثة للصهاينة؟!! ونحن الذين ظلمنا النظام المصري وقلنا أنه يساهم في خنق الغزاويين!!!!
وعليه فنحن مدينون للنظام المصري بالاعتذار!!!!!
نعم، نحن آسفون ؟عن نفسي على الأقل- فلم نكن نتصور أن الأمر بهذا (العمق)، وأننا سطحيون لهذه الدرجة!!!!
إذا يا سيدي الرئيس شدد الحصار على غزة... حتى يموت الصهاينة كمدا!!!!
الآن فهمنا سبب غضب الصهاينة!!! لأن مصر لم تنجرف إلى رغبة الصهاينة فيما يؤدي إلى فصل غزة عن الضفة، وحين لم تتحقق مطالبهم، أصيبوا بالجنون، وبدؤوا في قصف غزة!!!!!!
في الوقت الذي نقرأ فيه سيلا من الكتابات الشريفة، والتي تؤدي أقل واجب نحو أشقائنا في غزة، وتطرح الدكتورة الجوهرة بنت ناصر أسئلتها التي تدمي القلوب، في جريدة (المدينة) هذا اليوم،2/1/1430هـ:
* نسأل بداية ونتساءل:
1- لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة قصور الآخرين؟
2- لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة المزايدات السياسية؟
3- لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة الخلافات السياسية؟
4- لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة العملية السياسية في إسرائيل وأمريكا وعواصم الغرب؟ !!.
*جميعنا شاهد العدوان الغاشم على الشعب الأعزل المحاصر في غزة، ذلك اليوم الأسود الذي أظلم لجبروته وتعديه السافر العالم، والعالمان العربي والإسلامي خاصة حيث غدت أجساد الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال أشلاء ممزقة.. أي ظلم واعتداء مباشر يعبث به ويمارسه العدو الصهيوني ذو النزعة العدوانية والضمير الميت والدم البارد على إخوتنا في الإسلام ولماذا المسلمون تحديدا هم المضطهدون في كل مكان؟! لماذا المسلم بالذات يحرم من أبسط حقوقه ودائما هو من ينكل به؟! ما الذي يلجم العرب والمسلمين ويمسك أيديهم للنيل من عدوهم؟!.
«هناك في غزة.. حيث (الموت) ليس موسميا كالأمطار.. هو يطل عليك من الآبار الجافة، من الأرغفة الباردة، من أنابيب الأوكسجين الفارغة، والأدوية المعدمة، والضمادات الملوثة، من النوافذ الباكية، من المنابر المحطمة، من الطرقات المختنقة بالدم، والقتلى، من الحوائط النابضة بالقهر، من حصار يمنع حتى حليب الأطفال، ومن خزانة الملابس الفارغة من لعبهم.. المتناثرة.. الموت في غزة ليس فجائيا أبداً. بل الحياة هناك تأتي فجأة!!.)
في نفس الوقت،نجد أقلاما أخرى ترقص على جراح الأمة، مثل ذلك المقال الذي نشره الأستاذ عبد الله بجاد، في جريدة (الإتحاد) الإماراتية، وقد جاء عنوان المقال: ( " حماس" يخربون بيوتهم بأيديهم)!!!!!!!!
لا ندري لماذا لم يكمل ابن بجاد الآية الكريمة؟!! { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ }الحشر2 .
أتراه خشي أن يصف الصهاينة ب (المؤمنين)؟!! أم أن حماس يخربون بيوتهم، بأيديهم فقط، دون تدخل من أيدي أخرى؟!
كيف يستطيع هذا النوع من الكتاب، أن يدوس فوق كل القيم... الحق، والمنطق، والرحمة، والتعاطف، وكل قيم الخير؟!!!! ألا يلوذون بالصمت على الأقل؟!!!!!! عندما تعلن الحروب حتى من يعارض الحرب يقف مع أهله، مع دولته، ويساند... هؤلاء لم يطلب منهم أحد المساندة، فقط (أكرمونا بصمتكم)... في الوقت الذي يتعاطف العالم كله مع غزة... من اليابنيين... إلى مسيحيي باكستان... فقط أكرمونا بصمتكم... كونوا ديمقراطيين.. فالأغلبية الساحقة، في العالم كله، ضدكم.. طبعا باستثناء إسرائيل، ومن سار على دربها.
سبحان من مد أهل غزة بالقوة، والصبر، والثبات... وسبحان من سخر لنا هؤلاء (الأراجوزات) ليخرجوا ضحكنا من بين أكوام الألم والإحساس بالقهر، والظلم... ظلم القصف.. وقهر الصمت... حتى وزراء الخارجية الأوربيين سوف يجتمعون قبل وزراء الخارجية العرب!!!!!! فهل هذه (مؤامرة) لضرب إسفين بين العرب و مسؤوليهم؟!!!!
مشكلة من يعادون "حماس" ولكل سببه.. والله أعلم بطويته.... مشكلة هؤلاء، أنهم ينسون، أو يتناسون، أن حماس ليست (هنية) ولا (خالد مشعل) ولا.. ولا... مع تقديرنا لأهمية (الخبرة) والجاذبية الشخصية، التي يتمتع بها (هنية) أو (مشعل)... لكن تظل حماس- ومعها الجهاد- (فكرة) وموقف رفض الركوع للصهاينة.. وعليه فتدمير "حماس" كفكرة أكثر جنونا من أية فكرة أخر.
وأخيرا تحية للملكة الأردنية رانية عبد الله ؟ والتي نختلف معها كثيرا- لذلك المقال الذي كتبته في جريدة الدستور، الأردنية، هذا اليوم 2/1 / 1430هـ. تقول أصلحنا الله وإياها:
(لا يوجد ما يقال.. ولا يمكن أن تسعف الكلمة أيا منا هنا... هكذا أحسست في الأيام الأولى.
لكن الصمت كفر لا يقبله عقل أودين... ونحن بشر، اليوم يبكي الصخر والأشجار والصمت، فكيف لا ننتحب جميعا، وبعد الصمت يأتي الغضب.. حنق على النفس لتخاذلها، لأن بإمكاننا جميعا أن نفعل أكثر، أن نطلق العنان لآرائنا، لصوتنا، لأيدينا وسواعدنا، لتمتد لإغاثة الأطفال والأمهات، الشباب والكهول، إلى شعب إرادته تلهمنا جميعا، (..) هذه المرة لم يطلب أهل غزة منا شيئا، لم يشركونا أساهم، لم يستنجدوا بنا، نحن البشر، نحن إخوانهم. ارتفعت أيديهم إلى السماء بالدعاء، لأن السؤال لغير الله مذلة.. وغزة لا تذل.. علينا أن نثبت لغزة وأهلها أننا إخوانهم، وأننا معهم (..) مأساة غزة لا تحتاج إلى التعاطف فالمرء لا يتعاطف مع أخيه حين يقع عليه الظلم، بل يهب لنجدته.. "فمن رأى منكم منكرا" ).
اللهم انصر إخواننا في غزة... اللهم ثبت أقدامهم.. اللهم زلزل الأرض تحت أقدام عدوهم... اللهم سدد رميهم... اللهم نصرك الذي وعدت.. اللهم نصرك الذي وعدت... اللهم نصرك الذي وعدت.
محمود المختار الشنقيطي - المدينة المنورة