متفوقو البكالوريا العراقية بماذا كافأتوموهم؟

متفوقو البكالوريا العراقية بماذا كافأتوموهم؟
أنفضّت تلك ساعات الترقب وأجراس الإنذار في كل العوائل العراقية التي انهتْ أبنائها معركة البكلوريا لكل سنة.. وعندما بزغت شمس ظهور النتائج سارعت الآف العوائل العراقية لمكاتب الانترنيت تبحث عن أسماء إبنائها ونتائجهم في معركة البكالوريا وخاصة للصفوف المنتهية المؤدية للقبول في الكليات والمعاهد العراقية. كنت كل سنة اكتب وأنشر إضاءات لهذه الجهود الطلابية العملاقة الحجم والمردود والإنعكاس الإجتماعي طبعا للمتفوقين منهم ومحافظاتهم وأيضا لاأستغرب شخصيا أنها يطويها النسيان والإهمال! فهناك في العراق بحر لجّي من المشاكل لاينتهي بل صارت سياستنا اليومية خلق الآزمات والتصعيد بحيث تصبح مسألة الانتباة للابداع ولإشراقاته النورية نوعا من البطر أوالتفاهة والسفاهة مع كل الاسى والاسف. جيل كامل كان للتفوق حافزا لتسلق المجد العراقي سيكون كل سنة طي النسيان فهذه ليست بطولة كروية موسمية.. هذه النتائج الباهرة للطلبة المتفوقين والمتميزين تحدّد كل سنة وفي عصارتها مستقبل زاهر للوطن ولكن؟ بلارعاية ولاعناية ولاتكريم متميز يسطع في الفضائيات والإعلام المشغول بنقل الصراع اليومي بحد التفاصيل المميتة الملل له! لقد ضاعت هذه الجواهر ونستها الحكومة وإجهزتها التنفيذية ممثلة بوزارة التربية أو محافظي المحافظات أو أو مليون عنوان سلطوي كلها سكتت وسكنت جوارحها عن تكريم هذه النخب المبدعة.
لم أستغرب وقطر دولة شقيقة لا.. ان يستقبل أميرها متفوقيها فقط بل ومنحهم منحا دراسية حكومية في اكبر الجامعات العالمية على نفقة الامارة!
بل وتبادل معهم ،الحديث حول اهتماماتهم العلمية المختلفة، وهنأ الخريجين، وحث الطلبة على الإنجاز والمثابرة والإفادة من كافة المجالات العلمية المتطورة، من خلال المعاهد المرموقة عالمياً، واغتنام هذه الفرصة المتاحة لهم للتبادل الفكري والثقافي.ثم أقام لهم مأدبة عشاء ؟!! كم سيشعر الطالب مذكرا أومؤنثا بقيمة جهده عندما يجد اعلى سلطات حكومته يشاركة مادبة طعام؟ كم سيشعر بالامتنان لوطنه وتقوى وشائجه عندما يجد ذراع الوطن تحميه وتحتضنه وتربت على كتفه وتقوده بنفسها لمستقبله الزاهر؟
ولكن واقع الحال هيهات هيهات! إنها آحلام يقظتي!!!!
حتى لاأبخس جهد الطلبة الاعزاء الذين لم استقصي معدلاتهم وجدت ان الاولى على العراق من محافظة البصرة الفيحاء فقدحققت الطالبة "ايلاف شكري محمود" من ثانوية شط العرب النموذجية في محافظة البصرة المرتبة الاولى على طلبة العراق من الصف السادس العلمي للعام الدراسي 2011-2012 وحصلت على محموع699 درجة وبمعدل 99.98% ... يعني تفصلها درجة واحدة فقط عن الفول اوتوماتيك في المعدل!!المؤلم ليس أن لااحد قدّم لها وردة ولو إصطناعية لتميزها وإبداعها بل إنها معي ومعكم قرأتْ وسمعتْ أن السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني وهو في وعكة صحية نتمنى له منها الشفاء ، وجّه برقية تهنئة للطلبة الأوائل على مستوى العراق وإقليم كوردستان ، وقدّم للطلبة الأربعة الأوائل في اقليم كردستان فقط أكرر فقط للتذكير,الهدايا والجوائز التقديرية دون أن تحظى إيلاف شكري بهذا التكريم؟!!! لاأحب الخوّض في مالا اريد ولولجه بعيدا عن مهنية الخبر .. أما كان بالامكان تكريم كل المتفوقين بسيارات لاهاليهم مدفوعة الثمن من الدولة؟ وببعثات دراسية مدفوعة الثمن حكوميا في اعظم الجامعات وخاصة الامريكية والاوربية؟ وهدايا عينية وحاسبات لاب توب وهواتف من الجيل المتطور الذي يتحسر عليه الشباب الفقير ماديا.. ولقاءات تلفازية وصحفية معهم بل وارسالهم مع عوائلهم بسفرات ترويحية لمدة شهر في تركيا أو اليونان أو النرويج والسويد وماليزيا أو جزر القمر حتى تثمينا من الدولة لجهدهم مع صبر عوائلهم؟ ولكنها للاسى والاسف والالم أضغاث أحلام نعانقها ونعيش تراثها وهرميتها وتتحقق؟!! في كل آن في وطننا الحبيب حالها حال تمني الكهرباء!
عزيز الحافظ