فيلم ( اختفاء جعفر المصرى ..يثبت أن الحب دين )
( اختفاء جعفر المصرى ..يثبت أن الحب دين )
*******************************
لأول مرة ومنذ سنوات طويلة أرى فيلما يقوم على المشاعر الرفيعة فقط .
رغدة وتمثيل مفعم بالإحساس فقط ، بالشعور بالموهبة بالأحاسيس المرهفة وبلا ملابس آخر موضة ولا مكياج لبنانى أو خليجى .
اختفاء جعفر المصرى ... قصة ليست جديدة الفكرة فقد رأيناها من خلال السينما المصرية وبخاصة فى فيلم رائع لنعمت مختار وعادل أدهم بإسم (المرأة التى غلبت الشيطان ) ولكن فى اختفاء جعفر المصرى كان الذى غلب الشيطان رجلا ، وكان الشيطان هو قمر السينما المصرية حسين فهمى .
اختفاء جعفر المصرى فيلم فوق الرائع فهو تمثيل بالأحاسيس والمشاعر فقط ، ودون أى عوامل مساعدة للأبطال كالملابس الغالية والمكياج الفج والديكورات الفخمة أو الأماكن المشهورة . بل كان الابطال فى ملابس غاية فى البساطة وبدون مكياج وبخاصة البطلة الجميلة رغدة .
ولأول مرة أرى تمثيل رغدة الحقيقى فى مشاعرها الفياضة وأدائها العالى، وكذلك جمالها الطبيعى الشديد العذوبة والأثارة الطبيعية بلا افتعال
أو بذل جهد فى نظرات أو عبارات أو رقصة خليعة محشورون بدون مناسبة فى الأفلام أو المسلسلات الحالية .
"رغدة " تستحم بكوز ماء وفى طشت ، فتبدو وكأنها كليوباترا فى زمانها !
رغدة ترتدى ملابس بسيطة جدا جدا ولكنها جميلة فتبدو رغدة وكانها ملكة الأناقة !
فقد كانت رغدة بملابس تنتمى إلى البداوة فهى عيش فى مكان بعيد من ربوع مصر حيث توجد البحيرات الصغيرة التى يعيش عليها الصيادون بمراكبهم الصغيرة فى مجتمع وبيئة بسيطة وفقيرة .
رغدة تحيا على حب زوجها الذى لقى حتفه غدرا فى مياه البحيرة .
ونرى رغدة تهرع باكية ممتلئة بالحب والحسرة ،حيث مركبه الصغير الذى لم يكتمل بعد ،وترتمى على المركب بكل حب وتقول "همام " بطريقة غاية فى الروعة يستشعرها كل محب وعاشق و كل ذو قلب وأحساس.
نور الشريف البطل الذى عاش حياة ماجنة وفاسقة ، وكان جمع المال هو همه الأكبر ؛ يترك كل شىء ليعيش صيادا بسيطا على مركب صغيرة بجانب من أحبها !مرتديا ملابس الصيادين العادية ! ويأتى بعد رحلة الصيد بكل حب وشوق حاملا سلة صغيرة بها بضع سمكات ، ليريها لحبيبته التى تمسك بهم وتنظر له وكأنها تباركه وتبارك حصيلته .
الفيلم قائم فى المقام الأول على المشاعر والحوار قليل بين الحبيب والحبيبة بل وبين باقى مجتمع الفيلم .
ولكن النظرات والأفكار والمواقف أكبر بكثير من الحوارات التى ربما تصيبنا بالملل ، ونستشعر تفاهتها فى بعض الافلام أو تكون عديمة الجدوى .
البطل الذى ترك المال والعربة الفاخرة والشركات والاصدقاء الفاسدون وجد نفسه رجلا آخر وهوية أخرى ومجتمع آخر ووجد أنه فى جنة مع من يحب؛ والشيطان الذى ظن انه انتصر بالمال والنفوذ والسلطة والجاه ، عاد أدراجه مهزوما بالحب .
الفيلم بالبلدى كده تمثيل على بياض .
