-
شهداء...
اليوم صباحاً عثروا عليه ميتاً في دكانه..
كان رجلاً لا يكف عن التحدث في السياسة.!
وعلى الرغم من كل المحاولات، أبت ذراعه اليمنى المتيبسة أن تنطوي إلى جناحه، فأفتى شيخ القرية أن يغسّلوه ويكفنّوه ويدفنوه على تلك الصورة..
صرخت زوجته بلوعة:
- مع السلامة يا عمود بيتي.. ثم أردفت:
... - انظروا، إنّه يودّعنا ويلوّح بيده..
قال فتى كان يرافق الموكب:
- إنّه يرفع إصبعه في وجوهنا..
ع.ك
-
سقط شهيداً على مفارق الطرق الواصلة إلى بيوت أقربائه.. فهبّوا لمرافقته إلى مستقرّه الأخير..
قطّعوا سيرة نضاله، وأخذ كل فريق منهم قطعة، علّقوها على بوّابات ممالكهم رمزاً لحميّتهم ونجدتهم.. وراح كل فريق يبكيه، ويجمع المال والرجال والسلاح ليثأر له، وينتصر لقومه..
منذ أكثر من ستين سنة وهم على حالهم، لم تفتر لهم عزيمة، ولم يصبهم وهن..
بينما آل الشهيد ما زالوا يدفعون في كل يوم شهيداً جديداً على مفارق الطرق ذاتها..
ع.ك
-
كنت صغيراً عندما شاهدني والدي أتشاجر مع طفل في مثل سنّي في حيّنا، يومها أصلح فيما بيننا، وأمسك أذني بقوّة وقال لي:
ـ إياك أن تعتدي على الآخرين..
وعندما عرف أنني كنت المُعتَدى عليه أردف وشرر الغضب يتطاير من عينيه..
ـ الرجل الحقيقي لا يسمح لأحد مهما كان أن يعتدي عليه، أو أن ينتقص من كرامته، ومن يتجرأ ويفعل ذلك عليك أن تضربه بلا هوادة..
منذ ذلك اليوم وأنا لا أكاد أخرج من سجن إلا لأدخل في سجن آخر مرّة إثر مرّة.. جرمي واحد:
ضرب مسؤول..!
ع.ك