المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيي هاشم
العزيز هشام
بداية
دعنى أحييك على تلك الرائعة الصغيرة التى رأيت فيها الصدق فى المعاناة التى يمر بها من يغترب عن نفسه .
ثم دعنى أختلف مع الردود التى رأيت أنها أغضبتك لأن الاختلاف بيننا طبيعى ولكل منا معاناته .
ولكن دعنى أيضا أن أعترض على ردك بأن:
" من لاتعجبه قصصى فليشرب من البحر "
فنحن لا نتعامل مع القراء مهما كان إختلافنا معهم بتلك الطريقة .
وبعد ..
ما جعلنى أكتب ماسبق هو صدق الكاتب الذى رأيته فى سطوره وكلماته .
فأنا مؤمن تماما بأن أفضل كاتب هو الذى يكتب عن نفسه .
وأن الكاتب الذى يرد على سؤال :
- ما وجه الشبه بين بطل قصتك الأخيرة وبينك ؟
فيجيب :
- لا وجه شبه نهائيا بيننا .
لهو كاذب !!!!
لأننا نكتبنا بكل ما نحمل من طبائع وأحاسيس و مهما حاولنا أن نختفى بين السطور فنحن نظهر بكل السطور .
- لماذا نجحت القصة ؟؟
لأن القصة جسدت المعاناة التى يشعر بها الكاتب فى العيد .
انظر معى ..
معاناة فى العيد !!!
تناقض يحمل معه جمال , ويدفع القارىء أن يبحث عن أسباب هذا الشعور الغريب فى العيد .
كل هذا تم فى إطار مكثف وبكلمات أرى أنه لو حذف منها شىء لضاعت معالم القصة تماما .
أجمل ما فى القصة أن تراها وأنت تقرأها .
أن يحول الكاتب قلمه إلى كاميرا تدور بين السطور لترى ما وراء السطور .
وهذا ما فعله هشام .
كيف ؟؟
تعالى معى أريك ..
- مشهد رئيسى ..
يجلس البطل على فراشه فى حجرته " زنزاته الأثيرة " , واليوم عيد والكل سعيد
" لزوم القافية " تحادثه نفسه فيكاشفها وتلك المشكلة .
عندما نكاشف نفسنا فنحن نزيل عنها الأقنعة فيظهر الوجه الحقيقى الذى نصارع من أجل ألا يظهر .
اليوم عيد والنفس تحمل من الألم أكثر مما يضفيه العيد من سعادة وصفها الكاتب بالمزيفة .
تجاهد نفسك للمشاركة بدور سطحى مهمش فى تلك التمثيلية فتقابلك دموعك .
ستوب
ينهى المخرج المشهد الأول .
تعالى معى قليلا أخبرك عن بعض خفايا أسلوب هشام ..
هشام يختزل الموقف بكلمات تحمل من الدلالات ما يجعلك تستغنى عن كل بديل .
فهو يستيقظ متأخرا , ومتأخرا هنا لها دلالة كبيرة فهو العيد والكل ينتظر ذلك اليوم فيستيقظ مبكرا , ولكنه تعمد أن يقول متأخرا ليمنحك شعور بأن اليوم لا فرق بينه وبين باقى الأيام !!!!
المشهد الثانى :
تدور الكاميرا خارج غرفة نوم البطل لتجد أطفال بملابسهم الجديدة , والسعادة المرسومة على الوجوه وهى إبتسامة مصطنعة " لأن اليوم عيد " .
ثم تبطىء حركة الكاميرا رويدا رويدا لتصل إلى البطل بملابس النوم والتعاسة على وجهه !!
يفاجئه أحدهم بسؤال محرج فلا يجد الكلمات ليرد , فينوب عنه والده .
ستووب .
ينهى المخرج المشهد الثانى .
المشهد الأخير
يستعيد البطل ذكريات الطفولة التى لم تدم طويلا واغتصبتها شجون الصبا .
لينهى الكاتب قصته بسؤال :
عزيزى القارىء :
بطل قصتنا لم يجد إجابة لسؤاله فهل نجدها لديك ؟؟
يحيى هاشم